رياضة

مباريات لا تنسى ..كولومبو حرم الجزائر من اللقب

الشروق أونلاين
  • 5413
  • 3
الأرشيف
المنتخب الوطني الجزائري لسنة 82

هناك حكام لا يمكن للمشاهد أو متابع عالم الكرة أن ينساهم، ليس بالضرورة بسبب تحيزهم للفريق المنافس وقلب النتيجة، وإنما بسبب قراراتهم الحاسمة التي حوّلت بعض الانتصارات إلى هزائم، بل حولت حلم التتويج باللقب الذي كان قريبا جدا من الجزائر إلى هاجس، إذا علمنا أن ذاك التتويج كان سيتحقق خارج الديار.

 وفي زمن الجيل الذهبي، ومن هؤلاء الحكم الإثيوبي كولومبو، الذي أدار مباراة مثيرة بين الخضر وغانا في الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا 1982، التي جرت بمدينة بنغازي بليبيا، فقد كان رفقاء بلومي مسيطرين بالطول والعرض على مجريات المباراة، وقاب قوسين أو أدنى من قتلها بعدد من الأهداف، ولكنهم بقوا مقتنعين بفوزهم المؤقت، الذي دام إلى غاية الدقيقة التسعين، حيث لعب في تلك المباراة أول محترف جزائري في كأس أمم إفريقيا، وهو المهاجم جمال زيدان، القادم من نادي كورتري البلجيكي.

المباراة لُعبت في بنغازي أمام ستة آلاف مناصر جزائري متحمس، ألهبوا الملعب، وسجل زيدان هدفا أولا في الدقيقة 29، ثم أضاف عصاد هدفا بديعا بالرأس، بعد فتحة من ياحي الذي عوض ماجر، في الدقيقة 62، ولكن الحسن عبد الرزاق اللاعب الغاني الشهير سجل هدف الأمل لغانا بعد دقيقتين، وفي الوقت الذي أحكم الجزائريون سيطرتهم على المباراة، وجه الحكم بطاقة حمراء غريبة لقائد الخضر، علي فرقاني، بحجة أنه شتمه، ومع ذلك بقي الخضر مسيطرين وقريبين من تسجيل هدف ثالث، إلى غاية الثانية الأخيرة من المباراة، عندما ارتكب سرباح أشهر هفوة في تاريخه الكروي كحارس للخضر، حيث سقطت الكرة من يديه فأودعها عبد الرزاق الشباك، وجرّ المنتخب الجزائري للعب الوقت الإضافي، ووجد رفقاء بلومي صعوبة في المواصلة على نفس الريتم، مع نقصهم العددي، وإصابة مرزقان الذي عوضه جنادي.

 وفي الوقت الذي صار الأمل في ضربات الترجيح، تلقى سرباح رصاصة الرحمة من قذيفة أوبوكو، التي أبكت الجزائريين في الدقيقة 103، ولم يتمكن كويسي وزيدان بعد حصولهما على فرصتين من معادلة النتيجة، لتنتهي مباراة الحظ الأخير، بخروج الخضر أمام غانا بثلاثية مقابل هدفين، ولعبوا المباراة الترتيبية من دون روح أمام زامبيا، فخسروا بهدفين نظيفين، وضيّع ماجر حينها ضربة جزاء، بينما فازت غانا باللقب بعد مواجهتها للبلد المنظم ليبيا، أمام أربعين ألف متفرج، بينما اتفق الجميع على أن الخضر الذين كانوا الأحسن ولعبوا على أرضية من العشب الاصطناعي وأمام الآلاف من جمهورهم وتعاطف الليبيين معهم، وبمنتخبهم الذهبي، قد ضيعوا أهم مناسبة ليحصلوا على اللقب الإفريقي، بتشكيلة من نجوم ضمت اللاعبين الآتية أسماؤهم، سرباح ومرزقان، وكويسي، ولرباس وفرقاني وبن شيخ وعصاد وماجر وفرڤاني وبلومي وزيدان، وتم إقحام الثنائي ياحي وجنادي في الشوط الثاني في مكان ماجر ومرزقان.

مقالات ذات صلة