رياضة
المكتب الفدرالي للفاف يريد تقديم المدرّب "كبش فداء"

ماجر وزطشي في عين الإعصار!

مسعود علال
  • 18596
  • 27
ح.م
رابح ماجر وخير الدين زطشي

يريد الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) “التخلص” من مدرب المنتخب الوطني رابح ماجر بأي طريقة، وتقديمه كـ”كبش فداء” قصد التستر على السياسة الفاشلة للقيادة الحالية للفاف وكذا امتصاص غضب الجماهير ودرء الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها، بدلا من تحمّل المكتب الفدرالي الحالي مسؤولياته عبر إعلان “الرحيل” بعد ما كثرة أخطائه وسقطاته التي أضرت كثيرا بالكرة الجزائرية والمنتخب الوطني بشكل خاص.
تطرح الطريقة التي يتعامل بها المكتب الفدرالي مع الأزمات الحاصلة في المنظومة الكروية الكثير من التساؤلات، خاصة وأنه يتعاطى مع القضايا الهامة بـ”سطحية”، أي لا يحل المشكلة من أساسها وإنما أغلب الحلول التي يقدمها ترقيعية ولا تهدف سوى لامتصاص الغضب وتسيير المرحلة بشكل مؤقت، في غياب أي تخطيط أو تنظيم مسبق، فضلا عن غياب الاحترافية، إذ أصبحت القيادة الحالية للفاف “هاوية بامتياز” جراء الكم الهائل من الأخطاء والتجاوزات والقرارات السيئة المتخذة في ظرف 15 شهرا فقط، ومنها تعيين مديرين فنيين (فضيل تيكانوين ورابح سعدان)، وتتجه لتعيين مدرب ثالث للمنتخب الأول بعد فشل تجربة الاسباني لوكاس ألكاراز ورابح ماجر، خاصة بالنسبة للأخير، والذي استنجد به رئيس الفاف خير الدين زطشي في البداية كمستشار له قبل أن “يمنحه” مهمة تدريب المنتخب الأول، ودافعت عنه الفاف “مرغمة” في الكثير من المناسبات رغم أنه لم يكن أبدا “خيارها”، بل وهاجمت لأجله الرأي العام ووسائل الإعلام وكل من سولت له نفسه انتقاد “صاحب الكعب الذهبي”، قبل أن يخذلها الأخير بتصريحاته التي هاجم فيها ضمنيا مسؤولي الاتحادية الذين يتربصون به للإطاحة به من منصبه.
ومن المفروض أن مسؤولي اتحادية يرتكبون مثل كل هذه الأخطاء وعلى كل المستويات، ولا يقدمون أي بوادر تشير إلى تحسن الوضع، بل وعاجزين حتى عن أداء مهامهم على أكمل وجه، عليهم أن يرحلوا وألا يواصلوا “استغباء” الرأي العام عبر حصر المشكلة فقط في المدربين الذين يعدون “الحلقة الأضعف” وسط كل هذه الفوضى العارمة.
والأدهى والأمرّ أن تركيز مسؤولي الاتحادية اليوم ينحصر فقط في ضرورة ايجاد الحلول الظرفية التي “تخلّصهم” من المدرب والتعاقد مع مدرب كبير ليس لانتشال المنتخب من هذا “المستنقع” وانما خدمة لصورتهم، التي يسعون لتلميعها في كل مرة قصد البقاء في مناصبهم وإيهام الرأي العام بأنهم على الطريق الصحيح وبأن ما تعيشه المنظومة الكروية يحتاج للصبر والوقت، رغم أن المنطق يقتضي أيضا تحمل المسؤولية والرحيل عن المنصب في حال “الفشل”.
المشكلة التي تعيشها المنظومة الكروية والمنتخب الوطني اليوم أكبر من أن يتم حصرها في إقالة المدرب وجلب آخر، والإبقاء على نفس “المسؤولين” الذين تسببوا في هذا الوضع البائس، وإنما يجب تحديد المسؤوليات وإحداث التغيير في أعلى هرم سلطة كروية في الجزائر، تمهيدا لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سنوات.

مقالات ذات صلة