-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مقتنعة بأن الجانب الردعي لا يحقق الهدف لوحده

مؤسسات محاربة الفساد تطلب مساعدة الجزائريين

محمد مسلم
  • 2145
  • 8
مؤسسات محاربة الفساد تطلب مساعدة الجزائريين
أرشيف
طارق كور

أطلقت “الهيأة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته” استبيانا حول المشروع التمهيدي لإستراتيجية هذه الهيأة، للوقاية من الفساد ومكافحته، وهي محاولة تسعى من خلالها إلى بلورة رؤية واضحة في التعاطي مع ظاهرة الفساد، التي شلّت مؤسسات الدولة وأدخلت اقتصاد البلاد في حالة من الانهيار صعب تجاوزها.

وتسعى هيأة محاربة الفساد إلى الإطلاع على نظرة الجزائريين بشأن إستراتيجية محاربة الفساد، والسعي إلى الاستفادة من أفكارهم وخبراتهم، وذلك من خلال المحاور الخمسة التي اعتمدتها، والتي تضم مجتمعة، 17 غاية استراتيجية، وفق ما جاء في الوثيقة المطروحة على الجزائريين.

وقد تمت صياغة المحور الأول تحت عنوان “الشفافية وأخلقة الحياة العامة”، وهو موزع على خمس غايات، تتمثل الأولى في “ترقية نزاهة الموظف العمومي”، وتضم هذه الغاية التدابير المتعلقة بـ”اعتماد مدونة قواعد سلوك الموظف العمومي، واعتماد نظم للتوظيف والترقية، قائمة على الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص، وتبني سياسة التدوير الوظيفي، وتعزيز نظم التكوين، والوقاية من تعارض المصالح وحالات التنافي”.

في حين تمثلت الغاية الثانية في “تكريس الشفافية في تسيير الشؤون العمومية”، وحثت الجزائريين على ترتيب هذه الغاية من الأقل أهمية إلى بالغ الأهمية، وكذلك بقية الغايات الأخرى في هذا المحور، والمتمثلة في “تعزيز المساءلة في تسيير الشأن العام”، و”تخفيف العبء الإداري”، كما دعت الجزائريين إلى اقتراح التدابير والأولويات، التي يرونها ضرورية ضمن هذا المحور.

الهيئة صاغت المحور الثاني تحت عنوان “مشاركة المجتمع المدني ووسائل الإعلام في مكافحة الفساد”، ويهدف هذا المحور إلى “ترقية ثقافة نبذ الفساد في المجتمع” و”تعزيز الديمقراطية التشاركية والرقابة المجتمعية على تسيير الشأن العام”، و”تفعيل دور الحركة الجمعوية في مجال الوقاية من الفساد”، و”إشراك وسائل الإعلام في الوقاية من الفساد ومكافحته”، و”تشجيع التبليغ عن الفساد”.

المحور الثالث جاء تحت عنوان “النزاهة والشفافية في القطاع الاقتصادي”، واستهدف تحقيق ثلاث غايات، تتمثل الأولى في تعزيز الشفافية والتنافسية في بيئة الأعمال، وتقوية النزاهة داخل المؤسسة الاقتصادية، ومكافحة تبييض الأموال، فيما تحدث المحور الرابع عن “دعم دور وقدرات أجهزة الرقابة والقضاء في مكافحة الفساد”، واستهدف تطوير قدرات ودور أجهزة الرقابة، ودعم دور الهيأة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته، وتعزيز استقلالية القضاء ونزاهة القضاة.

أما المحور الخامس فقد خصص لـ”التعاون الدولي واسترداد الموجودات”، وهو يسعى إلى تشجيع التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد، وتعزيز آليات استرداد الموجودات وتسييرها، كما طلبت “الهيأة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته” من الجزائريين، تقديم توقعاتهم وقراءتهم لفرص تحقيق النجاح في محاربة الفساد خلال السنوات الخمس المقبلة.

محاولة هيأة مكافحة الفساد الاستعانة بأفكار الجزائريين وخبراتهم في مواجهة غول الفساد، تأتي في سياق الحرب التي أعلنتها الدولة بمختلف مؤسساتها على الفساد والمفسدين، والتي بدأت كما هو معلوم، بسجن العشرات من كبار إطارات الدولة المدنيين والعسكريين، المتهمين بالفساد، ويأتي على رأسهم كل من الوزيرين الأولين السابقين، أحمد أويحيى، وعبد المالك سلال، والعشرات من الوزراء، وأبرز رجال المال والأعمال في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، وحتى الفترة التي كانت قبله.

ويؤشر لجوء “هيأة طارق كور”، إلى الاستعانة بالجزائريين في محاربة الفساد، عن قناعة لدى مختلف مؤسسات الدولة بأن مسالة محاربة الفساد، تبقى مسؤولية الجميع، بما فيهم المواطن البسيط، الذي يكون قد اصطدم يوما ما، مع فاسد أو مفسد، في حياته اليومية أو العملية، ما يرجح توفره على رؤية قد تكون فعالة في محاربة الظاهرة.
وقبل أن تلجأ “الهيأة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته”، إلى الاستعانة بالجزائريين في محاربة الفساد، كانت قد استعانت بقطاع الشؤون الدينية باعتباره أداة فعالة أيضا لكونه يعتمد على الجانب الوعظي المؤثر، وقد سبق لرئيس الهيأة طارق كور، أن التقى بوزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، وتباحث معه “سبل التعاون الثنائي بين المؤسستين في مجال محاربة ظاهرة الفساد”..

وقد عكست تلك الخطوة إيمانا من الطرفين بأن الجانب الردعي لوحده لا يكفي للحد من هذه الآفة، وخلص ذلك اللقاء إلى تشكيل فوج عمل مشترك برئاسة الأمينين العامين لكل من الهيأة والوزارة، لتحديد مجالات التعاون وأشكاله وإيجاد الآليات الكفيلة لتنفيذه على غرار مساهمة المنظومة الدينية في نشر ثقافة الوقاية من الفساد وإدراجها في المناهج البيداغوجية، وكذا تخصيص دورات تكوينية من تنظيم الهيأة لفائدة الأئمة وموظفي الوزارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • نصيرة الحق

    ماهي الضمانات التي تقدمونها للمواطن البسيط يكون في راحة باله ليفتح على نفسه جبهة مع المافيا البوفليقية حقه الشخصي ماقدرش يجيبو كيفاه يفتح على نفسه حربا مع اناس لا يقدر عليهم نرجو التوضيح

  • محمد

    بالله عليكم، كيف للمواطن البسيط أن يساهم في محاربة الفساد-رغم رغبته فيه-في ظل :
    1-تصريحات الرئيس بتوغل و تغوّل القوى المضادة للتغيير، و الذي زرعت الشك لدى المواطن كيف و لمن يشتكي الفساد.
    2-سن ترسانة قوانين عقابية ضد التصوير أو النشر على الوسائط الاجتماعية.
    3-أمر الرئيس بتجاهل الرسائل المجهولة.(القرار الذي سفق له الجميع لخدمته لهم).
    إنعدام قنوات مباشرة بين المواطن و أصحاب القرار على المستوى الوطني.
    و من قال لك أن قطاع الشؤون الدينية نزيه و ليس فاسدًا؟سيدي.

  • moh

    الفساد في الجزائر ظاهر لا يحتاج الى تحريات

  • Rezak

    الفساد يبدأ من المدرسة ، و هو الأصل و الباقي سهل

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    "أطلقت “الهيأة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته” استبيانا "

    و أينَ الاستبان ؟

  • Yacine

    محاربة الفساد يجب أن تكون بالردع القوي و التوعية و غيرها من الوسائل و التربية و يجب تغيير قانون العقوبات خاصة عبارة منح امتيازات غير مبررة لصالح الغير مادة سلاح ذو حدين و كأنها سروال في مقاس الجميع يجب الاتيان بالدليل و الإثبات باستعمال كل الوسائل و حتى التسجيل و التصوير و التحقيق في الممتلكات اما غير ذلك فسنزيد من البيروقراطية ولن نقضي على الفساد و يجب حماية الشهود و المبلغين حماية حقيقية و ليس صورية و أبعاد الرسائل المجهولة و الفصل بين الخطأ المهني و الفساد و تغيير عمل المفتشيات

  • elgarib

    الجزائر هي أصعب بلد في تفنن في الفساد و لذالك طلبوا منها المساعدة حتي يتعلموا من مكر الفساد.

  • HOCINE HECHAICHI

    لا تضيعوا الوقت :

    1. حالة الحصار
    2. اقتصاد الحرب