لا نريد اجترارا يا وحيد !
إذا كان الناخب الوطني “وحيد حاليلوزيتش” بإقدامه على استدعاء 36 لاعبا لودية سلوفينيا، أظهر نواياه في عدم إقصاء أي عنصر عن المغامرة البرازيلية، فإنّ جلبه هذا الكم الضخم من المحاربين يحيي المخاوف من اجترار محتمل لخطايا سابقة.
تعوّد الجزائريون عشية مونديالات سابقة على ذاك الإفراط في التجريب، على منوال الذي حدث قبل شهرين عن كأس العالم بإسبانيا 1982، أين أنهك الثنائي محي الدين خالف ورشيد مخلوفي نفسيهما باللهاث وراء شبّال، بوربو واستبعاد كويسي وبن الشيخ وضرب الأخماس في الأسداس، رغم أنّ معالم تشكيلة روغوف ومعوش كانت واضحة، وكان يمكنها أن تحقق أفضل بكثير من الذي تحقق على أرض الأندلس.
أربع سنوات من بعد، لم يتحرج رابح سعدان غداة مهزلة الإسكندرية – مارس 1986 – من إعادة الأمور إلى نقطة البداية، والجري وراء هنري سطامبولي، يوسف بن قابلة وحليم بن مبروك وغيرهم، بدل تصحيح الأخطاء التي كانت تطبع عمق التشكيلة الوطنية والنتيجة يعرفها الجميع.
في 2010، ارتضى سعدان مجددا التضحية باللفيف المحلي بعد صفعة صربيا الودية، وراح الشيخ يفتش في أفريل وماي عن لاعبين من طينة أخرى، مع أنّ البديهي في أي منتخب عبر العالم أنّ ملامح التشكيلة المعنية بمونديال ما، تتحدّد قبل ستة أشهر على الأقل.
الآن مع حالة حاليلوزيتش، الهاجس الأهم أن لا يجترّ البوسني مقالب سابقيه، ونحسب أنّ الرجل يكون قد استقرّ على نوعية التعداد الذي سيرافقه إلى أرض السامبا، ولا يطلع علينا بعد ودّية سلوفينيا بخرجة جديدة تمس منظومة الخضر في الصميم، والسؤال يبقى قائما طالما أنّ البوسني استهلك 30 شهرا على رأس المحاربين ولم يستقر فيما يبدو على فريق قار.
المطلوب، استثمار الوقت المتبقي عن سفرية ريو، في صنع اللحمة وتعميق الانسجام لا التخبط بين كثرة الأسماء، حتى تكون الفائدة كبيرة والفعالية أكبر.