رياضة

ليلة سقوط ماجر!

قادة بن عمار
  • 3342
  • 6

إقالة رابح ماجر من تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم لم تشكّل أيّ مفاجأة للمتابعين، بل إنّ هؤلاء كانوا ينتظرون “الخبر” اليوم قبل الغد، معتبرين الأمر مجرد تحصيل حاصل لقرار تأخر طويلا، خصوصا أن تعيين نجم “بورتو” السابق في منصبه كان خطأ بالأساس!!
بيد أنّ المفاجأة التي يمكن الوقوف عندها طويلا، هي الطريقة “الاستعراضية” التي تمت بها إقالة ماجر “إعلاميا”، حيث اجتمعت عدة معطيات لتؤكد تعرض الرجل لمؤامرة من “محيطه” الذي عينّه، ولـ”خطة مدبرة” من أجل تقديمه كـ”كبش فداء” لإسكات الرأي العام ولربح مزيد من الوقت، علما أن السؤال، هل بذهاب ماجر ستصلح أمور الفريق الوطني أم لا؟ وهل كان ماجر “كلّ المشكلة”.. أم جزء من المشكلة فحسب!
أولا، ما الذي يعنيه تكفل وزير الشباب والرياضة بإعلان خبر إقالة الناخب الوطني بدلا من المكتب الفيدرالي للاتحادية “وحتى قبل اجتماع أعضاء هذا الأخير ومناقشتهم للأمر”؟ لا بل إن السيد حطاب تجاوز كل الحدود “الأخلاقية” والسياسية، والأعراف، حين زعم أن الشعب هو من أقال ماجر وليست الإدارة ولا السلطة ولا الفاف!! فهل الشعب هو من عيّن ماجر حتى يقيله؟ ما هذا المنطق الغريب في تسيير الأمور والشأن العام؟!
ثانيا، ما معنى أن يكشف وزير الرياضة ومعه رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف عن إقالة ماجر من اسبانيا وليس من الجزائر، حيث حضرا افتتاح دورة البحر الأبيض المتوسط؟، هل كان الوزير مستعجلا إلى هذا الحدّ من أجل إعلان “الخبر السار” للجزائريين؟ أم هي طريقة جديدة لكسب مزيد من التأييد وللقول إنه يتحكم بالقطاع!!
الأمر الآخر، ما هذا الشكل “الغريب” الذي ظهر به رئيس الفاف خير الدين زطشي أمام الصحفيين، حين خرج ليلا لإعلان خبر الإقالة وبالإجماع، حيث ظهر “شامتا” في الرجل، وغير آبه لذهابه علما أنه هو من أتى به ودافع عن تعيينه عقب فضيحة المدرب الاسباني ألكاراز؟ وكأن زطشي يريد الإيحاء للجميع إنه “يتخندق مع الشعب” ضد رابح ماجر وطاقمه منقلبا حتى على البيان الأخير الصادر قبل أيام، والذي دافع عنه “بشراسة” نافيا جميع الادعاءات بخصوص رحيله والتخلص منه؟ فكيف ينقلب “إجماع بالاستمرارية” إلى إجماع بالاقالة بين ليلة وضحاها؟!
نخشى أن المنطق الأعوج مستمر في التسيير، وحتى بعد رحيل ماجر، طالما أن رئيس الاتحادية وبدلا من الحديث عن أسماء بعينها ضمن أجندته لاستخلاف ماجر، راح يقول للصحفيين إنه ينتظر انتهاء الدور الأول من المونديال في روسيا من أجل الاتصال بالمدربين الفاشلين في المرور للدور الثاني؟ فهل رأيتم منطقا أعوج من هذا في تسيير الكرة؟!

مقالات ذات صلة