رياضة
الجمهور الجزائري يسامح الخضر ويطالبهم بانتفاضة في مارس

ما بعد الانتكاسة

توفيق. ع / صالح سعودي / ب. ع / م. ي
  • 14541
  • 24

اعترف الناخب الوطني، جمال بلماضي، بفشله في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون. وهذا، بعد الخروج من الدور الأول، عقب الخسارة بثلاثية أمام كوت ديفوار، خسارة سبقها تعادل سلبي أمام سيراليون وخسارة مفاجئة أمام غينيا الاستوائية. وأكد بلماضي أن لاعبيه أدوا ما عليهم لتقديم أداء في المستوى، إلا أن ذلك لم يتجسد، مضيفا أنه سيقوم بالبحث عن أسباب هذا الإخفاق، مدافعا عن محرز وبقية زملائه، من خلال تأكيده على تحمل مسؤولية الإخفاق مع ضرورة التفكير في المستقبل لرفع الرأس مجددا.

من السابق لأوانه الحديث عن عهد جديد ونحن لم نحدد بعد أسباب الفشل

اعترف المدرب الوطني جمال بلماضي بأن لاعبيه لم يدخلوا بشكل جيدا في زمام مباراة أول أمس أمام كوت ديفوار، مؤكدا أن تلقي الهدف الأول أثر في العناصر الوطنية مثلما أزم الهدف الثاني وضعيتهم، ما صعب من مهمة العودة في النتيجة، مشيرا إلى المتاعب التي واجهها لاعبون في منطقة المنافس بسبب الافتقاد إلى الفعالية، ما حال دون استغلال الفرص المتاحة، قبل أن تختلط الأمر عقب تضييع محرز لركلة جزاء في وقت حساس من عمر المباراة. وإذا كان بلماضي لم يخف الشعور بالخيبة عقب الخروج المبكر من العرس القاري، في وقت كان يراهن على الدفاع عن لقب 2019، إلا أن ذلك لم يمنعه من التفكير في المستقبل، من خلال تقييم أسباب هذا الفشل بغية الظهور بوجه أفضل بسمح حسب قوله برفع الرس مجددا، مؤكدا استعداده لتسخير جميع جهوده لخدمة المنتخب الوطني في هذه المرحلة لحساس، وقبل قبل الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال 2022 بقطر.

الإيفواريون كانوا أقوى.. غياب الفعالية وتلقي هدفين أثر فينا

من جانب آخر، لم يتوان بلماضي في الدفاع عن لأعييه، وفي مقدمتهم القائد رياض محرز، حيث لم يخف تأسفه للانتقادات الموجهة إليه، مؤكدا أن محرز سخر جميع إمكاناته لتشريف الألوان الوطنية، ومن اللازم الوقوف إلى جانبه حتى يكون في مستوى تطلعاتهم خلال المحطات الرسمية المقبلة، مضيفا أنه يتحمل شخصيا مسؤولية هذا الإخفاق فوق الميدان، ويسعى إلى تقييم شامل لمعرفة أسباب الفشل ومكمن الخلل، رافضا إرجاع السبب إلى العوامل الخارجية مثل الظروف المناخية وأرضية الميدان رغم تأثيراتها السلبية، معترفا بأن جميع المنتخبات المشاركة عرفت تذبذبا في التحضيرات وليس المنتخب الوطني وحده، حيث قال في هذا الجانب: “كان طموحنا كبيرا للدفاع عن لقبنا القاري، ركزت وعملت طيلة فترة التحضيرات لكن للأسف فشلنا في تحقيق ما كنا نطمح إليه”.

كما أكد بلماضي أن لاعبيه يعانون من مرحلة الشك في إمكاناتهم، وهو ما يتطلب وقفة جماعية للحفاظ على التلاحم ورو المجموعة، نافيا وجود أي أزمة داخل المنتخب الوطني، حيث قال في هذا لجانب: “حين نفوز أو حين نخسر يجب أن نضع دوما اليد في اليد، أتحمل المسؤولية وسأقدم ما املك للمنتخب الوطني.. من المبكر الحديث عن عهد جديد ونحن لم نحدد أسباب الفشل”، مؤكدا أن أولويته القصوى هو تحليل ما حدث مع المنتخب الوطني بعد خروجه من الدور الأول، في الوقت الذي أرجع عدم الاعتماد على عمورة إلى نقص الخبرة، أما وناس فأرجع غيابه إلى عدم تعافيه من وباء كورونا.

في انتظار مباراة السد في مارس
الجمهور الجزائري “يسامح” اللاعبين ويطالب بانتفاضة شهر مارس

بكل روح رياضية وتفهّم وبكثير من التسامح، صفح الجمهور الجزائري عن بلايلي ورفاقه، وخاصة عن جمال بلماضي، الذي ارتكب الكثير من الأخطاء في ثلاث مباريات فشل فيها عن قلب المعادلة، وغابت الجمل التكتيكية أمام منتخبات عادية تكرّرت فيها نفس الأخطاء ونفس الإخفاق، وقد يكون جمال بلماضي من أندر المدربين في تاريخ الجزائر الذي قوبل بهذا التسامح من جمهور جزائري سبق له وأن ذبح الكثير من المدربين وطلب رحيلهم بالرغم من أنهم ساهموا في انتصارات كبيرة ومنهم رابح سعدان مهندس ثلاث تأهلات إلى كأس العالم من سنة 1982 إلى سنة 2010.

السناريو الأسوأ الذي لا يمكن تصوّره إطلاقا والذي لا يجب أن يحدث هو الخروج من تصفيات كأس العالم في شهر مارس القادم، فإذا كان رابح ماجر قد غادر المنتخب الوطني وترك منتخبا بلاعبين في منتهى الانهيار النفسي، إلا أن اللاعبين الذين تركهم كانوا في أوج عطائهم، فغادر رابح ماجر المنتخب الجزائري وبقي اللاعبون، فإن جمال بلماضي في حال إخفاقه في بلوغ المونديال سيغادر ومعه اللاعبين أيضا لأن لا أحد يتصور بقاء مبولحي وفيغولي وسليماني وبراهيمي وحتى محرز  مع الخضر إن حدث الفشل في بلوغ مونديال قطر لا قدّر الله.

جمال بلماضي قال بأنه يتحمّل مسؤولية التعادل الأول أمام سيراليون، ثم عاد ليحمّل نفسه الخسارة أمام غينيا الاستوائية، ثم كرر نفس الاسطوانة بعد الخسارة أمام كوت ديفوار التي بينت بأن القول بأننا نمتلك أحسن منتخب في إفريقيا كانت مغالطة كبيرة، ولا يكفي تحمّل المسؤولية من دون تصحيح الوضع، لأن الأمر يتعلق بأماني أكثر من أربعين مليون نسمة لا يرون مونديال قطر 2022، من دون الجزائر، وصبرهم أمام سوء النتائج التي تلازم الخضر في الفترة الأخيرة سينفذ مع تراجع كبير في الأداء  من مباراة بوركينا فاسو التي جرت في المغرب، وتم تأكيدها في البليدة عندما جانب الخضر الخروج من تصفيات كأس العالم بأعجوبة.

لقد تجاوز الجمهور تعنت جمال بلماضي الرافض للسعي من أجل كسب لاعبين جدد من متخرجي المدرسة الفرنيسة على غرار أمين غويري وريان  شرقي وآيت نوري وحتى حسام عوار، وكلهم نجوم دون العشرين ويقدمون مستويات راقية، ورفض جمال بلماضي السير على نهج رابح سعدان في عهد روراوة من خلال ضخ المواهب كما حدث مع زياني وبلحاج ومغني إلى غاية بن ناصر ووناس، فشاخ المنتخب الجزائري، وحتى مقعد الاحتياط يبدو شبه شاغر من اللاعبين الشباب الذين يملؤون ملاعب أوربا، والقادرون على تكرار ما فعله زياني ومحرز وبن ناصر.

كما تجاوزت الجماهير الجزائرية تشبث المدرب جمال بلماضي بعدد من اللاعبين، كانوا كلما يخيبون إلا وكرر وضعهم كأساسيين ثم تكررت الخيبات، فظن كثيرون بأن تعادل سيراليون مجرد عثرة عابرة، فتحوّل التعادل إلى هزيمة أمام منتخب غينيا الاسوائية المتواضع، ثم جاءت الهزة المدروسة بالأداء والنتيجة أمام منتخب إيفواري فاز باحترافية لاعبيه وبتكتيك مدربه، أمام لاعبين بذلوا كل ما يمكن بذله من عطاء بدني ولكنهم لم يتسلحوا بطاقة نفسية ولا تكتيك بديع، فخرج الخضر بنقطة وبهدف وهم الذين حققوا في دور المجموعات بنفس التشكيلة منذ سنتين ونصف في مصر تسع نقاط وستة أهداف من دون أن يتلقوا هدفا واحدا.

هي أسابيع قليلة تفصلنا عن مباراة السد، وعلى جمال بلماضي أن يدرك بأن جمهور الكرة في الجزائر لا يرى نتيجة أخرى غير الفوز ذهابا وإيابا والتأهل للمونديال.

الرئيس تبون يشكر المنتخب الوطني رغم الإقصاء

شكر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المنتخب الجزائري لكرة القدم رغم اقصائه في دور المجموعات لكأس أمم افريقيا 2021 الجارية بالكاميرون، مقدما تشجيعاته “للخضر” في المقابلات القادمة.

وكتب الرئيس تبون في حسابه الرسمي على التويتر: ”هذا هو منطق كرة القدم..يبقى الكبير كبيرًا، فلا تيأسوا، نشجعكم و نقف وراءكم، اليوم وغدًا.. حظا أوفر في المقابلات القادمة، إن شاء الله”..

الفريق السعيد شنقريحة يؤكد مواصلة تشجيع المنتخب الوطني

جدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، تشجيعه ودعمه للمنتخب الجزائري لكرة القدم رغم اقصائه في دور المجموعات لكأس أمم افريقيا 2021 الجارية بالكاميرون، مقدما تشجيعا “للخضر” في مباراة السد المقبلة المؤهلة لنهائيات لكأس العالم 2022 بقطر .وكتبت وزارة الدفاع في صفحتها الرسمية على فيسبوك: “إن إقصاءكم من نهائيات كأس أمم افريقيا، لا يعني أبدا نسيان الانتصارات والألقاب التي حققتموها. بل بالعكس سنزيد من دعمنا وتشجيعنا لكم وستظلون بالنسبة لنا أبطالنا الذين صنعوا الأفراح لكل الشعب الجزائري في كثير من المناسبات. حظ أوفر في مباراة السد المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر”.

وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق
“خروج الخضر لا ينقص من قدره”

أكد وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، أن خروج المنتخب الجزائري لكرة القدم، حامل اللقب القاري، في الدور الأول من منافسة كأس إفريقيا للأمم 2021 (المؤجلة الى 2022)، إثر انهزامه أمام كوت ديفوار (1-3)، بملعب -جابوما- بدوالا (الكاميرون)، “لا ينقص من قدره شيئا”، مشددا على ضرورة عدم “نكران جميل” أشبال بلماضي.

وصرح الوزير سبقاق في تسجيل صوتي قائلا “تعثر الفريق الوطني والخسارة الثقيلة لا ينقص من قدره شيئا لأن هذه هي كرة القدم، ونحن كجزائريين حكومة وشعبا لا ننكر جميل وفضل أشبال بلماضي الذين صنعوا افراح الجزائريين خلال السنوات الأخيرة”.

وأضاف “نحن نشد على أيديهم (أشبال بلماضي) ونقول لهم هذه مجرد محطة من المحطات ومازال هناك محطات أخرى قادمة يمكن إعادة ترتيب البيت وتشخيص أسباب هذا الفشل في هذه المنافسات الإفريقية”.

واختتم مسؤول قطاع الرياضة أن “الفريق ما يزال يتوفر على جميع الإمكانيات التقنية والبشرية والمادية التي تسمح له ليكون في مستوى عالي في افريقيا وفي

غير إفريقيا. الآن حان وقت العمل وإعادة النظر”. وكان “الخضر” قد تعادلوا في اللقاء الأول مع سيرا ليون (0-0) قبل أن ينهزموا في اللقاء الثاني أمام غينيا الاستوائية (0-1). وبعد ثلاث جولات، تصدرت كوت ديفوار المجموعة الخامسة بسبع نقاط أمام كل من غينيا الاستوائية (6 ن) وسيراليون (2 ن) فيما حلت الجزائر في المركز الرابع برصيد نقطة واحدة. وبالتالي تتأهل كوت ديفوار وغينيا الاستوائية إلى الدور ثمن النهائي.

إقصاء ساهمت فيه الكثير من العوامل والظروف
لهذه الأسباب خيّب أبناء بلماضي وودعوا مبكرا سباق “الكان”

خيّب المنتخب الوطني آمال وتطلعات جمهوره العريض، وهذا بعد خروجه المبكر من سباق نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية بالكاميرون، حيث كانت الخيارات في اللقاء الأخير أمام كوت ديفوار بمثابة رصاصة الرحمة التي حتمت على أبناء بلماضي العودة إلى الديار، والسماح للمحترفين بالعودة إلى أنديتهم بعد مشوار سلبي من جميع النواحي، بعد الاكتفاء بنقطة وحيدة وتسجيل هدف وحيد، في أجواء أعادت إلى الكثير سيناريو مهزلة زيغنشور 92.

كان خروج المنتخب الأول من الدور الأول لـ”كان” الكاميرون بمثابة تحصيل حاصل، وهذا بناء على المسيرة المخيبة منذ البداية، بعدما تم تدشين المنافسة بتعادل سلبي أمام سيراليون تلاه انهزام مفاجئ أمام غينيا الاستوائية، ورغم أن حظوظ أبناء بلماضي كانت قائمة في حال الفوز في اللقاء القوي أمام فيلة كوت ديفوار، إلا أن لغة الميدان لم تسمح بتجسيد هذا البرهان، ما جعل رفقاء بن سبعيني يستسلمون بثلاثية استعراضية من نجوم ساحل العاج الذي رسّموا خروج صاحب التاج من أضيق الأبواب، ما يعطي فرصا أخرى للناخب الوطني لمراجعة أوراقه وخياراته قبل شهرين عن اللقاء الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال 2022 بقطر.

وإذا كان الكثير من المتتبعين قد وصفوا هذا الإقصاء بالمر والقاسي إلا أنه كان منتظرا بعد الوجه الشاحب الذي ظهرت به العناصر الوطنية منذ البداية، بدليل أنها لم تدخل زمام المنافسة بالشكل اللازم، ما جعلها تضيع فرصة الانطلاقة القوية من بوابة لقاء الكاميرون، فسقطت في فخ التسرع وغياب الفعالية، وهذا بعيدا عن عائق الظروف المناخية وأرضية الميدان التي وصفها الكثير بالكارثية، وهو الأمر الذي تكرر في اللقاء الموالي أمام غينيا الاستوائية، ما تسبب في خسارة أخلطت جميع الحسابات، ليجد رفقاء محرز أمام أسوأ وضعية في اللقاء الثالث والأخير أمام المنتخب الايفواري، في ظل حتمية الفوز وصعوبة تجسيده أمام منتخب برهن على صحة طموحاته وقدرته على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، ما جعل هذا الإقصاء بمثابة تحصيل حاصل ساهمت فيه العديد من الظروف الفنية والخارجية، حيث أن العناصر الوطنية لم تظهر بثوب البطل الذي يمكنها من الدفاع عن لقبها القاري، كما أن العوامل المناخية كان لها تأثيرها في مواجهة الافتتاح أمام سيراليون، بسبب الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، دون نسيان أرضية الميدان التي وصفها الكثير بالكارثية، بحكم أنها صعبت على رفقاء بلايلي إبراز إمكاناتهم الفنية، ما جعلهم يقعون أسير السيطرة العقيمة التي حالت دون ضمان بداية قوية، في الوقت الذي لم يكن الخط الهجومي في مستوى التطلعات، بدليل الارتباك والعقم الذي لازم سليماني وبونجاح وبقية العناصر المعول عليها لصنع الفارق، كما أن الناخب الوطني لم يجازف في إحداث ثورة في التشكيلة، واكتفى بنفس الأسماء التي عجزت عن منح الإضافة، في الوقت الذي كان الكثير يترقب إمكانية الاستنجاد بعمورة في لقاء كوت ديفوار، أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن المدرب بلماضي بقي وفيا لخياراته التي أخرجته من الباب الضيق.

ومن بين الدروس التي خلفها اللقاء الأخير أمام كوت ديفوار، هو أن المنافس أعطى للعناصر الوطنية دروسا في الواقعية والفعالية، ما جعله يحسم النتيجة قبل الوقت ليواصل تسيير المباراة بذكاء، مستغلا الارتباك الذي ميز العناصر الوطنية التي تضررت كثيرا من الناحية النفسية، فظهرت غير قادرة على الدفع عن آخر حظوظها في التأهل، ناهيك عن الأخطاء الدفاعية التي لم تتسامح معها الماكنة الايفوارية، ليصل الكثير من المتابعين إلى قناعة بأن هذا الإقصاء كان قاسيا إلا أنه كان منطقيا قياسا بالوجه المقدم في هذه الدورة، بعدما خسر المنتخب الوطني جميع أوراقه وبرهن للجميع أنه لا يستحق المرور إلى الدور الثاني، وهو الأمر الذي يضع الجميع في الصورة لمراجعة الحسابات والوقوف على مكمن الخلل وتجاوز هذه الصدمة في أقرب وقت، أملا في ضخ دماء جديدة قبل شهرين من الآن، تحسبا للدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال قطر.

قال إنه يتحمّل مسؤولياته كاملة في الإخفاق
محرز يطلب “السماح” من الجزائريين ويعد بالتأهل إلى كأس العالم

طالب نجم مانشستر سيتي الانجليزي، رياض محرز، السماح من الجزائريين بعد الخروج المبكر لـ”الخضر” من كأس إفريقيا للكاميرون، مؤكدا بأنه يتحمل مسؤولياته كقائد للمنتخب الجزائري ويدرك جيّدا بأنه كان مطالبا بتقديم مستويات أفضل بحكم مكانته الفنية في المنتخب ومهمته كقائد، واعدا الجماهير الجزائرية بالنهوض بقوة بعد هذا الإخفاق غير المنتظر من أجل التأهل إلى كأس العالم 2022 بقطر.

قال محرز، أول أمس، في تصريحات لوسائل الإعلام في المنطقة المختلطة بعد مباراة كوت ديفوار، ردا على سؤال متعلق بإخفاق “محاربي الصحراء” في كأس إفريقيا: “أطلب السماح من الجزائريين..سامحونا، لم نكن ننتظر هذا الإخفاق، قبل أن يضيف: “لقد وجدنا صعوبة كبيرة في الدخول في كأس إفريقيا، لم نفز في المباراة الأولى وخسرنا الثانية، قبل أن نسقط مرة أخرى في المواجهة الثالثة”، مضيفا: “هذه هي كرة القدم وعلينا النهوض بسرعة”، وتابع نجم المان سيتي تصريحاته ردا على بعض الانتقادات التي طالته بسبب عدم تقديمه المستويات المنتظرة منه خلال البطولة: “أتحمّل مسؤوليتي كاملة، أعرف بأنني كنت مطالبا بتقديم مستويات أحسن وأفضل لأنني قائد المنتخب”، قبل أن ينفي فرضية انهيار الروح العالية للاعبي المنتخب الوطني، وصرح: “عندما ننتصر نحقق ذلك معا وعندما نخسر الأمر كذلك. الآن يجب أن ننهض ونبدأ التحضير للمباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم 2022 شهر مارس المقبل”.

إلى ذلك، شدّد أحسن لاعب في إفريقيا عام 2016 على أن المنتخب الوطني لن يفرط في بطاقة التأهل إلى المونديال لأنه سيسعى لتدارك إخفاق “الكان” وإسعاد الجزائريين وقال بهذا الخصوص: “نعرف أن غالبية الجزائريين يقفون إلى جانبنا، وحتى أولئك الذين ينتقدون ولا يؤمنون بنا فلا بأس بذلك، هذه هي كرة القدم وعلينا احترام هذا الموقف”، قبل أن يقدم وعدا قويا للجماهير الجزائرية قبل فاصلة المونديال: “تأكدوا بأننا سنفعل المستحيل من أجل إسعاد أنصارنا، وإن شاء الله سنتأهل إلى كأس العالم”، وأردف: “الآن يجب أن نقوم بتقييم شامل لما حدث في الكاميرون، سواء من طرف المدرب وحتى من طرفنا كلاعبين.. يجب أن نقوم بنقد ذاتي لأنفسنا لتصحيح الأخطاء قبل الدور الفاصل..وأنا الأول”، في حين رفض نجم المان سيتي الخوض في مسألة تضييعه لتربص قطر واحتمال تأثير ذلك على مستوياته، وقال ردا على سؤال أحد الصحفيين: “لو كنا فزنا اليوم (أمام كوت ديفوار) لما طرحت عليّ هذا السؤال..لا ذلك الأمر لم يؤثر عليّ، المدرب منحني 3 أيام راحة إضافية وكل شيء كان مخططا له”.

يجدر الذكر أن رياض محرز ضيع ضربة جزاء في مباراة الجزائر وكوت ديفوار، التي جرت، أول أمس، في مدينة دوالا، وانتهت بفوز الايفواريين بثلاثة أهداف لهدف، ليخرج “الخضر” من كأس إفريقيا بنقطة واحدة بعد تعادل مخيّب أمام سيراليون وخسارة أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار.

يوسف بلايلي: سنتأهل لكأس العالم

قال الدولي الجزائري، يوسف بلايلي، أثناء تواجده في مطار مدينة دوالا، من أجل السفر إلى العاصمة الفرنسية باريس: “إن شاء الله، سنتأهل لكأس العالم”. التصريح، جاء ساعات قليلة بعد الخسارة التي تلقاها الخضر أمام “الأفيال”، في قمة المجموعة الخامسة، التي تسببت في مغادرتهم دورة الكاميرون من الباب الصغير.

ورصدت الكاميرات عددا من اللاعبين وهم يذرفون الدموع عقب الإقصاء المر أمام كوت ديفوار، حيث لقوا تدعيما كبيرا من رواد التواصل الاجتماعي، خاصة يوسف بلايلي، الذي لقي تضامنا كبيرا من كافة الرواد، قائلين له: ”دموعك غالية يا بلايلي”.

وسيتعرف منتخب الجزائر، اليوم، على منافسه في الدور الحاسم في تصفيات كأس العالم. وذلك، في أعقاب عملية القرعة التي ستدور في الكاميرون، على هامش نهائيات كأس أمم أفريقيا. ويتواجد منتخب “محاربي الصحراء” في المستوى الأول، بجانب منتخبات السنغال والمغرب وتونس ونيجيريا، وسيواجه أحد منتخبات المستوى الثاني، وهي مصر والكاميرون وغانا ومالي والكونغو الديمقراطية.

باتريس بوميل مدرب كوت ديفوار
المنتخب الجزائري يعاني نفسيا

قال باتريس بوميل، مدرب منتخب كوت ديفوار، بعد نهاية مباراة فريقه بالخضر: “تلك المواجهة كانت مثالية بالنسبة إلينا، هي الأفضل منذ بداية البطولة، من حيث الأداء والنتيجة”. وأضاف بقوله: “منتخب الجزائر، رغم كل شيء، خصم قوي، طالبت اللاعبين باستثمار الفرص، وتحويل كل هجمة إلى هدف. اللاعبون جسدوا ذلك في الملعب”.

وواصل: “الجزائر خلقت فرصا كثيرة. سعينا لعدم ترك المجال لها للانتفاضة. لقد كانوا يعانون نفسيا بسبب عدم تسجيلهم الأهداف في البطولة”. وأردف مشددا: “معاناتهم النفسية ظهرت في ركلة الجزاء، التي عجزوا أيضا عن تسجيلها، عن طريق القائد رياض محرز”. وختم بقوله: “لقد رأيتهم يتنفسون الصعداء بعد هدفهم، وكانوا قادرين على تسجيل أهداف أخرى، ولكن الوقت قد فات”.

صايفي للاعبين: ارفعوا رؤوسكم

اعتبر الدولي الجزائري السابق رفيق صايفي، أن الفشل الذي عرفه منتخب “المحاربين” في نهائيات كأس أمم أفريقيا، يجب أن لا ينسي الجميع ما قدمه المنتخب طوال السنوات الماضية، وطالب اللاعبين بالتدارك السريع تحسبا للدور الثالث من تصفيات كأس العالم قطر 2022. كما طالب اللاعبين بـ”رفع رؤوسهم سريعا”، وتوجه لهم بالشكر على ما قدموه خلال السنوات الأخيرة.

وقال صايفي، في قنوات “بي إن سبورتس” للحديث عن المباراة: “أعتقد أنّ الحظ لم يكن إلى جانبنا طوال المباراة، لقد صنع المنتخب الجزائري عددا من الفرص ولكنّه لم يقدر على التسجيل إلا في مناسبة وحيدة بعدما حسمت النتيجة”. وأضاف صايفي أنّ المنتخب الجزائري يملك اللاعب صاحب أكبر عدد من الفرص في البطولة وهو يوسف بلايلي ولكنه لم يوفق في التسجيل في عدد من المناسبات، وهو مؤشر على أنّ التوفيق لم يكن إلى جانب رفاق رياض محرز.

دموع زروقي

تعاطف الجزائريون مع أحسن لاعب جزائري في مباراة المنتخب الجزائري ونظيره الإيفواري رامز زروقي، خاصة بعدما رصدت كاميرات التلفزيون متوسط ميدان الخضر وهو يبكي بعد إقصاء أبطال إفريقيا من كان 2021. واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن زروقي كان رائعا وأثبت أنه يستحق الثناء والتشجيع وأن بكاءه بعد الإقصاء يدل على مدى ارتباطه بالجزائر وحبه الكبير للخضر.

مقالات ذات صلة