لن نسرّح أي عامل وتم تحويل العقود المؤقتة إلى عقود دائمة

أكد محمد الخضر، مدير عام “موانئ دبي العالمية الجزائر”، أن الشركة التي باشرت رسميا عملية إدارة نهائي الحاويات بـ”ميناء الجزائر العاصمة” اتفقت مع نقابة عمال الميناء على تحويل عقود العمل المؤقتة لجميع عمالها البالغ عددهم 654 عامل إلى عقود دائمة، وأنها لن تسرح أي عامل في ميناء الحاويات الذي ستتغير ملامحه بشكل جذري قبل نهاية السنة الجارية.

•   
• وقال محمد الخضر، في تصريح لـ”الشروق اليومي” إن المرحلة الأولى من الشراكة بين مجموعة موانئ دبي ومؤسسة ميناء الجزائر، ومدتها 7 أعوام ستخصص كلها لتطوير إدارة مناولة الحاويات وتطوير مساحة تخزين ومعالجة الحاويات، وتحديث المعدات والآليات وإعادة نظر شاملة في طريقة تسيير عمليات دخول وخروج الحاويات وإدارة البوابات، ورفع مستوى البنى التحتية والمنشآت الفنية والأراضي والمباني وتطوير الموارد البشرية، وتحديث نظم السلامة والأمن، وهي العناصر التي تمكن فعلا من نقل الخبرة والمعرفة إلى ميناء “الجزائر العاصمة”، وفي مرحلة ثانية وبنفس الكيفية إلى ميناء “جنجن” شرق الجزائر.
• وأكد الخضر، أن الانطلاق في تنفيذ برنامج الشراكة يتم بوتيرة أسرع مما كان متوقعا بفضل تفهم السلطات الجزائرية وهو ما يسمح بالوصول إلى نتائج أولية معتبرة نهاية الثلاثي الثالث من السنة على أقصى تقدير، بحيث سيكون هناك فرق محسوس في نوعية الخدمات التي سيستفيد منها المتعاملون مع الميناء.
• وأوضح مدير عام شركة “موانئ دبي العالمية الجزائر” أن جهود الشركة الجديدة ستركز على رفع طاقة ميناء الحاويات السنوية إلى 760 ألف حاوية معادل 20 قدما، خلال الأعوام الخمسة القادمة مقارنة مع 600 ألف حاوية سنة 2008، وبلوغ مستوى معالجة مليون حاوية سنويا على المدى البعيد، حسب اتفاق الشراكة المبرم بين الحكومة الجزائرية ممثلة في مؤسسة “ميناء الجزائر” وشركة “موانئ دبي العالمية” والذي يمتد إلى 30 سنة.
• وقال الخضر، إن الاتفاق يتضمن استثمارات بقيمة 85 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الأولى، وتوزع الاستثمارات على تحديث المعدات والآليات التي يتوفر عليها نهائي الحاويات بالميناء، وإقامة إنشاءات جديدة وتطوير نظم المعلومات وإطلاق برنامج لتكوين الموارد البشرية وفق أحدث الأنظمة المنتهجة من طرف مجموعة “موانئ دبي العالمية“.
• ولا يستبعد الخضر، أن تعترض تنفيذ الشراكة عراقيل وعقبات مرتبطة بمخاوف العاملين في الميناء من فقدان مناصب عملهم، لكنه أكد “للشروق” التوصل إلى إبرام اتفاق شامل مع النقابة بعد اجتماع مطول لساعات، تم بموجبه تحويل العقود المؤقتة التي كانت تربط العاملين مع إدارة “ميناء الجزائر” إلى عقود دائمة تخص جميع العاملين في شركة “موانئ دبي العالمية الجزائر” البالغ عددهم 654 عامل من مختلف المستويات والتخصصات المهنية والفنية والإدارية، وهو الرقم الذي سيرتفع إلى 760 عامل بمجرد بلوغ عدد الحاويات التي يتم معالجتها سنويا إلى 700 ألف حاوية من مختلف الأحجام.
• وإلى جانب المشاكل المرتبطة بمطالب نقابة العاملين في الميناء، يعيش “ميناء الجزائر” ضغوطا كبيرة نتيجة وجوده وسط العاصمة الجزائر وعدم وجود إمكانات كبيرة لإقامة أشغال توسعة للميناء، مما حصر المساحة الإجمالية للامتياز في حدود 32 هكتارا. 
• وأكد محمد الخضر، إن الشركة وضعت خطة لتجاوز هذه العقبات تتمحور حول رفع مساحة التخزين الحالية من 12 هكتارا إلى 18 هكتارا، قبل نهاية السنة الجارية، فضلا عن تعزيز نظام مكننة إدارة الحاويات، ووضع نظام تخطيط محكم، وهو ما لم يكن موجودا من قبل، حيث تم إرسال ستة موظفين للاستفادة من دورة تكوينية مدتها شهرين بموانئ داكار(السنغال) وجيبوتي، ودبي.
• وكشف الخضر، أن إدارة الشركة الجديدة ستعيد النظر في كيفية دخول وخروج الحاويات والسيارات الخاصة إلى الميناء قبل نهاية الشهر الجاري، وهذا بالتعاون والتنسيق الكامل مع الطرف الجزائري الشريك، وتهدف الخطة إلى الانطلاق في العمل بشكل يومي طيلة أيام الأسبوع على مدار الساعة، من أجل الحد من خسائر “ميناء الجزائر العاصمة” المقدرة سنويا 250 مليون دولار نتيجة نظام التسيير المتخلف للميناء الذي يمثل 70 % من عمليات التجارة الخارجية للجزائر سنويا.
• وسبب عدم كفاءة الخدمات على مستوى الميناء ارتفاعا كبيرا في أسعار خدمات الشحن البحري نحو الجزائر، حيث بلغ سعر نقل حاوية من ميناء مرسيليا (فرنسا) نحو ميناء الجزائر العاصمة السنة الفارطة 750 دولار للحاوية، مقابل 325 دولار لنقل حاوية من ميناء مرسيليا إلى نيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية)، ومعلوم أن المسافة البحرية بين مرسيليا الفرنسية ونيويورك تقدر بـ7000كم.   
• وأضح الخضر أن شركتي “موانئ دبي العالمية الجزائر” و”موانئ دبي العالمية جنجن” ستعمل على إعادة تكوين جميع الموظفين في مجالات مختلفة وخاصة رفع مستوى السلامة الوظيفية والمهارات الإبداعية من خلال تدوير الموظفين على جميع التخصصات والوظائف الموجودة في ميناء الحاويات.
• وقال مدير عام “موانئ دبي العالمية الجزائر”، إن ميناء “جنجن” يتوفر على ميزات تسمح بتحويله إلى ميناء ترانزيت متكامل بإمكانه منافسة موانئ منطقة المتوسط، بعد الانتهاء من تنفيذ إستراتيجية تطوير مشابهة تماما لما تم القيام به في “ميناء الجزائر العاصمة”، وهي خطة هادفة إلى معالجة 1.5 مليون حاوية سنويا مقابل 80 ألف حاليا، مما يمكن المجموعة من الدخول بقوة إلى منطقة البحر المتوسط.