منوعات
مختبر واعد يصنّع روح التجريب

ما رسمته “العلمة” للمراكحات غدا!

الشروق أونلاين
  • 2590
  • 0
ح.م
لقطة لعرض "الطيحة" والوالي بودربالي في الاطار

توّجت الأيام الوطنية الأولى للمسرح التجريبي في حاضرة العلمة (27 – 31 مارس الأخير) بمعالم مشروع تفكيري متغاير يرسم فرجة المراكحات بروح التجريب في سماء قادمة.

برعاية كريمة من “محمد بودربالي” والي ولاية سطيف الذي حرص بشغف شديد على تفعيل التظاهرة، اشتغل عرّابو أيام المسرح التجريبي على تلمّس دروب فرجة بوسعها استرجاع وعاء جماهيري هائل وثيمات أصيلة أريد لهما أن يبقيا على الهامش.

وتحت إشراف “زيتوني عريبي” مدير الثقافة لولاية سطيف ومتابعة الثنائي المرح “عبد الحليم بوشراكي” و”منير بومرداس”، تقاطعت المساجلات والورشات وأفاريز الندوة الفكرية في حتمية استحضار رموز وموروثات الجزائر وإعادة إنتاجها في تشكيلات معاصرة تعانق الواقع وتنأى عن التهويمات، ووفق قوالب تستفيد من معطيات الاتجاهات المسرحية.

واللافت أنّ تجارب عديدة اندرجت تحت تسمية المسرح التجريبي أو الطليعي أو البديل وغيرها من المسميات التي تتفق مع سمات وتوجهات تيار ما بعد الحداثة الذي اتسم بتغيرات في القواعد الفنية الاساسية التي تم تقنينها في نظريات المسرح السابقة كما هي عند  كتاب المسرح الكلاسيكي القديم والكلاسيكية الجديدة ايضا امثال راسين وكورناي وبومارشيه، وكذلك ما طبقه بعض المخرجين المعروفين في مقدمتهم الروسي الشهير ستانيسلافسكي والمخرج والمنظّر الألماني “برتولد بريشت” وغيرهما، والتي كانت تقوم على مبدأ الانسجام والتكامل والتوازن بين عناصر العرض.

لكن تجارب لاحقة غيّرت أسس العلاقة بين أطراف الانتاج المسرحي وقلبت المعادلة رأسا على عقب، ومع هذا التوجه، يتركز الاهتمام في حضور المتلقي وبفاعلية أخرى تضمن تكاملية الخطاب وتضفى عليه القيمة الحقيقية.

وهكذا فإنّ عرس العلمة كان بمثابة انطلاقة مزدوجة، انطلاقة قيمية من شأنها إنعاش راهن المسرح الجزائري وتحويله كفن مقيم له أصالته في الحياة الثقافية والاجتماعية، بما يسهم في تحويل السواكن إلى متحركات، واستعادة جماليات الخطاب والفعل.

 

خرجة جميلة 

في خرجة جميلة ونادرة قياسا بتعاطي مسؤولين آخرين، كان لـ “محمد بودربالي” والي ولاية سطيف حضورا خاصا في غرّة عرس المسرح التجريبي، فبعدما واكب احتفالية الجمعية الوطنية “رابطة أهل القلم”، انتقل الوالي إلى مسرح “العلمة” الجهوي، أين أمضى وقتا معتبرا بين نوستالجيا الراحلين “كاكي – علولة – رويشد – مجوبي”، وعرض “ثامن أيام الأسبوع”.

هي لوحة مشرقة، بعدما “تعودنا” على سيرورة كثير من تظاهرات الجزائر العميقة في غياب الولاة!  

مقالات ذات صلة