جواهر
أنوثتي تكملني

لست ناقصة!

فريدة بن سليم
  • 1282
  • 6
ح.م

كثيرا ما يردد المجتمع على مسامع النساء ” ناقصات عقل، ودين”، حين يحاول التقليل من قيمة المرأة، وقدرتها الفكرية، وحتى نجاحاتها في وظائف مختلفة لازالت تعد حكرا على الرجال. وليس فقط لا يمكن مزاحمته فيها، ولكن حتى توضع عليها لافتات “ممنوع الاقتراب للمرأة”.

وليبقى المجتمع يتعامل مع المرأة في إطار حدود تفكيره الضيق، وحتى دون فقه لفحوى “ناقصات عقل”، التي بات يتحجج بها الكثير كذريعة لتبرير الإقصاء، والتمييز القائم ضد المرأة.

ومع أن الإسلام قد كرم المرأة أما، أختا، ابنة وزوجة، وعرفت مالها قبل أن تعرف ماعليها، ومنحت حقوق حتى قبل المطالبة بها. وفي حديث نقصان العقل الذي يردده المجتمع، فلم يكن يوما انتقاصا من قيمة المرأة. ولو انتقص من قيمتها لما خصص سورة كاملة سميت” سورة النساء”، ولما جعل من حزن النساء غير هين، وقيل رفقا بالقوارير، ولما استوصانا رسولنا الكريم بالنساء خيرا، ولما كانت الجنة تحت أقدام الأمهات، ولما التجأ رسولنا للسيدة خديجة عند نزول الوحي عليها، ولما كان لنساء النبي وغيره دورا في نشر الدعوة .وكثيرات خصصن بالذكر، وكثيرات تبوؤهن القمم.

وأما الصفة الأنثوية الكامنة لدى المرأة، فهي تضفي تميزا وتكملها. وصفة تضاف إليها، وليس عليها. وتغليب العاطفة أو القلب ليست جريمة أو عيبا أو حراما. فلو كانت كذلك لما وردنا عن نبينا الكريم قوله:”إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”.

وإن كان لذلك تفسيرات كثيرة، لكن ذلك لا يصب سوى في أهمية القلب. فالعاطفة، وصفة المرأة الأنثوية لا تنقص منها، ولا تقف عقبة أمام طموحاتها بقدر ما تكلها. وليبقى أي عائق أو انتقاص للمرأة نابع من تفكير المجتمع، وصورته النمطية عن المرأة. فذهنية المجتمع التي لا تفهم فحوى الرسائل السماوية غالبا ما تسقط فهمها القاصر للتقليل من شأن المرأة التي جاء الإسلام ليكرمها، لا ليهينها ولا ينتقص منها.

مقالات ذات صلة