الشروق العربي
ظاهرة منتشرة في مجتمعنا

لماذا نسعى لتزويج ابنتنا المطلقة لكننا لا نرضى بزواج ابننا من مطلقة؟

صالح عزوز
  • 6883
  • 11
بريشة: فاتح بارة

تحصل، في المجتمع، الكثير من التناقضات من دون تبرير، فقد نجد من الأشخاص من يرضى بشيء لنفسه، وفي المقابل، لا يرضاه لغيره، والعكس تماما، بالرغم من أنه، نفس الخلق أو السلوك.. ولعل من بين هذه التناقضات التي لا نجد لها تفسيرا في الواقع، أن الكثير من الأسر اليوم ترضى بأن تزوج بنتها المطلقة، وتسعى إلى تحقيق هذا بكل الطرق والأساليب، لكن في المقابل، لن ترضى بتزويج ولدها الشاب من مطلقة مهما حدث.

 يجد الكثير من الشباب المقبلين على الزواج، معارضة شرسة، لو اقترح على العائلة الزواج من مطلقة، وربما كانت من المقربين إليه، أو من عائلته، يعرفها ويعرف ماضيها وحياتها العائلية. وحتى لو كان الاقتراح من أجل المزاح فقط، لأن اعتقادهم أن المرأة المطلقة تطالها الشبهات أينما كانت، ولو كانت حقيقة تصلح لبناء أسرة، ما تطلقت من زوجها الأول، خاصة ونحن في مجتمع يعتقد أن المرأة دائما هي السبب في الطلاق من الرجل، مهما كانت التبريرات، وحتى ولو كانت مظلومة. لذا، نجد في مجتمعنا أن الكثير ممن أقبلوا على هذه الخطوة، أصبحوا من بين الأشخاص المنبوذين عند أسرهم إن صح القول، لأن الأسرة تعتقد أن من يتزوج من مطلقة فالأكيد أنه مسحور.. فلولا العقار ما رضي بأن يترك بنات من أقرانه ويجري وراء مطلقة. وهي من بين الاتهامات التي تحاصر المطلقة في مجتمعنا، فقد أصبحت تلصق بها كل التهم، من ساحرة ومشعوذة وعديمة الأخلاق والشرف. بل نجد في الكثير من الأسر اليوم وللأسف، أن الشاب الذي يصر على الزواج من مطلقة، يصبح خارج حسابات العائلة، لا يزوره أحد ولا تقبل زيارته إليهم، إلا في حالة واحدة، وهي العدول عن رأيه، وتطليق هذه المطلقة للمرة الثانية، دون معرفة أصلها ولا فصلها، وربما تكون زوجة صالحة، لكن مجرد كونها مطلقة فلا عذر لها، حتى ولو كانت صوامة قوامة وبنت أهل وعائلة شريفة وكريمة.

في المقابل، وهو النقيض وللأسف، تسعى الأسرة إلى تزويج ابنتها المطلقة بكل الوسائل، وترى في فيها شريفة وعفيفة، وأن طلاقها لم يكن بسببها، لكن بسبب زوج سكير أو عربيد، أو مقامر أو غير مسؤول، حتى ولو كان هذا كذبا، لكن من أجل تبرئة ابنتهم فقط، تحيك هذه الأسرة كل القصص التي تدعم فكرة زواج ابنتها المطلقة. بل تتطاول بعض الأسر على من يرفض زواج ابنتهم المطلقة، ويعتبرون الأمر إهانة، وطعنا في شرف العائلة، ككل، خاصة إذا كان الشاب الذي يريد الزواج من بنتهم المطلقة من الأهل والأقارب. ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى القطيعة بين الأسرتين، فقط لأن العائلة رفضت تزويج ابنها من بنت مطلقة، رغم الجهود والضمانات التي قدمها أهل البنت المطلقة.

 هي ظاهرة منتشرة في مجتمعنا، بالرغم من أنه لا تبرير لها، فكيف ترضى بتزويج ابنتك من شاب وفي المقابل، لا ترضى بزواج ابنك من مطلقة، ربما هي أنانية فحسب.

مقالات ذات صلة