الجزائر
ربّ العائلة التي هلكت حرقا داخل كوخ قصديري بسعيدة يصرخ:

“لو يمنحوني قصرا لن يعوضني عن فقدان زوجتي وابني”

الشروق
  • 7777
  • 11
الشروق
الأب المفجوع يتأمل في كوخه المحترق وهول ما اصابه

فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تلك التي ألمت السبت، بعائلة عواد ميمون، التي فقدت أعزّ ما تملك، إثر نشوب حريق مهول، أدى إلى تفحم ثلاثة من أفرادها بمسكن قصديري كائن بحي ظهر الشيح بمدينة سعيدة، ويتعلق الأمر بالأم. “خ.عائشة”، 40 سنة وطفليها “خليل” 10 سنوات، و”بطاهر” 13 سنة.
كل عبارات الحزن والأسى تبقى عاجزة عن وصف تفاصيل هذه المأساة التي كتبت فصولها داخل مسكن قصديري يفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، لتكون النهاية مؤلمة، بعد ما قضت الأم وابنيها حرقا داخله.
وبالعودة إلى تفاصيل المأساة حسب ما رواه شهود عيان لـ”الشروق”، فإنّ أحدهم سمع صراخ المرأة وألسنة النيران الملتهبة والدخان يتسرب من كل النواحي، حاولنا تكسير الباب الحديدي يقول المتحدث فلم نفلح، لذلك قمنا بعدها بعملية كسر جدار البيت المشتعل، لكن للأسف كانت ألسنة النيران قد التهمت الأم وطفليها، بعدها تدخلت مصالح الحماية المدنية لإخماد ألسنة النيران المشتعلة..
جدّة الطفلين لأمهما لم تتمالك نفسها وهي تفقد حفيديها خليل وبطاهر، ولم تكن تعلم بعد أن ابنتها ضمن تعداد ضحايا الكوخ المخترق، حيث لم يرتح بال الجدّة إلا بإلقاء نظرة على جثة الضحايا، وأي نظرة؟! باعتبار أن جثث الضحايا كانت مفحمة، هي من بين الصور المؤثرة التي تقاسمها أقارب الضحايا، الذين قدموا إلى المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم، بعد أن قطعوا مسافات طويلة وشاقة في يوم رمضاني، والمشاركة في مراسيم دفنهم التي أقيمت بعد صلاة العصر أول أمس، بمقبرة سيدي معمر، في موكب جنائزي مهيب حضرته سلطات سعيدة وجمع غفير من المواطنين الذين تقاسموا مع عائلتي عواد وخودجة أحزانهم.
وحسب المعلومات التي جمعتها “الشروق” من ذوي الضحايا، فإن الطفل خليل الذي يبلغ 10 سنوات، يدرس في السنة الخامسة بالمدرسة الابتدائية “لخضاري لخروطي” بحي ظهر الشيح، كان ينتظر بشغف كبير اجتياز شهادة التعليم الابتدائي (السنكيام) ليفرح أمه ووالده، لكن شاءت الأقدار ألا يتحقق حلم الطفل الضحية، فيما شقيقه صاحب الـ13 سنة يدرس في السنة الثانية متوسط بمتوسطة كورات خليفة بذات الحي، علما أن المتوسطة والابتدائية اللتان يزاول فيهما خليل وبطاهر تقعان مقابل مسكنهما العائلي.

ربّ العائلة: خافوا ربّي.. كابدنا ظروفا قاسية داخل كوخ قصديري

بيت العزاء أقيم ببلدية أولاد خالد الرباحية سابقا، على بعد مسافة 7 كلم عن مقر عاصمة الولاية، حيث تنقلت “الشروق” إلى عين المكان، والتقت عواد ميمون، 46 سنة، المكلوم في فقدان زوجته وابنيه.
بنبرة مليئة بالحزن والأسى وعيون غائرة ترمق المعزين، راح الأب ميمون يتحدثّ عن الفاجعة التي ألمت به، مشيرا في الوقت ذاته أن ما أتعبه في مشوار حياته هو ضيق السكن، حيث ينام ملفه على حدّ قوله في أدراج دائرة سعيدة منذ 21 أوت 2000 تحت رقم 14891.
وقال المتحدّث: “تعبت من تقديم الطعون في كل عملية يتم فيها توزيع السكنات الاجتماعية من طرف دائرة سعيدة، أما الآن لو يمنحوني قصر، فهذا لا يعوضني عن فقدان رفيقة الحياة وقرة عيني الطاهر وخليل…”.
عواد تحدّث أيضا عن حياة الغبن التي كابدها مع عائلتها الصغيرة داخل كوخ قصديري تغيب فيه أدنى شروط الحياة الكريمة، موجها رسالة مؤثرة لبعض المسؤولين قائلا: “خافوا ربي”.

مقالات ذات صلة