الجزائر
الأفلان والأرندي يسارعان إلى التطبيع

مؤتمران في نهاية أسبوع واحد.. ما خلفية ذلك؟

محمد مسلم
  • 6636
  • 31
الشروق أونلاين

في نهاية اسبوع واحد، يعقد كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي مؤتمريهما لاختيار أمينين عامين جديدين، على امل إفراز قيادة جديدة تكون توافقية وليس لها نزاع مع أيّ جهة.

وكانت “جبهة التحرير” السباقة لضبط موعد مؤتمرها المصادف ليومي 30 و31 ماي الجاري بقصر المؤتمرات، فيما لم يتأخر كثيرا الغريم الآخر، التجمع الديمقراطي، ليضبط موعد مؤتمره يومي 27 و28 من الشهر الجاري ايضا.
هل الأمر يتعلق بمجرد مصادفة جميلة؟ أم ان قيادة الحزبين تلقتا اشارات من جهات ما للإسراع في ترتيب بيتهما، تحسبا للاستحاقات المقبلة التي تطرق الأبواب، وفي مقدمتها الحسم في الوثيقة الدستورية المعروضة للدراسة، ثم الانتخابات التشريعية والمحلية المرتقبة قبل انقضاء السنة الجارية؟

مسارعة الحزبين لعقد مؤتمريهما بالرغم من الحجر الصحي المفروض من قبل الحكومة، وان كانت الآجال هي التي فرضت منطقها، الا ان هناك مؤشرات على وجود رغبة لدى هذين الحزبين في اصلاح العلاقة مع السلطة والتي تضررت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

فعلي صديقي الذي خلف مؤقتا محمد جميعي على رأس الحزب العتيد، بسبب سجن هذا الأخير، سلك الطريق الخطأ عندما دعم مرشح الحزب الغريم، ونائبه العام بالنيابة عز الدين ميهوبي.

وضع الأفلان والأرندي اليوم يشبه إلى حد بعيد وضع أفلان المرحوم عبد الحميد مهري في عام 1996، عندما انتخب الرئيس السابق، اليامين زروال رئيسا للجمهورية، حيث اضطر الحزب مدفوعا بجهات نافذة من السلطة حينها إلى القيام بانقلاب علمي، كما اصطلح عليه، على مهري، قام به بعض القيادات التي كان ولاؤها لبعض العصب داخل السلطة، ولم يكن ولاؤها للحزب العتيد.

وقد اكدت يومها أوساط ضليعة في فهم ما يجري داخل دواليب السلطة، ان النظام السياسي حينها كان غير مستعد لاستمرار قائد حزب بحجم جبهة التحرير، معارض لرئيس الجمهورية، بالنظر لخصوصية العلاقة بين الطرفين، فتمت الإطاحة بالمنصب الاقل تاثيرا.

ويعتقد قطاع واسع من اطارات هذين الحزبين، ان استمرار الوضع الحالي لا يخدم طموحاتهم السياسية، لا سيما وان الأفلان والأرندي تم استبعادهما من كل الخطوات التي أقدمت عليها السلطة بعد اسقاط نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وهما اللذان كانا محور أية عملية سياسية منذ سنوات طويلة. فهل تغيير قيادة الحزبين سيعيدهما إلى سابق عهدهما؟

مقالات ذات صلة