الجزائر
بعد تأكيده بأنه ليس ممثلا رسميا لفرنسا

ماكرون يكلف رسميا بنجامان ستورا بملف ذاكرة “حرب الجزائر”

محمد مسلم
  • 3727
  • 17
الشروق أونلاين

كلفت السلطات الفرنسية وبصفة رسمية، المؤرّخ بنجامان ستورا، بمهمّة تتعلق بما أسمتها “ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر”، وجاء ذلك في بيان لقصر الإيليزي، وقعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتهدف هذه المهمة حسب بيان الرئاسة الفرنسية إلى تعزيز “المصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري”، وقال قصر الإيليزي وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، فرانس براس، إن هذه المهمّة يُنتظر صدور نتائجها في نهاية العام الجاري، “ستُتيح إجراء عرض عادل ودقيق للتقدّم المحرز في فرنسا فيما يتعلق بذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، وكذلك للنظرة إلى هذه الرهانات على جانبَي البحر الأبيض المتوسّط”.

وقد شكل هذا البيان مفاجأة للمراقبين، لأن الجميع كان على علم بتكليف سابق لـ”بنجامان ستورا” بهذا الملف، وربما لهذه التسمية، علاقة بالتصريح الذي صدر عن المؤرخ الفرنسي، لإذاعة فرنسا الدولية الخميس المنصرم، والذي قال فيه إنه “ليس ممثلاً للدولة الفرنسية”.

وكتب ماكرون في رسالة تكليف ستورا ممثلا عن الدولة الفرنسية لمرافقة عبد المجيد شيخي عن الجانب الجزائري: “من المهم أن يُعرف تاريخ حرب الجزائر وينظر إليه بشكل واضح. الأمر يتعلق براحة وصفاء الذين أضرت بهم”.

ووفق رسالة التكليف فإن الهدف من حوار الذاكرات هو “منح شبابنا إمكانية الخروج من النزاعات المتعلقة بالذاكرة”. وأضاف الرئيس الفرنسي: “أتمنى أن أشارك في إرادة جديدة لمصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري”، لأن “موضوع الاستعمار وحرب الجزائر عرقلا لفترة طويلة بناء مصير مشترك في البحر المتوسط بين بلدينا”، على حد ما كتبه الرئيس الفرنسي.

ويطرح تركيز الطرف الفرنسي على ما يسميها “حرب الجزائر” تساؤلات مشروعة حول توصيف باريس للمدة التاريخية التي يشملها النقاش حول الذاكرة، بمعنى هل الأمر يتعلق بالـ132 سنة التي تشكل طيلة فترة الاحتلال، أم أنها تعني السنوات السبع فقط، الممتدة ما بين 1954 و1962، والتي تسمى في الأدبيات السياسية والتاريخية الفرنسية بـ”حرب الجزائر”.

ويعتبر ستورا المولود في عام 1950 في مدينة قسنطينة، أحد أشهر المؤرخين وأبرز الخبراء المتخصصين في تاريخ الجزائر، وخصوصاً الثورة التحريرية، أو ما يسمى في الأدبيات السياسية والتاريخية الفرنسية بـ”حرب الجزائر”، وأفضت كما هو معلوم إلى تحرير البلاد من نير الاحتلال الفرنسي البغيض.

مقالات ذات صلة