لا نريد مدربا فرنسيا
شهران بالتمام والكمال مرت على مغادرة الفرنسي كريستيان غوركوف العارضة الفنية للخضر، ولا تزال تشكيلتنا الوطنية بدون مدرب يضع الإستراتيجية القادمة، تحسبا للمواعيد الكروية الهامة التي تنتظر تشكيلتنا الوطنية، بداية من تصفيات كأس العالم المقرر قرعتها في الأسبوع الأخير من شهر جوان بمدينة سانت بيترسبورغ الروسية، ونهائيات كأس إفريقيا القادمة مطلع السنة القادمة بالغابون.
شغور منصب المدرب الوطني يجعلنا نطرح تساؤلات عديدة عن عدم جلب مدرب في هذا الوقت بالذات، للتعرف على اللاعبين، والمحيط الكروي الذي يعمل فيه، وكل الجزئيات التي تمكنه من النجاح، وخاصة في كأس إفريقيا القادمة التي نحلم بالتتويج بها، في ظل وجود هذا الجيل من اللاعبين، الذين يلعبون في أحسن الأندية العالمية، وينالون أحسن الألقاب، وهم مطمع أغلى وأكبر الفرق العالمية، على غرار محرز، وسليماني وغزال، فلا أظن أن هؤلاء المتألقين في أنديتهم يعجزون عن إهداء وطنهم لقبا غاب عن ذاكرة الجزائرين لأكثر من ربع قرن.
عندما استقال -أو أقيل- الفرنسي غوركوف من تدريب المنتخب الوطني، تعالت بعض الأصوات مؤكدة أن الجزائر ستجلب أحسن التقنيين العالميين، وأن هيئتنا الكروية لن ترضى بمدربين من الدرجة الثانية، وأن الأموال الموجودة في خزينة الفاف، ودعم الدولة المجمد في حساب “خاص”، يسمح لنا بالتفاوض بقوة مع كبار الكرة، فلا أظن أن التقنيين العالميين يرفضون تدريب منتخب يضم أحسن لاعب في الدوري الانجليزي، وهداف الدوري البرتغالي، والأحسن في بلجيكا، ولاعبين واعدين آخرين تتمنى كل الأندية العالمية الاستفادة من خدماتهم، وأصبحوا يتصدرون الصفحات الأولى لكبرى الصحف العالمية، ومطمع كل المدربين الكبار، وخاصة في القارة العجوز.
في الحقيقة لم أجد نفسيرا واحدا لتماطل اتحادنا الكروي في اختيار خليفة لغوركوف، سوى ربح أجرة تسعين يوما قبل أول لقاء رسمي للخضر، رغم أننا في حاجة ماسة إلى تقني كبير، ليقود منتخبنا الوطني إلى بر الأمان، ويتعرف على اللاعبين، يتحدث إليهم، يعرف مشاكلهم وتحدياتهم في المرحلة القادمة.
أعتبر أن قائمة المدربين التي تكون اتحاديتنا قد اتصلت بهم للإشراف على الخضر، والتي نشرت في الصحافة الوطنية، ضعيفة مقارنة بالأهداف التي نطمح إلى تحقيقها، وخاصة التاج القاري، والتأهل إلى مونديال روسيا، واجتياز الدور الثاني، مثلما تم تحقيقه في المونديال الأخير بالبرازيل، فلا أرى أن سوق المدربين يضن باسما كبير بإمكانه تدريب الخضر، لأنه من غير المعقول جلب مدرب صغير، لتدريب لاعبين كبار، يشرف عليهم أحسن التقنيين في أنديتهم، وأنا متأكد أن الفاف تكون قد تلقت عروضا من مناجرة لمدربين كبار، لن يرفضوا أبدا خوض تجربة “عالمية” مع لاعبين عالميين، لأن العبرة في النهاية هي تحقيق نتائج ايجابية لمصلحة البلد، ولا يهم المبلغ الذي يتقاضاه المدرب العالمي، لأن “سوق المدربين الكبار يحكمه المال، ومنتخبنا في حاجة إلى هذا النوع من المدربين، لأنه في الإخفاق لا ينفع الندم ولا المال”.
أعلم يقينا أن هيئتنا الكروية ورئيسها على دراية واسعة بنوع المدربين الذين بإمكانهم تقديم الإضافة إلى المنتخب الوطني، ولكني متأكد كغيري من الجزائريين أن تقنيي المدرسة الفرنسية، لا يمكنهم تدريب المنتخب الوطني، ولعدة اعتبارات، أهمها الصراع الخفي حول اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يختارون الجزائر على فرنسا، وهو ما أقلق الفرنسيين وجعلهم يضغطون على هؤلاء الشبان مثلما يحدث لغزال، بن زية، أدم وناس… الذين يصمدون للحملة الفرنسية، واستسلام البعض الأخر مثلما حدث لفقير… لا نريد مدربا فرنسيا، وكرة القدم ليست فرنسية.