-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إلهام علام رئيسة الفرع النسوي لجمعية العلماء المسلمين بقسنطينة:

لا نملك خاتم سليمان ومشكلتنا الأولى في قلة الدعم الحكومي

جواهر الشروق
  • 3389
  • 0
لا نملك خاتم سليمان ومشكلتنا الأولى في قلة الدعم الحكومي

يعتبر الفرع النسوي لجمعية العلماء المسلمين بولاية قسنطينة الأول على مستوى الوطن، انبثق عن الفرع العام سنة 2004، وكان هذا التخصيص خطوة ناجحة نحت نحوها مختلف الفروع عبر الولايات، بعد أن شُهد له بدوره البارز في فتح آفاق رحبة لانشغالات المرأة والطفل من خلال أفكاره ونشاطاته المتميزة؛ التي تحدثنا عن تفاصيلها السيدة “إلهام علاّم” رئيسة الفرع النسوي بمكتبه الجديد الكائن مقره بوسط المدينة – الأهرام- في حوار خصت به جواهر الشروق.

جمعية العلماء المسلمين غنية عن التعريف، لكن رغم عراقتها ودورها وثقلها التاريخي، لم تسلم من الإنتقادات الموجهة إليها على غرار بقية جمعيات المجتمع المدني هل ترون أن هذه الانتقادات مشروعة؟

المشكل ليس في النّقد، فالنّقد هو المرآة التي من دونها لا نتمكن من رؤية العيوب والأخطاء ومن ثَمّ تصحيحها، المشكل يكمن في مدى صحة ما يروج عن الجمعية من سلبيات واِتهامات، تسيء لكل فروعها وشخصياتها وأعضائها عبر التراب الوطني، ففي بعض الأحيان تكون الانتقادات غرضها استفزازي و توجه بجريرة خلافات شخصية، وبالتالي تكون عارية من الصواب، ما أودّ قوله هو أن هذه الواجهة الغراء للمجتمع الجزائري، أكبر من أي صوت ومن أي طعنة مهما بلغ نفوذ أصحابها، لأنّها لا تمثل شخصا بعينه، بل لها في عنق كل جزائري مخلص دَيْنا، نعم لا يضيرنا، بل ممتنون لكل من يوضح لنا مكامن التقصير أو يقدم لنا انتقادات تصب في صالح الجمعية، لكن لا يمكن أن نقبل أيّة مزايدات غرضها التشويش على الجمعية، وتصفية حسابات شخصية.

 لكن هناك من يرى أن الجمعية بمختلف فروعها سقطت في فخ التقليد لجمعيات أخرى لا تعدو عن كونها هياكل فارغة و نشاطاتها مناسباتية محتشمة، كما أن هناك من يرى أنها حادت تدريجيا عن مسارها المقيد بمبادئها العامة التي تأسّست عليها لأول مرّة ما تعليقكم على هذا؟

و الله يا سيدتي في الحقيقة أنّ الجمعيات، وأقصد جمعيتنا بالضبط، لا تملك خاتم سليمان وكما يقول المثل الشعبي ” الجود بالموجود ” ما على هؤلاء معرفته هو صعوبة الظروف والعراقيل التي نواجهها، لأن المبادرات الميدانية والدور الفاعل الذي ينتظرونه منا، لا يتوقف على عقول رشيدة وطاقات بشرية فاعلة فحسب؛ بل يحتاج أيضا إلى تغطية مالية على قدر الطموح، لا يمكننا استقطاب المواطنين إلا في إطار نشاط منظم يستلزم تمويل حسب حجمه، ونفس الشيء بالنسبة للمبادرات والخرجات الميدانية.

عفوا أشرت ضمنيا إلى رشادة الطاقم الجمعوي، هل نفهم من كلامك أن السبب في تواضع نشاطات جمعية بثقل جمعية العلماء المسلمين راجع إلى ضعف الدعم الحكومي مثلا؟

نعم بالطبع الدعم المادي هو بنزين أي هيئة وطنية، بدوري أتساءل كيف لبلد يتحدث مسؤولوه طوال الوقت عن التنمية البشرية وتفعيل دور المواطن، لا تحظى فيه جمعيات المجتمع المدني بالدعم اللاّزم؟

بخصوص ما يقال عن انسلاخ الجمعية عن مبادئها، الكلام الذي لا يستند إلى أدلة مقنعة لا يُعتدّ به، ومن يرى أننا انسلخنا عن مبادئ الجمعية فليواجهنا بالدليل، من غير المنطقي أن نحصر نشاطاتنا في تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية، وإلاّ نكون قد حدنا عن مبادئ الجمعية!، نجاحنا في تحقيق مبادئ الجمعية مرهون بمواكبة العصر ومعرفة خصوصيات أجياله ومتطلباتهم، ونشاطاتنا أغلبها مرخصة من مديريات الشؤون الدينية، ومنسقة مع المساجد التي يشرف عليها من هم أهل للفتوى والحكم. 

هل تتلقون تبرعات من جهات أخرى؟

بصفتنا فرع حديث التأسيس منبثق عن الفرع القديم، ولحد الآن لم نتلق أي دعم لأنه وحسب ما علمناه أن المكتب الولائي لم يتحصل هذه السنة على إعانات حكومية، كل ما تلقيناه هو بعض المساعدات والتبرعات من المواطنين جازاهم الله خيرا، كما أننا كأعضاء لا نقصر في تقديم أي شيء يخدم الجمعية قدرالمستطاع، وعلى سبيل المثال حتى جهاز الكمبيوتر المستعمل هنا تبرع لنا به أحد المواطنين.

وللأمانة نستفيد أيضا من مداخيل النشاطات التي نقدمها، فكما هو معلوم هدفنا ليس ربحي، لكننا نطلب مقابلا رمزيا نظير أي نشاط تقدمه الجمعية، يخصص في خدمة الجمعية في حد ذاتها ومنه تستمر في نشاطاتها.

لنعد الآن إلى الحديث عن الفرع النسوي ماذا أضاف هذا الفرع كَتَيْمَة لنشاطات الفرع العام للجمعية؟

 قبل تأسيس الفرع النسوي، كانت هناك مشاكل عديدة تتعلق بصعوبة الوصول إلى العائلات ومعرفة انشغالاتها، واحتياجاتها، كما أن إقبال النساء كان متواضعا، ونظرا لهذه الأسباب قررنا تأسيس فرع خاص بالنساء، ومن خلاله فتحنا فرص عديدة لهن للمشاركة سواء بالحضور والاستفادة من نشاطاتنا، أو بالانخراط ومدّ يد العون في مبادراتنا.

 عدى المناسبات المختلفة ما هي أهم نشاطاتكم اليومية؟

 أهم نشاطاتنا تتمثل في تحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف وذلك لثلاث فئات فئة الأطفال الصغار وفئة المراهقات والشابات، وفئة كبيرات السن، وتشرف عليها أستاذات مختصات وذوات كفاءة.

 كما نقدم أيضا دروس الدعم للتلاميذ المقبلين على شهادات الأطوار الثلاث وبمبالغ رمزية جدا، يخصص القسط الأكبر منها في تمويل المبادرة في حد ذاتها.  

 نشاطات أخرى مثل تعليم الخياطة والطرز وصنع الحلويات وهي تدخل في إطار تأهيل المرأة خاصة الماكثة في البيت.

 بالإضافة إلى نشاطات أخرى متنوعة، آخرها مشروع السينما البديلة الذي نال إعجاب الكثير من الناس.

هذا المشروع  كان من وحي أفكارك حدثينا عنه؟

مشروع السينما البديلة كانت فكرة من وحي الواقع، نالت إعجاب الأطفال وأوليائهم حيث بلغ عددهم في  اليوم الأول من العرض 24 طفلا.

 فبحكم اِحتكاكي بالنساء يوميا لاحظت أن القاسم المشترك بينهن هو مشكلة الأطفال مع الشارع والبرامج التلفزيونية، فكل سيدة باتت تخشى على أبنائها الصغار من مشاكل الشارع، خاصة بعد الأحداث المتكررة لعمليات خطف الأطفال، وتتمنى لو تجد لهم مكانا أكثر أمانا يتسلون فيه ويحتكون مع غيرهم، بدل إبقائهم في البيت طوال اليوم، اِنطلاقا من هذا؛ فكرت في طرح فكرة السينما البديلة وتتمثل في انتقاء أفلام كارتونية هادفة، حيث تتم مراجعتها وحذف أي مقاطع فيها تتنافى ودورنا الإصلاحي، كما يتم عمليات دمج بعض الإضافات المفيدة كأذكار الصباح والمساء أو أحاديث نبوية أوعبر،  ثم يتم عرضها على الأطفال بتقنية الداتاشو أو عبر شاشات كبيرة.

  فبهذه الطريقة؛ نكون قد تفادينا مشكلة وقوع عين الطفل على برامج أو أفلام كارتونية غير مناسبة، كما أن الجو الجماعي يخلق حافزا كبيرا للطفل على الإقبال ومن خلالها يخرج بالكثير من الفوائد يتعلم اللغة السليمة، الأفكار الخلّاقة، بالإضافة إلى القيم الأخلاقية والأذكار الصباحية والمسائية والأحاديث الشريفة وغيرها .

أما عن فكرة عرضه، فكنت استوحيتها من مبادرة سابقة للنساء المقبلات على الذهاب لآداء مناسك الحج أو العمرة، حيث كانت تقدم لهن دروس عن كيفية آداء هذه الشعائر ومختلف الآداب والتوصيات، بنفس الطريقة المذكورة ومنها استوحيت فكرتي .

ونحن مقبلون على شهر رمضان ما هي أهم برامجكم ومبادراتكم التي خططتم لها؟

في جعبتنا الكثير من الأفكار الجديدة والطموحات على نطاق أوسع، غير أنه في الواقع دائما تكون هناك عراقيل، لذلك نحن نطمح والتوفيق بيد الله تعالى، أذكر لك بعض نشاطاتنا التي نعزم على أن تكون ضمن روزنامتنا الرمضانية بإذن الله وهي:

التنسيق مع المساجد لتقديم دروس رمضانية مختلفة كما اعتدنا ان نفعل في كل شهر رمضان ففي السنوات الماضية كانت عضواتنا تتنقلن الى مختلف المساجد منها : مسجد الصمد،  مسجد محمد البشيرالابراهيمي ، المسجد البيضوي، مسجد فلسطين …

مبادرة خرجاتنا إلى المؤسسات العقابية الخاصة بالنساء، وذلك بهدف منح تعاطفنا مع هذه الشريحة وأن المجتمع لم يقصيها من الإنتماء إليه، خاصة وأن الكثيرات أخطأن لأول مرة وعن غير قصد، من منطلق أن الله يغفر لعباده لما لا يغفر المجتمع لهؤلاء؟

التبرع بالدم، ونحن في انتظار الموافقة من مديرية الشؤون الدينية للولاية على هذه الخطوة.

 المدرسة الصيفية للأطفال الذين سيلتحقون لأول مرة بالمدارس في السنة الدراسية القادمة، وكذا للمقبيلن على دراسة اللغات الاجنبية لأول مرة.

 بالإضافة إلى خرجات للأطفال إلى مختلف معالم المدينة مثل قصر أحمد باي، قصر الثقافة مالك حداد، ومناطق أثرية، واستجمامية مثل الحدائق العامة، وكلها بهدف تنمية وعيهم السياحي وتعريفهم بمختلف المعالم التاريخية للمدينة.

 سررنا بمحاورتك، ويسرنا أكثر أن نختم بكلمة تتوجهين بها لكل جزائرية منخرطة في جمعية مدنية؟

 أقول لهن أن حياتنا الراهنة باتت أحوج ما يكون لدور المرأة في التنمية، أعلم أن هناك نساء كثيرات قادرات على إحداث طفرة حقيقية، والسير بالمجتمع نحو الأفضل، لكن العراقيل المختلفة تجعل بعضهن ترمين المنشفة بسرعة، وهذا ما يؤكده موت الكثير من الجمعيات سنويا، لذلك لا بدّ من الصبر ثم الصبر فالنشاط الجمعوي بستدعي المثابرة والتضحية، مادام الهدف هو خدمة الوطن، وليس المكسب المادي أو المصلحة الشخصية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بلقاسم

    حاولوا نحديد المهر كما هو الشأن في القبائل ....ومن الأحسن المبادرة بإعداد حفلات ....الزوج الجماعية..... تحت إشرف الجمعيات النسوية وبمساعدة المجالس البلدية.....وياريت ....مساعدة الشباب المعوزين المتزوجين....بالسكنات الاجتماعية لتعميم الفرحة .. والعمل ... على غرس الروح الوطنية....المرأة مدرسة حياة المجتمع.........علينا العناية بها......علما ودينا وعملا ومكانة......

  • الونشريسي

    كل هذه الاعمال جيدة ساعدوا الشباب بالزواج والكهول بالتعدد

  • حلباوي محفوظ

    عذرا على الأخطاء فى التعليق الأول كنتو اقول . للأسف أصبح اليوم المصلح فى المجتمع يوعانى حتى من الدعم المعنوى والمفسديحصل على التبرع بالملايين

  • بدون اسم

    لقد تبرعوا بهم لنانسي عجرم

  • حلباوي محفوظ

    للاسف أصبح اليو المصلح فى المجتمع يوعنى حتى من الدعم المعنوى والمفسيدين يجدون التبرع باالملايين