-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليبيا بين السيسي والسبسي!

عمار يزلي
  • 2875
  • 0
ليبيا بين السيسي والسبسي!

لماذا تم توقيع اتفاق الصخيرات في المغرب؟ الجواب هو أن الصخيرات عنوان لتاريخ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الراحل الحسن الثاني! وهو نفس المكان الذي اختير لتنفيذ “انقلاب” أوروبي جديد بزعامة المبعوث “برناردينو ليون”، بعد ذلك المشروع الذي هيأه هذا الأخير للانقلاب على مرسي لصالح السيسي (بحسب رواية البرادعي)، إذ كيف يعقل أن يتم التوقيع على اتفاق، يغيب فيه فريق رئيسي؟ هذا الفريق ليس إلا فريق “الإسلاميين السياسيين” (حتى لا نخلط بين الإسلاميين الجهاديين الذين هم غير معنيين لا بمفاوضات ولا باتفاقات ترعاها لا الأمم المتحدة ولا غيرها!)، فهو اتفاق بين الفرقاء الأصدقاء لا بين الفرقاء الأعداء! وعليه، فمن الصعب توقع اتفاق على هكذا توقيع! الهدف الأساس، هو جر البساط من تحت الإسلاميين الذين صارت مصر وباقي الدول العربية وحتى أن أوروبا وأمريكا ترى فيهم ـ رغم شرعية وجودهم وشعبيتهم ـ قنبلة موقوتة في المنطقة بسبب موقفهم من وجود إسرائيل بالأساس! والتسريبات التي خرجت للعلن من “إيميلات” هيلاري كلنتن حول نية سعي”المقريف” رئيس وزراء ليبيا الأسبق، إلى بناء علاقة مع إسرائيل مستقبلا، توضح سعي أمريكا وأوروبا أساسا إلى جعل إسرائيل الورقة التفاوضية في أية ترتيبات لحكومات ناتجة عن فوضى الحروب الخلاقة في المنطقة العربية، هذا ما يفسر الدور الإسرائيلي في مصر، والتقارب الإسرائيلي الخليجي في المصالح، ومشروع العلاقات التونسية الأمريكية في المنطقة مع حكومة”السبسي” الذي يرجى منها أن تكون مشابهة لنظام السيسي، مع فارق في نقطة واحدة بين “السيسي” و”السبسي”! وهذا ما يفسر القلاقل حول الحدود الجزائرية، البلد المغاربي الوحيد الذي لا يريد أية علاقة مع إسرائيل! (رغم المصافحة السرية العلانية بين إيهود باراك وعزيز الجزائر قبل نحو 7 سنوات!)

نمت على هذا التخوّف من التسرب والتغلغل الصهيوني في المنطقة، لأجد نفسي أعيد لعب دور الصهيونيبرنار هنري ليفيوساركوزي في ليبيا أيام الثورة على القذافي!

توصلت إلى تكوين حكومة ليبرالية علمانية في ليبيا، سوف تستنسخ في سوريا بعد سقوط الأسد، وفي تونس وفي الجزائر وحتى المغرب بعد بنكيران! حكومة أشقياء كحكومة جنوب السودان تعلن اعترافها بإسرائيل وتقيم علاقتها فورا مع الكيان الغاصب! الإسلاميون صاروا مطاردين من طرف بعض السلالات المدربة مندبرـ مانوبيت ـ بولوبول ـ دوغوبعضليباطارمن الداخل والخارج! مصر عملت ما في وسعها لتوفير على إسرائيل هذا العناء! فقط جزائري واحد رفض المخطط وهو الطفل الحافظ للقرآن، الذي دعا إلى رفض المخطط بكل براءة، فخرج الملايين ليعيدوا إلى ليبيا ثورتها ودينها ومشروعها الشعبي الأصيل بفضل الجزائر الأصيلة!

وأفيق وأنا أقرأ: “يوم تبيّض وجوه وتسوّد وجوه“! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبده

    هو الكاتب حقيقى مصدق اللى بيقوله والله تبقى مصيبة لو مصدق بينقل بالمسطرة من قناة الجزيرة العميلة

  • احمد بوعلال

    لقد ابتليت الامة بحكم العملاء والعملاء يتفوقون على اسيادهم فى الخسة والنذالة واذا ارادت الامة ان تتخلص من الوصاية الغربية فلتبدا من تحرير نفسها من قبضة العملاء

  • جزائري

    " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ "

    اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ = المنافقين .

    شكرا سي عمار .....اصبحت من قراء مقالاتك بعد ان اكتشفتها اكتشافا.

  • Ala

    المحصلة ستكون سيئة لكم وماسو قتم له على انه ثورة سينالكم بشي ولعل ماجرى هو البدايات ..ولن تكون طرابلس البداية ولا النهائية انها أول أيام السفر

  • Ala

    عندما تكون الكتابة لغرض الكتابة والدفاع في غير محلة ويتخذ عنوانا مغايرا لما تجري عليه الأمور ...فليبيا التي تتحدث عنها قد زالت منذ تلك اللحظات التي تجند لها كل انس وجن ..وساهم بشكل اوأخر في الإجهاز عليها رغم صمتكم حينا ومباركتكم لما جرى سرا ..فاليوم لأحافظ قران ولااصيكم هو من أشعل الثورة ...ولا الصخيرات ستكون رمزا للوطن السليب ولاغياب من تتبنون سيكون قادحا فجميعهم غائبون عن روح الوطن منذ أن اتخذت عواصم الغرب القرار وأيدتموها سرا وعلانتيا عربا وعجما

  • noureddine

    على الإسلاميين أن يستوعبوا الدرس ، فلايمكن لهم أن يحكموا البلاد والعباد وحدهم. لابد من إشراك غيرهم في الحكم. السيد بنكيران كان ذكيا منذ البداية ،تحالف مع حزب التقدم والإشتراكية -حزب يساري -وحزب الأحرار والحركة. وقع إنسجام لم نراه من قبل في المغرب ،أهم ماحققناه هو أول مرة نحس أن
    وزراءنا أمناء على المال العام ،لا يوجد فيهم ولو سارق واحد، لأنها حكومة منتخبة والذي يخطئ يدفع الثمن غاليا.