الشروق العربي
سارية المفعول بين العائلات الجزائرية

ما حقيقة مقولة الأقارب عقارب؟

صالح عزوز
  • 7912
  • 4
أرشيف

 انتشرت بين الناس مقولة “الأقارب عقارب”، مقولة أصبحت تطبق من طرف الكثير من الناس اليوم، وأصبحت معيارا تقرر به العلاقات بين العائلات الجزائرية ونراها واقعا، وبين من يراها مقولة يراد بها أشياء أخرى وليست حقيقية، وبين من يؤمن بها إيمانا قاطعا في حياته ويطبقها مع أقاربه، تبقى هذه المقولة سارية المفعول بين العائلات الجزائرية.

أردنا أن نستطلع رأي الكثير من الناس في هذا الموضوع، سواء في الواقع أم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فكانت الآراء مختلفة ومتباينة جدا، وكل يدلي بدلوه، ويقدم الحجج والبراهين، من أجل تثبيت أو نفي هذه المقولة. الغريب، أن الكثير من الحجج التي يقدمها الأفراد هي واقعية من الحياة اليومية لا يمكن نفيها، سواء ممن يرون بأن هذه المقولة حقيقية أم من ينكرونها، لذا لا يمكن الحكم على هذه المقولة بالصواب أو بالخطإ على الأقل ظاهريا، فقد تتحدث إلى من يقنعك بصحتها والعكس.

“لولا الأقارب ما حصل معي هذا”، عينة ومقولة لأحد الشباب عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وشكوى من أقاربه الذين كانوا سببا في طلاقه من زوجته على حد تعبيره، بعد أن شرح مشكلته بالتفصيل مع الكثير من الأصدقاء وكتب بالبنط العريض: “الأقارب عقارب”، لأن الأقارب كان لهم دخل مباشر في كل ما حدث معه ومع أهله وزوجته، ولم يطمئنوا حتى حققوا مرادهم، كلام لقي الترحيب من طرف الكثير وتفاعلوا معه، كل يعطي الحجة على صدق هذا القول، لأن أغلب مشاكل الحسد والغيرة والنفاق تأتي من الأقربين، حتى وإن لم يظهر هذا للعيان، ومن يدافع عن فكرة أن هذه المقولة مجردة من الحقيقة فهو كاذب.

يعتقد الكثير ممن جلسنا إليهم أو تناقشنا معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في موضوع مقولة الأقارب عقارب، أنه لا يمكن أن ننكر أن الكثير من المشاكل العائلية تأتي من عند الأقارب سواء قولا أم فعلا، لكن ليس إلى الدرجة التي يراها الكثير من الناس، حتى أصبحوا يشبهون أقاربهم بالعقارب. لذا، فإن الكثير من الأفراد باختلاف مستواهم الاجتماعي أو التعليمي، سواء في الواقع أم في مناقشات هذا الموضوع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يرون أن هذه المقولة، ليست صحيحة، فقد جاءت من أجل التفرقة فحسب، حقيقة توجد بعض الاستثناءات في العلاقات بين العائلات، لكن لا يمكن تعميمها على كل المجتمع، لذا فإن هذه المقولة يراد بها تفكيك صلة الرحم بين الأفراد، حتى أصبح العديد منا يشك في علاقته حتى بأقرب الأقربين إليه، أي إن الهدف من هذه المقولة هو زرع الفتنة والشك والريبة والعداوة بين الأقارب لا غير.

لا ندري من أضاف هذه المقولة على قاموسنا، لكنها لقيت الترحيب عند الكثير من الناس، وانتشرت وشاركها العديد منهم، وفي المقابل هي تعتبر عند البعض قطعا لصلة الرحم فقط.

مقالات ذات صلة