-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما لا تعلمه الحكومة !

الشروق أونلاين
  • 6989
  • 0
ما لا تعلمه الحكومة !

الغلاء المتزايد لأسعار الموادالغذائية في السوق، جعل الحكومة تظهر في شكل العريان وسط شارع مزدحم، أو كمثل الذي “جا يكحلها عماها”، فأضاعت استغلالها لفرحة كرة القدم الأخيرة، وعادت إلى المربع الأول، خصوصا أن مصداقيتها المهزوزة أصلا، تتسع يوما بعد آخر وسط الشارع، ممّا جعل هذا الأخير، لا يقتنع بردود وإجراءات الحكومة التي فقدت لسانها وانضمت لنادي الصم البكم، بعدما كانت فردا أساسيا من نادي العمي، فلا ترينا إلا ما ترى .. !

  • الغريب أن ارتفاع الأسعار، من السردين الذي كان يأكله الزوالية أصلا مرة في الأسبوع، ليتذكروا شكله ووجوده، إلى مادة السكر التي ارتفع سعرها لتبرير غياب الحلاوة عن حياة الجزائريين المريرة، وصولا إلى الحليب والخبز وحتى الاسمنت التي باتت ذريعة تستعملها جماعات المقاولين  لتبرير  تأخرها  في  إنهاء  المشاريع  السكنية،  وبالتالي  فإن  الجزائريين  باتوا مهددين  في  سكنهم  وبطونهم  وكرامتهم،  وما  خفي  كان  أعظم،  وأبشع  وأظلم .
  • السؤال الذي يطرح نفسه الآن، على الشكل التالي: هل تعرف الحكومة ما يحدث في البلد، أم أنها مشغولة بتجريم الاستعمار الفرنسي القديم، وترك الاستعمار الجديد ممثلا في بارونات السوق والنقل يعيثون فسادا بحياة الجزائريين البسطاء!؟ أيهما أخطر حتى يتحرك النواب الأشاوس في البرلمان، تجريم جنرالات فرنسا في عهد الجزائر المستعمرة، أم ملاحقة جنرالات الغذاء واحتكار المواد الأساسية في عهد الجزائر المستقلة!؟ هل سأل الوزراء أنفسهم يوما، وفي لحظة صفاء قد ينعمون بها في كثير من الأوقات عكس بقية الجزائريين، لماذا أصبح هؤلاء يشككون في استقلال البلد وفي حصول الجزائر على حريتها كاملة!؟ لماذا يواجهك المواطن الغلبان في كل القرى التي لم تصلها الكهرباء والغاز أو لم يحصل المواطنون فيها على مساعدات لبناء سكنات ريفية، بالقول إنهم لا يزالون يسمعون عن الاستقلال دون أن يشعروا به.. ما الذي تغير بين  الأمس  واليوم،  فالكولون  والقائد  أصبح  اسمهما  المسؤول  المحلي  والمير  والوالي !
  • لماذا  تحول  المستعمر  القديم  إلى  نموذج  للهروب  والى  ملاذ  آمن  بدلا  من  النموذج  الوطني المشكوك  في  وطنيته  أصلا؟
  • هل يعتقد المسؤولون والوزراء في الحكومة أنهم يحكمون شعبا لا يقرأ؟ ماذا يتوقعون أن يكون رد فعل الجزائريين البسطاء الذين يتعرضون لحرب منظمة في أجورهم ومصادر عيشهم وكرامتهم، أن يفعلوا إزاء ما يُنشر هنا وهناك عن صفقات سوناطراك، وذلك غيض من فيض كبير اسمه الفساد المنظم الذي تمارسه جماعات داخل الدولة، وتزعم جماعات أخرى أنها تحاربه؟ أبناء مسؤولين ووزراء وكبار رجال الدولة، استباحوا المال العام، وجففوا ضرع البقرة الحلوب حتى حلبوها بالكامل، والحقيقة أنهم ما حلبوا إلا الجزائريين البسطاء؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!