الرأي

“مبارزة” على متن طائرة

عمار يزلي
  • 2828
  • 15

لا أعرف بالضبط كيف أصف ما وصل إليه الوضع في ليبيا، بغير “الفوضى المنظمة”، التي ذكرتني “بالفوضى الخلاقة”، والتي تتزعمها أمريكا في الشرق الأوسط والعالم، بغية خلق أجواء تتحكم فيها هي، بما تمليه عليها مصالحها. ورحت أتساءل عن المأساة التي يتركها خلفهم “عتاة الحكام” عندما يُزالون، أو يزولون، والذين يرون أنفسهم أنهم لا يُزالون.. ولايزالون خالدين..(..فيها.. أبدا..). ماذا ترك خلفه القذافي، وبن علي، والأسد الشيباني و”الزبل” الأصغر.. ومبارك، وعلي عبد الله (غير) صالح.. و…(لا قدر الله بوتفليقة…!): كوارث مومياءات، سرعان ما تعود للحياة مثل أي “زامبي” لتنشر الرعب والدمار والخوف.

نمت بعد 24 ساعة بلا نوم، على متن الرحلة “المتوجعة” من الكويت إلى قطر باتجاه العاصمة، ثم وهران، لأجد نفسي أعيش “كوابيش” المنطقة التي كنا نحلق فوقها. بدأني الأمر بمصر ونحن نعبر أجواءها. شعرت بالقيء.. ولكني لم أفعلها.. خاصة وأني كنت أتابع من النوم الرحلة التي كانت الطائرة القطرية الضخمة تبث صورها بالأبعاد الثلاثة بالتفصيل، عند اقترابنا أو ابتعادنا من دولة معينة أو جغرافيا ما، وتؤشر لها بأسهم لتوضح الاتجاهات الأربعة.. مع القبلة التي يشار إليها على الدوام. 

كان الأكل قد تنوع علي، فشعرت أن “قلبي يطلع”، وأن بطني يهبط..! كل هذا وأنا نائم كما لو كنت في اليقظة!. فجأة وجدت نفسي مرغما على الذهاب للحمام! طواليت في الفضاء! كم هو جميل أن تستريح وأنت فوق السحاب تعبر بلدانا وإيديولوجيات! وتعلو في الحكام المتعالين حتى على الله تعالى!..

نظرت إلى خارطة الطائرة على الشاشة، فإذا بنا فوق القاهرة.. وبالذات، وبحسب جهاز الـ”جي بي إس” على هاتفي المحمول، فوق مبنى الرئاسة! قلت في نفسي: هذا هو الفعل المناسب فوق المكان المناسب! الإشارة تشير إلى المشير هنا..! لكن لا أريد أن أدنس شعب مصر العظيم، بل فقط أريد أن أعظم الرئيس تعظيما! وأن أسقيه من أعلى بما يغسل به وجهه هذا الصباح!.. ففعلتها وأنا لست من النادمين…

بقيت لحظة، ثم قلت: أترك البقية لما بعد! لما يليه من نواحي “طبرق”! وما هي إلا ساعة حتى كنا نحلق بالضبط، وبحسب الـ”جي بي إس”، فوق قاعدة مبنى حفتر الجنرال المتقاعد، وأتباعه général! en، وكان هذا، مناسبا لما يناسب هؤلاء بهذه المناسبة، غير أني في هذه اللحظة، شعرت بهجوم كاسح على المراحيض.. والطائرة لا تملك إلا مراحيض قليلة قياسا “بسكان” الطائرة الضخمة؟ ما بهم؟ “قاع” وجعتهم كرشهم غير كي جاو فوق “طبرق”؟..

وأفيق وأنا بحاجة إلى إفراغ معدتي من فرط ما طلًع لي قلبي هذا الوضع البائس في عالمنا العربي الناعس!

مقالات ذات صلة