الجزائر
محتجون يمنعون المسافرين من التنقل بين بجاية وسطيف وتيزي وزو

مئات المواطنين يعلقون داخل ثمانية كيلومترات من الأنفاق ببجاية

الشروق
  • 1985
  • 6
ح.م

تواصلت الحركات الاحتجاجية التي عاشتها ولاية بجاية،الأحد، منذ الأسبوع الفارط، لتدخل أسبوعها الثاني، بعد ما واصل أولياء مدرسة بوربعطاش، غلقهم للطريق الوطني رقم 12 الذي يربط بجاية بولاية سطيف، في مقطعه الرابط بين القصر وأدكار وذلك لليوم الرابع والأسبوع الثاني على التوالي، للمطالبة باستخلاف معلمين لم يلتحقا بمنصبهما منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، أو بالأحرى رفضا تدريس الأقسام التحضيرية، يقول احد المحتجين، ورغم أن المشكل المرفوع لا يحتاج الى تأخير، الا أنه لا حياة لمن تنادي، يقول الأولياء.
يأتي هذا رغم أن مشكل ابتدائية بوربعطاش كان بالإمكان حله في ظرف ثوان قصيرة، خاصة أن مديرية القطاع تحوز على قائمة طويلة من الاحتياطيين، وذلك في حال إصرار المعلمين على عدم الالتحاق بمنصبهما، لكن على ما يبدو فقد أتقن المسؤولون بهذه الولاية فن التفرج، خاصة وأن الولاية على موعد مع المهرجان الدولي للمسرح، الذي افتتح على ما يبدو بمسرحية غلق الطرقات، والمتفرج هو المسؤول، والا كيف نفسر بقاء الطريق مغلقا لأربعة أيام بسبب مشكل بسيط يمكن حله في ثوان، لكن تواصل عقلية “تخطي راسي” قد أوصل الولاية 06 التي أضحت على ما يبدو من دون راع في ظل غياب أي ردة فعل للوالي، إلى وضعية لا تحسد عليها.
ولأن يوم الأحد قد تحول من دون سابق انذار إلى يوم ولائي لغلق الطرقات بهذه الولاية، فقد أقدم من جهتهم سكان قريتي تقليعت وأزغار التابعتين لبلدية ذراع القايد، على غلق الطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بجاية بولاية سطيف، وذلك على مستوى أنفاق خراطة، وذلك للمرة الثانية للمطالبة بحقهم في التنمية، على رأسها تزويدهم بالغاز الطبيعي.
للتذكير، فقد أقدم المحتجون في وقت سابق على الاحتجاج بنفس الطريقة بعد تحويل العديد من المشاريع التنموية من منطقتهم نحو مناطق أخرى بإقليم البلدية، الأمر الذي اثار غضب المواطنين الذي اتهموا السلطات المحلية بالتلاعب بالمشاريع التنموية.
ولأن للصبر حدود، فقد عاد المحتجون إلى غلق الطريق للإصرار على تجسيد مطالبهم المرفوعة منذ سنوات طويلة، مطالبين في نفس الوقت بحضور والي الولاية.
وقد حرمت هاتان الحركتان الاحتجاجيتان، مئات المسافرين من التنقل بين الولايات المذكورة، فيما أجبر آخرون على قطع أنفاق خراطة التي تمتد على مسافة 8 كيلومترات، سيرا على الأقدام وسط الغازات السامة وحتى البرد القارس بعد ما أقدم المحتجون على غلق ذات الطريق قبل طلوع الفجر، الأمر الذي أثار غضب المعذبين على طرقات بجاية، الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة المحتجين وسندان صمت وغياب المسؤولين، حيث وجد العديد من المسافرين، خاصة الطالبات، أنفسهم، في وضعية حرجة جراء مشقة الطريق داخل الأنفاق، حتى أن البعض منهم قد عادوا أدراجهم، متسائلين ككل مرة، أين هي السلطات في ظل تعفن الوضع؟

مقالات ذات صلة