الرأي

لو كان بوقرموح لاعب كرة!

أرشيف

في الوقت الذي اهتم أنصار الخضر وعددهم بالملايين، في الجزائر وفي خارجها بمباراتي رفقاء اللاعبين المهاجرين ديلور وأوكيدجة ومبولحي ومحرز، أمام منتخب زيمبابوي، كان العالم بأسره يعلن الأفراح بعد أن تمكنت مخابر فايزر العالمية من إبراق ومضة أمل، بلقاح كان ضمن المشاركين الفعالين في اكتشافه بروفيسور جزائري من خريجي جامعة العاصمة، وكلية طبّها، يُدعى سليم بوقرموح، وهو مديرٌ مساعد للأبحاث في تطوير اللقاحات في هذه الشركة العملاقة، التي سيكون من نصيب فريقها بالتأكيد جائزة نوبل في الطب في نسختها القادمة، ومعروف بأن علماء الأوبئة هم أكثر الباحثين تتويجا بهذه الجائزة العالمية التي ستكون بنكهة علمية جزائرية.

لقد أصاب فيروس كورونا لاعبي الكرة وشلّ ممارستهم لعدة أشهر، وحتى عندما عادوا على استحياء، ثقلت فاتورة الإصابات، فكان من ضحاياها، من كبار العالم ديلبيرو ورونالدو وإبراهيموفيتش ومحمد صلاح، وطالت فيروساتها لاعبي المنتخب الجزائري من الناشطين في أوربا مثل بلفوضيل ومحرز وعطال، قبل أن يطل فريق فايزر باجتهاد جزائري مغترب في أمريكا ليمنح الأمل للبشرية وللاعبي الكرة الذين اهتمت بهم الجزائر في السنوات الأخيرة فعالجت الكثير من أمراض الكرة، ولم تهتم بمثل هؤلاء الباحثين لمعالجة الأمراض والأوبئة الفعلية. ونشعر بالخجل ونحن نعدّ المئات من لاعبي الكرة من مزدوجي الجنسية، نحفظ أسماءهم ومقاسات أحذيتهم وحتى أسماء صديقاتهم، ولا نكاد نعرف للبروفيسور ياسين بوقرموح بحثا واحدا، بل حتى اسما.

نعلم جميعا بأن أمثال بوقرموح كثيرون، منهم من جرحهم التهميش فحملوا حقائب مواهبهم وبحثوا عن مخابر يمارسون فيها عشقهم للعلوم، ومنهم من وجدوا أنفسهم تحت قيادة أميين وانتهازيين، حوّلوا البحث العلمي في الجزائر إلى صفقات سياحة وجمع للمال بالعملة الصعبة، فكان أن وجدت الجامعة الجزائرية التي تكوّن فيها إلياس زرهوني وياسين بوقرموح إلى ذيل في جسد الجامعات العالمية. ولو بذلت الجزائر القليل من الجهد المدروس لأجل الاستفادة من هؤلاء لحققت طفرة علمية تماما كما فعلتها في لعبة كرة القدم عندما صارت تستفيد من الطيور النادرة المغرِّدة هناك.

يبهجنا أن تستقبل الجزائر نجوم الكرة بما فيهم مزدوجي الجنسية من الذين فضلوا اللعب للجزائر، ولا نناقش أبدا العلاوات التي يستفيدون منها مقابل دحرجتهم للكرة وتحقيقهم لانتصارات عابرة، قد تُنسى بعد أسبوع. ويثلج صدورنا الحب المتبادل بين فغُّولي ومحرز والشعب الجزائري، ونتمنى مزيدا من اللاعبين الذين ساهموا في توحيد الشعب الجزائري في داخل البلاد وخارجها، مع كل انتصار، ولكننا نريد فقط معاملة بالمثل مع العلماء الجزائريين الذين ساهموا في تحقيق فتوحات علمية كبيرة ومنهم البروفيسور ياسين بوقرموح الذي منح للعالم بأسره نقطة ضوء في آخر النفق المظلم، ومنح للجزائر الضوء كله.

مقالات ذات صلة