الجزائر
الفنان نورالدين الباتني:

ليس عيبا أن أمارس مهنة تنظيف الشوارع والحدائق

الطاهر حليسي
  • 2540
  • 4
ح,م

لا يزال الشاب نورالدين سالمي، المعروف باسم الفنان نورالدين الباتني، وفيا لعادته في نشر البهجة والفرح، أينما حل وارتحل، وهو مداوم على ذلك، رغم أنه يمارس منذ سنوات مهنة عامل نظافة في مؤسسة “كليمباط”، على مستوى ممرات علي مزوجي بباتنة.

يقول ضاحكا كعادته “ليس عيبا أن أعمل، العيب ألا أعمل، ولا أشعر بالحرج من رفع القمامة وتنظيف الشوارع، فهي مهنة شريفة ونبيلة، أتقوت بها بالرزق الحلال. رغم موهبتي في الغناء، وأنا موقن أن خادم الرجال سيدهم، إذ اشتغلت في عدة مهن، كدهان وخباز، لكن حلمي الحقيقي أن أنتشر فنيا”.

يملك نورالدين صوتا قويا مترحلا في سهولة بين عدة طبقات وأنماط غنائية، بين الشاوي والراي والسطايفي، وقد فاز بمراتب أولى في تصفيات مسابقات ألحان وشباب في مرحلة شبابه، وأنتج شريطين، ونشط عدة حفلات بدار الثقافة بباتنة، غير أن الجغرافيا البعيدة عن مركز البلاد دفنت موهبته بين أضلعه، إذ يقول “لم تكن لدي إمكانات مادية متاحة كي أنطلق، فالمنتجون يطالبون بأموال باهظه للإصدار، كما أن الهيئات المحترفة المتكفلة بدعم المواهب وترقيتها عبر الاستثمار في الأصوات منعدمة في الجزائر، لا أنكر – قالها ضاحكا – أن صديقا عزيزا صاحب مدرسة تعليم سياقة، قرر إصدار شريط لي منذ سنوات، وقد تبرع لي بمبلغ 50 مليون سنتيم، غير أني فضلت بموافقته إقامه عرس زفافي بها، وبمساعدة شقيقتي التي لم تبخل بدورها في مساعدتي في الاستقرار، وبناء أسرة، نظرا لتزامن ذلك بمرحلة الزواج”.

تحصل الشاب نورالدين على سكن اجتماعي ومهنة قارة منذ سنوات، غير أن حلمه الحقيقي هو الغناء، وهي موهبته الثانية، حيث إنه كان عداء ضمن ألعاب القوى، قبل أن تحرمه الإصابة من مشوار كان واعدا لمعدل سرعاته، غير أن صوته الخام بقي كما هوـ رغم أنه في نهايات العقد الرابع من العمر، وهو يحظى بالتفاف الشبان حولهـ مطالبين إياه بالغناء فلا يبخل بشيء، كما يمتلك شعبية جارفة جعلته محبوب الجميع، كما لو أنه تراث خاص بمدينة باتنة، وقد حقق تقرير مصور أنجزه موقع أصوات مغاربية الأمريكي المنشأ، مشاهدات خرافية بلغت 1.1 مليون مشاهدة، توجت شعبيته الجارفةـ وقد علق على ذلك بقوله “محبة الناس رزق من أرزاق الله، وصوتي هبة من الله، ليبقى مشروعي المستقبلي الغناء في ركح مهرجان تيمقاد الدولي”.

مقالات ذات صلة