الجزائر
الناشطة والمختصة التربوية فاسي زهرة لـ"الشروق":

لم أقصد إهانة المعاقين وسأتابع المسيئين إلي قضائيا

كريمة خلاص
  • 7085
  • 17

صدمت المفتشة التربوية والمختصة الاجتماعية زهرة فاسي الجزائريين، بتصريحاتها الأخيرة على قناة المغاربية التي قالت فيها بأن المعاقين في بلادنا لا يقدّمون شيئاً للوطن، حيث ورد على لسانها أنّ “ذوي الاحتياجات الخاصة يستفيدون من دعم مجاني من الدولة، دون تقديم أي شيء لها”، في إشارة منها إلى منحة 4000 دج التي يتقاضونها شهريا.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ثورة من التعليقات المنتقدة لـ”الخرجة” المفاجئة لفاسي، حيث أعيد نشر الفيديو الذي تحدّثت فيه عن المسألة، مرفقين إياه بوابل من الانتقادات المستنكرة لما ورد على لسان فاسي، حيث اعتبر البعض أنّه تصريح غير مسؤول في حين وصفت تدوينة الأمر بأنه “نوع من الحقد في حق شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة”. وأضافت أخرى أنّه “تطاول خطير وغير مسموح به على فئة ذوي الاحتياجات خاصة”.
وفي السياق، تأسّفت عتيقة معمري، رئيسة الفدرالية الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة لتصريحات المتحدثة متسائلة عن الصفة الرسمية التي تحدثت بها في هذا الموضوع، مؤكدة أن حماية هذه الفئة الهشة مسؤولية الدولة التي يعيشون في كنفها، وهو حق يكفله الدستور.
وأبانت معمري لـ”الشروق” عن كثير من الإنجازات التي حققها المعاقون على كراسي متحركة في ميادين مختلفة، رياضية وعلمية ودراسية، وحتى في مجال التكوين المهني.
وقالت معمري: “لقد حزّ في نفسي كثيرا تصريحات فاسي، فكان الأجدر بها أن تبحث عن آليات لإدماج المعاقين والأخذ بأيديهم لا أن “تقنبلهم” بالتصريحات المغلوطة الظالمة لهم”، قبل أن تعاود التأكيد على أن مثل هذه التصريحات الهدامة “حقرة” للمعوق وإن أرادت صاحبتها بناء شخصيتها الوطنية أو السياسية فلا يجب أن يكون ذلك على أنقاض المعوقين ولتبحث لنفسها عن طرق أخرى.
المختصة الاجتماعية والمفتشة التربوية زهرة فاسي ردّت في حديثها مع “الشروق” على الهجمة الشرسة التي تتعرض لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعادت إلى الإطار العام الذي أدلت في سياقه تصريحها، مؤكدة أنه يستحيل عليها إهانة بلدها أو المساس به عبر قناة أجنبية. وأضافت المتحدثة أنّ تصريحها جاء ردا على سؤال وجّه إليها بخصوص تخلي الدولة الجزائرية عن هذه الفئة.
فاسي قالت إنها تقصد من خلال تصريحها المتقاعسين من المعوقين الذين يقتاتون على إعانات المحسنين دون أن يبذلوا جهدا لتغيير واقعهم رغم وجود الكثير من الآليات التي تمكنهم من ذلك وإعاقاتهم في الغالب لا تتعدى 30 بالمائة وهي خفيفة لا تؤثر على حياتهم بشكل كبير، كما أنّ التصريح تضيف فاسي جاء لتحفيز هؤلاء ودفعهم إلى الاستفادة من مختلف الصيغ المتاحة لهم على غرار “أونساج” و”أونجام”.
وكشفت فاسي عن لجوئها إلى مصالح الشرطة للتبليغ عن المضايقات التي لحقت بها من قبل رواد الفايسبوك الذين فاقت “وقاحتهم” حسب تعبيرها كل التوقعات إلى درجة مساومتها بتقديم مبالغ مالية مقابل إلغاء مناشيرهم المشهّرة بها.
واستغربت المتحدثة من “الإرهاب الفايسبوكي” الذي يطالها وكثيرا من الجزائريين الآخرين ومن استعمال الكلام البذيء للدفاع عنها، مذكرة بتاريخها النضالي لصالح فئة المعوقين على مدار أكثر من 10 سنوات خلت.

مقالات ذات صلة