رياضة

لم نعتبر من “صفعة” حياتو

ياسين معلومي
  • 3521
  • 0

لم أتجرع بعد خديعة رئيس الكاف الكاميروني، عيسى حياتو، الذي منح شرف تنظيم كأس إفريقيا 2017 للغابون، وهو الذي أوهم الجميع أنه صديق الجزائر ويعمل لمصالحها، بمنحه ضمانات جعلت حكومتنا ترسل وزيرها للرياضة، محمد تهمي، إلى القاهرة لتدعيم الملف الجزائري، وللتأكيد لكل الأفارقة أن كل الجزائريين، من الرئيس بوتفليقة إلى المواطن البسيط، مهتمون باحتضان هذه المنافسة القارية، التي سخرت لها الدولة الجزائرية كل الإمكانات لإنجاحها، لكن الكلمة الأخيرة عادت إلى الشيخ الكاميروني الذي لم يكن يهمه شيء سوى طعن الجزائر في الظهر وإزاحتها من “الكرة الإفريقية”، وهي التي كانت دائما سندا له منذ انتخابه على عرش الكاف منذ أكثر من 25 سنة.

لكن، ما الذي جعل حياتو ينقلب على الجزائر..؟ ولماذا اعترض شخصيا على منحها شرف تنظيم العرس الإفريقي؟ ولماذا انقلب على روراوة..؟ وهو الذي ساعده كثيرا لتمرير مقترحات عديدة تبقيه على هرم الكاف إلى غاية آخر دقيقة من عمره؟ أسئلة يطرحها المختصون والشارع الرياضي، تجعلنا نجزم أن “مماتو” له مصالح كثيرة وكبيرة مع مختلف الاتحاديات الرياضية الإفريقية واللوبيات الأوروبية، ولم يفكر ولا ثانية واحدة في رد الجميل للجزائر بمنحها شرف احتضان الكأس الإفريقية، وهي التي قدمت ملفا أقوى وأحسن بكثير من ملفي الغابون وغانا..

خسارة فرصة احتضان المنافسة الإفريقية التي وعد بها المسؤولون الشعب الجزائري، تجعلنا نقر ونجزم أن المكلفين بمتابعة الملف الجزائري أخفقوا في مهمتهم، وعليهم تقديم تفسيرات للمسؤول الأول للبلاد، وشروحات مفصلة للشعب الجزائري، الذي خاب ظنه في جلب هذه المنافسة إلى الجزائر، خاصة أن الدولة تراقب عن كثب المشاريع الكبيرة التي أطلقتها، ولم يبق على نهاية الأشغال بها سوى أشهر معدودات.

لقد أصبح الفشل عند المسؤولين على الرياضة في الجزائر أمرا عاديا ولا أحد يتحمل هذا الإخفاق سوى الشارع الرياضي، الذي لا يفهم حقيقة ما يحدث في كرتنا وملاعبنا.. فالمواسم الكروية تتواصل والفضائح لا تنتهي، فالرشوة تطال كرتنا، لكن لا أحد يستطيع أن يتحمل المسؤولية ويضرب بيد من حديد ويوقف هذا النزيف الدموي الذي أصاب جلدنا المنفوخ.. والغريب أن كل واحد يختفي وراء حجج واهية لا يتقبلها العقل ولا قوانين البلد.

كنت أتمنى، كغيري من الجزائريين، جلوس المسؤولين والمختصين والعارفين بخبايا الكرة إلى طاولة واحدة لمعرفة أسباب الفشل، ومعالجتها حتى لا يتكرر فشلنا مستقبلا، ونترك للجيل القادم خريطة طريق تساعدهم مستقبلا في كيفية التعامل مع الملفات الكبرى حتى لا يحدث لنا مثل الذي حدث لنا في القاهرة ونبكي أياما على الأطلال دون أن نستفيد من طريقة “بافلوف” التي بقيت راسخة في أذهاننا إلى اليوم.

يبدو أن الصفعة التي تلقيناها مؤخرا، زادت من حدة التوتر بين المعسكرين “الوزارة والفاف” حول احتضان نهائي الكأس، فكل منهما يريد أن يظهر للرأي العام أنه الأقوى، لكن الحقيقة هي أن الخاسر الأول والأخير هو الكرة الجزائرية والمناصر البسيط، الذي قد يحرم أولاده من قطعة خبز أو كيس حليب من أجل شراء تذكرة لقاء كروي ملغم بالرشوة والعنف.. فهل ستتحرك ضمائر هؤلاء يوما ما ويعودوا إلى رشدهم وإلى زمن كان فيه الملعب مكانا للمحبة والأعراس؟؟

مقالات ذات صلة