لا عودة لطبع النقود.. واسترجاع 9000 مليار من السوق السوداء أولى!
اقترح خبراء ومختصون في الشأن الاقتصادي، ضرورة استرجاع الدولة للأموال الموجودة خارج الأطر الرسمية واستغلالها لمواجهة وباء كورونا بدل اللجوء لطباعة النقود والمديونية الخارجية، مؤكدين وجود ما يقارب 9000 مليار دينار خارج الدائرة الرسمية وجب على الدولة إدماجها.
يرى رئيس النادي الاقتصادي الجزائري سعيد منصور، أن التوجه نحو طباعة الأموال والمديونية لمواجهة موضوع تآكل احتياط الصرف والعجز في ميزان المدفوعات، ومحاربة وباء كورونا حلول غير “مجدية” وليست في صالح المواطن والدولة، لما يترتب عنها من عواقب وانعكاسات على المدى القريب.
وأوضح سعيد منصور في منشور رسمي، أن الحل في الوقت الراهن يكمن في استرجاع ما قيمته 9000 مليار دينار جزائري، والتي تعتبر خارج الدائرة المالية الرسمية حسب ما صرح به، قائلا: “حان وقت اتخاذ قرار شجاع من أجل إدخالها إلى البنوك ليتعامل معها، تعامل الصيرفة الإسلامية كبديل لمن لا يود التعامل بالطريقة التقليدية”، معتبرا أن الصيرفة الإسلامية ستكون باب خير على الاقتصاد الوطني من خلال استقطاب جميع الشرائح لإيداع أموالها في البنوك.
ويرى رئيس النادي الاقتصادي، أن على الدولة استغلال أزمة كورونا، لإعادة بعث الاقتصاد، لاسيما أن العديد من دول العالم بعد أن تنتهي هذه الجائحة، ستتبنى استراتيجيات جديدة لبناء الاقتصاد، وستعتمد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في صناعاتها خاصة الصيدلانية منها، حتى وإن كانت مكلفة غير أنها تبقى – حسبه- أرحم من الاستيراد.
وهو نفس الاتجاه، الذي تبناه عضو لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني، احمد زغدار في تصريح لـ”الشروق” الذي شدد على ضرورة استرجاع الأموال الموجودة خارج الأطر البنكية لمواجهة وباء كورونا، كاشفا عن وجود أكثر من 50 مليار دولار في السوق السوداء تنقسم من مدخرات وتجارة غير مصرح بها، الأمر الذي يستوجب التوجه بسرعة لوضع الصيرفة الإسلامية، ورقمنة كل القطاعات سيما المالية والتجارة، وإقرار خدمات مالية إسلامية وإعادة الثقة في المؤسسات المالية عبر تجاوز البيروقراطية العقيمة وعدم شد الخناق على المدخرين فيها.
ومعلوم، أن منتدى رؤساء المؤسسات، كان قد اقترح العودة إلى طبع النقود كحل لمواجهة الأزمة التي تشهدها البلاد جراء وباء كورونا، وانهيار أسعار النفط والقدرة الشرائية، حيث يرى “الافسيو” أن الأموال المطبوعة من شأنها أن تحل مشكل تسديد أجور العمال المسرحين تقنيا بسبب الأزمة الصحية.