جواهر
وجهات نظر

لماذا تخاف المرأة من التقدم في العمر؟

فريدة بن سليم
  • 2448
  • 6
ح.م

كم عمرك؟ أو كم ستبلغين من العمر؟.. سؤال تتحاشى الإجابة عنه أي أنثى، خاصة إن كانت قد تجاوزت العشرينات. فالتقدم في العمر يشكل هاجسا في حياة كل أنثى، خاصة حين يلقى بداية خريف العمر بظلاله على ملامحها وجسدها، لتبدو تلك الخصلات البيضاء والخطوط الرفيعة ظاهرة للعيان، مما تثير الهلع لدى الأنثى.

وفي محاولة يائسة لكبح، وتثبيط مسار تقدم العمر بها بتأخيره أو لربما تداركه، لتبحث عن العطار الذي لربما يصلح ما أفسده الدهر بتلك الشابة الفتية.

مع أن التقدم بالعمر سنة الحياة، فكما للأيام شروقها، فلها غروبها. لكن ما يثير الذعر الأنثوي هو الندم خاصة،  والرغبة في العودة إلى الوراء لتصحيح أخطاء الماضي، ليعتريها الندم على إهدار الكثير من فرص الحياة سواء كانت وظيفة الأحلام أو الارتباط. وخاصة أن هناك وظائف تقوم بتسقيف لعمر طالبي التوظيف، وهناك رجال يفضلون الارتباط بفتاة في العشرينات حتى ولو تجاوز الأربعين، وكذا سلبية المجتمع الذي يحاول دائما ترهيب المرأة من عقارب التقويم الزمني، كأن الأحلام والحياة تقف عند عتبة سن معين لا تتخطاها أو تتجاوزها لتبدأ تظهر مخاوف العمر بعد العشرينات، وتتزايد بعد تجاوز الثلاثينات، وخاصة مع أسطورة المجتمع بأن فرص المرأة تقل في الزواج والارتباط، وحتى في الحياة، وبالتالي وجب على المرأة الإسراع، واللحاق بقطارات الحياة قبل فوات الأوان. وحتى يذهبون إلى أن ما بعد الأربعينات تنعدم الفرص كليا. بينما يرون أن الرجل لا تقل فرصه حتى لو بلغ الثمانين سنة، فالرجل يمكن أن يتزوج وينجب في أي عمر، ومع أي امرأة حتى وإن كانت تصغره بعشرين بينما المرأة لا يحق لها الارتباط بمن هو أصغر منها إذا تجاوزت الأربعينات، فهنا ستصطدم بترسانة قواعد المجتمع، والتي تندرج تحت طائلة العيب، فالمرأة إذا تجاوزت الأربعينات بات لزاما عليها الارتباط فقط بمن يكبرها سنا لتضيع المرأة بين قطارات العمر، الزواج والعمل.

وتتزايد هذه الهواجس مع سيطرة فكرة الخوف من الوحدة والموت، حين تبدأ دائرة العلاقات الأسرية والاجتماعية في الانحصار. وقد يدخلها ذلك في حالة من العزلة والاكتئاب خاصة إن كانت غير متعلمة أوغير مستقلة ماديا ولا تملك وظيفة أو ذات شخصية غير واثقة من نفسها.

وعليه يبقى التقدم في العمر حتمية في الحياة، وليس لنا سلطة في تغييرها، لكن وجب التكيف وتقبل التغيير الطارئ على ملامحنا، وفرصة لتجديد حياتنا، والنضج والتعامل مع الحياة بحكمة أكثر مما استقيناه من تجارب الحياة الطويلة مع تجنب تكرار أخطاء الماضي، والأهم تعزيز الثقة بالنفس، والإيمان بأنفسنا، فالطموح والنجاح ليسا حكرا على عمر معين، كما أن الشباب والجمال ينبع من الداخل.

مقالات ذات صلة