الرأي

ليت‭ ‬بشار‭ ‬مثل‭ ‬مبارك‭!‬

رشيد ولد بوسيافة
  • 4670
  • 8

“بلادي وإن جارت عليا عزيزة وأهلى وإن ضنوا علي كرام” بهذه العبارات واجه الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك شعبه وهو يحاكم على الجرائم التي ارتكبها خلال الثورة المصرية، فالرجل يعتبر نفسه رمزا تاريخيا كان له دوره في الانتصار الذي حققته مصر على إسرائيل، كما يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬أحد‭ ‬بناة‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬مدة‭ ‬24‭ ‬سنة‭.‬

وبغض النظر ما سببته فترة حكم مبارك من مآس للمصريين والعرب عموما، بسبب نهج الانبطاح الذي اعتمده حسني مبارك مع إسرائيل ومع الغرب والأذى الذي ألحقه النظام المصري بالفلسطينيين في غزة …بغض النظر عن كل ذلك فإن مبارك كان أرحم بالمصريين من بشار الأسد ومن النظام البعثي‭ ‬السوري‭ ‬الذي‭ ‬سوّق‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬قلب‭ ‬العروبة‭ ‬النابض‭ ‬وعرّاب‭ ‬الممانعة‭ ‬والمقاومة‭.‬

 

لقد‭ ‬قدّم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬نموذجا‭ ‬لأسوأ‭ ‬رئيس‭ ‬عربي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تعامل‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬أو‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬رغم‭ ‬شلال‭ ‬الدم‭ ‬الذي‭ ‬توسع‭ ‬لكل‭ ‬المدن‭ ‬السورية‭.‬

زين العابدين بن علي لاذ بالفرار بمجرد أن أوهموه بتمرد في الجيش، ومبارك رمى المنشفة وفضل الابتعاد عن الحكم بعد أن رأى إصرار المصريين على رحيله، وعلي عبد الله الصالح انتهى عناده الطويل إلى القبول بتسوية خليجية وغادر منصبه وهو آمن على نفسه، أما بشار الأسد فقد‭ ‬استغل‭ ‬موقعه‭ ‬في‭ ‬المعادلة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تضعه‭ ‬ضمن‭ ‬محور‭ ‬إيران‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين،‭ ‬ليستمر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمن‭ ‬شعبه‭ ‬ووحده‭ ‬بلده‭.‬

يجب أن نعترف أن السلوك الهمجي للنظام السوري هو الذي استدعى كل أشكال التدخل الأجنبي، بل إن المجتمع الدولي تأخر في التدخل في سوريا من وجهة نظر السوريين الذين تطاردهم قوات الأسد في المدن وتقتل منهم 100 شخص يوميا في واحدة من أشد صفحات التاريخ السوري سوادا.

والمحزن في الموضوع كله أن بعض العرب لازال يتعاطف مع هذا النظام القمعي الذي أدخل مفاهيم جديدة وطرق مبتكرة لإسكات صوت الشعوب والالتفاف حول مطالبها وحقوقها، وقدم للعالم صورة مشوهة عن الإنسان العربي.

مقالات ذات صلة