جواهر

لك الله أيتها المرأة..

جواهر الشروق
  • 3011
  • 11

لك الله أيتها المرأة.. لك الله يعينك على ما تبتلين به من عنف يستنزفك يوميا ويقتلك تدريجيا، من قبل أقرب مقربيك زوجك أو أبوك أو أخوك وحتى ابنك.. كلهم لم يرحموك ولم يوقروك، ولم يخافوا الله فيك.

إن المطلع على الأرقام الكارثية للعنف ضد المرأة، دون الحديث عن الحوادث المكتومة  في الصدور الرحيمة، يدرك مدى الظلم والجور الذي يلحق بالمرأة في مجتمعنا، فأكثر من 7 آلاف حالة عنف في الجزائر تضاف إلى العديد من الأمراض المزمنة القاتلة ليصبح الحمل ثقيلا لا تقوى عليه هذه المخلوقة الضعيفة.

وللأسف، فإن أكثر الضرر الذي يلحق بالمرأة سوءا كان معنويا أو ماديا يكون لشريك الحياة فيه النصيب الأكبر، شريك خان وصية الرسول وعصى الله عز وجل وبدل أن يقدم المودة والرحمة والسكينة جاد بكل أشكال القهر والحرمان والبطش.

وللأسف الشديد أيضا يستند غالبية هؤلاء الهمجيين في سلوكهم الشاذ هذا إلى الفهم الخاطئ للسنة والقرآن  ويدللون على ذلك بالآية الكريمة “واضربوهن..” وحاشى الله الرحيم أن يدعو إلى إهانة أو تعنيف لأن ديننا دين تسامح ولين وقول معروف…

كل هذه الأمور يتناساها هؤلاء ويقفون عند كلمة “ضرب” دون معرفة كيفيتها ولا توقيتها ولا حكمتها ولا يكلفون أنفسهم سؤال العلماء عن الطريقة أو المغزى من ذلك والحقيقة تقال أن علماءنا اعتبروا ضرب المرأة مثل أكل الجيفة الذي قد يجوز في الشديد القوي ولا يعني ذلك أن يتم اللجوء إليه بسبب أو بدون سبب.

ديننا بريء من أمثال هؤلاء الذين يختصرونه في فقه النساء فيرفعون راية التعدد والضرب والطاعة الكاملة والقوامة العرجاء، كما يحلو لهم، ويغفلون الرأفة واللين والعدل والإحسان والإنفاق بما تيسر، وينسون قول الله تعالى لرسوله الكريم “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”.

ولعل هؤلاء الوحوش البشرية، الذين يرتكبون يوميا مجازر بحق زوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم أو بناتهم، يستغلون ضعف المرأة وطيبتها وتمسكها بوحدة أسرتها لابتزازها يوميا، وهذا ما يبرر تنازل المرأة عن نيتها في مقاضاة معنفها وتنازلها كذلك عن أغلب الشكاوى التي تتقدم بها إلى مصالح الأمن، فتتحول بذلك من ضحية إلى جانية على نفسها وعلى أولادها الذين يتكبدون عنفا معنويا وأحيانا أخرى جسديا يؤثر على نمو شخصيتهم بطريقة سوية، فما ذنب البراءة لتحيا حياة ذليلة مضطربة…

ولتدرك هؤلاء النسوة أن مصيرهن بأيديهن وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..فلتكوني حكيمة رزينة وصاحبة عزيمة في تغيير المنكر.

وليس هذا تحريض على التمرد، بل هو دعوة لحفظ الكرامة والعزة.. فمن هانت عليه نفسه هان على الناس.

مقالات ذات صلة