جواهر

ماذا لو أجيز التعدد للنساء!

جمال الصغير
  • 11593
  • 20
ح.م

وأنا أمشي في شوارع ”تويتر” وأقلب بعض صفحات الإعلاميين الكبار والمفكرين، دخلت صفحة الدكتورة نجود العتيبي السعودية، وهي تغرد بتغريدة غيرت كل موازين تويتر في العالم العربي، بل الأكثر من هذا نزل عليها الرجال وكأنها نصيحة العمر، وأخذت النساء نصيبها منها بتعليقات الحسرة والدهشة!

تقول الدكتورة: ”خذ الثانية قبل يشيب راسك صدقني يا صديقي لو كان التعدد حلالا للنساء فلن تنتظر الزوجة أسبابا أو مبررات للتعدد ولن ترضى إلا بأربعة أزواج..! حطها حلق في أذانيك فلا تهمل نفسك نصيحة” كانت التغريدة بمثابة فاصل حربي بين النساء والرجال بمختلف أنواع أفكارهم، فالكثير أحب هذا الكلام وشكر الدكتورة على أنها تعرف كيف تعطي الحق لميزان الشريعة، والبعض رأى أنها نصيحة غير أخلاقية كونها تساهم في تحطيم العلاقات الزوجية المبنية عن طريق  الحب.

أردت أن أطرح هذا السؤال على نفسي، وأناقشه عن طريق الكتابة، ربما أكون على صواب، ربما لا أكون على الجدية أو مازالت أمشي على سيرة الخطأ، من ناحية الإلهية المقدسة التي وضعت للكون، لا يوجد تشريع إلهي نزل على كل الأديان السماوية الموجودة يسمح للمرأة بالتعدد، ولأسباب كثيرة تختلف بمختلف الفروع، لكن سنذكر منها الواقعي والأنسب للموضوع، هو أن الله جعل من المرأة ”وعاء” والرجل ليس كذلك، وجعل من المرأة ”المطلوب” والرجل ”الطالب” وإن خطر تحليل التعدد للنساء، فهو اختلاف الأنساب وعدم تحديد بوصلة السلالة والألقاب.

بعض التعليقات على تغريدة الدكتورة والتي كانت من نصيب النساء معظمها انتهى بجملة واحدة ”يا ريت التعدد من نصيب النساء” لكن بعض المثقفات علقن: ”لو كان التعدد حلالا لنا أراهن أن جميع النساء سيقمن بتعقيم أنفسهن، وهذا سيؤدي إلى انقراض الجنس البشري المسلم” لهذا تبقى مشكلة المستويات في فهم الحكمة الإلهية، من تعدد الزوجات للرجال بدل النساء، طريحة الساحة العربية و المسلمة، وولادة المشاكل الاجتماعية التي تضرب عمق المجتمع العربي المسلم، كل ما يحدث لنا نتيجة تفكيرنا، لو كان صحيحا وله طريقا يؤدي إلى الدين، وينشئ جوا إيمانيا، لاستنباط أخلاق عالية منه، لأخدنا فكرة عامة وصحيحة على أن الزواج يجب أن نقدسه حتى يعطينا الاستقرار، لأن الكوارث التي أصبحنا نسمع عنها جديرة بجعلنا نعيد التفكير قليلا في طرح إشكالية الزواج الذي أصبح مدته شهرا أو شهرين ثم ينتقل إلى محاكم من أجل الطلاق.

مقالات ذات صلة