رياضة
قطرة من كأس العالم

لماذا ناصر الجزائريون كرواتيا ؟

ح.م

السؤال يمكن أن نطرحه على النحو التالي: لماذا يشجع الجزائريون خصوم فرنسا دائما؟ فما حدث نهار الأحد عندما اصطف الجزائريون في المقاهي وأمام شاشات التلفزيون وفي بيوتهم، وكأن المنتخب الجزائري هو الذي سيلعب النهائي، يؤكد أن الأمر أكثر من مباراة كرة، وأن أشياء كثيرة امتزجت قبل وخلال وبعد المباراة، إلى درجة أن بعض الجزائريين توجهوا لله بالدعاء تضرعا وخفية حتى تنتصر كرواتيا، هذا البلد الصغير الذي يقارب تعداد سكانه تعداد سكان الجزائر العاصمة، ولن نبالغ إذا قلنا بأن جزائريين تعصّبوا لكرواتيا نهار أمس أكثر من الكراواتيين أو على الأقل بعضهم.

كاد في مونديال البرازيل سنة 2014 أن تتحقق مباراة نارية بين المنتخبين الجزائري والفرنسي، مباراة كانت ستجرى في الملعب الشهير ماراكانا وفي الخامس من جويلية 2014، لو تمكن فيغولي ورفاقه من الفوز على منتخب ألمانيا في الدور ثمن النهائي، وهو السبب الذي جعل الجزائريون يُخرجون كل قوّتهم في مواجهة ألمانيا، ليس للتأهل فقط للدور الثاني وإنما أيضا لمواجهة منتخب فرنسي في داربي بين المنتخبين، لا أحد يمكن أن يتصّور نتيجته ومساره وما يحدث قبله وخلاله وبعده في الجزائر وفي فرنسا أيضا.

نعود لنسأل لماذا تمنى الجزائريون نهار أمس الأحد خسارة فرنسا أمام منتخب كرواتيا الذي ينتمي لبلاد لا تجمعنا بها أية علاقات متينة ولا يكاد يعرف لها غالبية الجزائريين موقعا أو لغة أو ثقافة أو ديانة؟ ففرنسا هي التي تقوم حاليا بتكوين أحسن اللاعبين الجزائريين فقد رضع محرز وبراهيمي ومبولحي وغلام وماندي وفيغولي وغزال ووناس وبن ناصر، من المدرسة الكروية الفرنسية، ولولا هذا النفر من اللاعبين ما شاركت الجزائر في مونديالي جنوب إفريقيا والبرازيل، كما كان أداؤها في القمة في مونديال إسبانيا مع اللاعبين مصطفى دحلب ومنصوري وقريشي.

لو كان في مكان كرواتيا في مواجهة فرنسا نهار أمس منتخبا آخر، مثل كوريا الجنوبية أو بنما أو إيسلندا ما اختلف الأمر لأن الحكاية لا علاقة لها بالكرة، وسبب هذه المشاعر لها أبعاد أخرى، أظنكم عرفتموها !

مقالات ذات صلة