الشروق العربي
من أكبر الأخطاء الشائعة

ما أسباب عدم اهتمام  عروس اليوم بجسدها؟

نسيبة علال
  • 5628
  • 3
ح.م

تولي العروس الجزائرية أهمية بالغة جدا لتحضيرات الزفاف، إذ تستنزف جهدها المادي والبدني وجهد عائلتها، فقط من أجل الظهور في أحسن حلة في ليلة العمر، وعادة ما يتوقف تفكيرها عند هذا الموعد، فالعروس الجزائرية، حسب مختصين في عالم الجمال، لا تحضر نفسها للحياة الزوجية وإرضاء الزوج، وإنما تستعد بشكل أكبر لإبهار الحاضرين في حفل زفافها والاحتفاظ بصور لائقة.

بمجرد أن تتلقى العروس موعد زفافها، حتى تدخل في صراع مع الزمن، تنفق الكثير من المال لشراء الملابس المتنوعة، وجلب أغراض قد تكون في غنى عنها، تقتني حليا ومواد تجميل، ويكون آخر ما تفكر فيه العروس، هو العناية الجسدية والنفسية، التي تهديها لذاتها قبل دخول القفص الذهبي وتغيير حياتها.. فبعدما تحصل على كل تلك الأشياء وبكميات مبالغ بها غالبا، يبقى لها أن تفكر في كيفية تقسيم الميزانية المتبقية للحصول على رتوشات خفيفة، تمس الشعر والأظافر، وهذا حسب خبيرة التجميل صاحبة صالونات Siham la libanaise، من أكبر الأخطاء الشائعة، التي تقبل عليها العروس الجزائرية، بسبب قلة خبرتها، وانشغالها بالشكليات، إذ تفيد السيدة سهام: “على العروس إعطاء الأولوية التامة للعناية بجسدها قبل استقبال حياة جديدة أكثر حميمية، بحيث عليها الخضوع لعناية كاملة بجميع أطراف الجسم، من علاجات للوجه والشعر إلى التقشير والمساج والعناية بالقدمين واليدين، مما يعكسان أنوثة المرأة..”، وتكمن أهمية العناية بالجسدية قبل الزواج في جانبين مهمين جدا، أولهما الحصول على مظهر مغاير تماما للمظهر المعتاد، خاصة للفتيات المتمدرسات والعاملات، اللواتي يجدن أنفسهن في غالب الأحيان منشغلات عن تلقي العناية الجسدية، مع تراكم آثار الضغوط والتوتر في الخارج، وجانب آخر أكثر أهمية يكمن في الحصول على الراحة النفسية المستحقة، التي يمنحها الشعور بالأنوثة.

الرجوع إلى العادات الجزائرية
يتيح للعروس عناية شاملة قبل الزفاف

لقد كانت العروس الجزائرية، في ما مضى، تمنح نفسها الاهتمام والرعاية أكثر بكثير مما هي عليه اليوم، رغم وجود الكثير من صالونات ومراكز التجميل، وظهور العديد من تقنيات وتكنولوجيات العناية والتجميل الحديثة.. فقد كانت الحمامات التقليدية الموجودة في كل حي وشارع، تفي بالغرض، وبأقل التكاليف متى كان الطين “الطفل” والزيوت الطبيعية والعطور المستخلصة من الورد والياسمين والنباتات والمراهم المصنعة منزليا من مواد بسيطة تنوب عن مستحضرات وأدوات التجميل، القادمة من دول أوروبا بأبهظ الأثمان. وكانت الحناء الممزوجة بالأعشاب الطبيعية بديلا أمثل لصبغات الشعر، التي تجربها العروس شهورا وأسابيع قبل موعد زفافها حتى تحصل على اللون الطبيعي الذي يلائم لون بشرتها. ورغم أنه لم تكن هنالك مراكز للعناية الجسدية، فإن العاملات البسيطات اللواتي كن يقمن على سيرورة الحمامات، يسعين جاهدات لتنظيف جسم العروس من الشعر الزائد، باستعمال عجينة السكر والليمون، ويقشرن جسمها على مراحل متعددة باستعمال “الكاسة” والأحجار الكلسية، ويدلكن جسمها جيدا، حتى تتورد أطرافه، وتتجدد خلاياه، وكان على العروس الالتزام ببرنامج دقيق وصارم، استعدادا للحياة الزوجية.. فكانت الأمهات والجدات هن من يوصي الفتيات المقبلات على الزواج بالاعتناء بأنفسهن جيدا، حتى يظهرن بكامل أنوثتهن، رغم صغر سنهن.

كل هذه العادات البسيطة في شكلها العميقة في مفعولها، كانت قانونا لدى المرأة الجزائرية في ما مضى، يجب عليها الالتزام به قبل وبعد الزواج. أما اليوم، فقد باتت العودة إلى مثل هذه العادات ضرورة ملحة، سواء في المنزل وبالطرق التقليدية، أم بالاعتماد على مراكز وصالونات التجميل، التي تقدم هذه الخدمات بوسائل وتقنيات حديثة، وبإمكانيات متطورة.

مقالات ذات صلة