الجزائر
اعتُبرت تقاليد جديدة في الديمقراطيات العربية وسابقة من نوعها

مترشحون “منهزمون” لا يطعنون وآخرون يستقيلون!

نادية سليماني
  • 3892
  • 7
الشروق أونلاين

أرسى المترشحون لرئاسيات 12 ديسمبر المنصرمة، تقاليد جديدة في الساحة السياسية، فبعد ترفع “المنهزمين” في المنافسة على كرسي المرادية، عن إيداع طعون بشأن حصول عملية تزوير أو تجاوزات خلال فرز الأصوات، قرّر كل من علي بن فليس وعبد القادر بن قرينة الانسحاب من الحياة السياسية لمجرد الفشل، وهو تقليد لم تعرفه الجزائر أبدا.

سيجد المجلس الدستوري، سهولة في إعادة مراجعة وتدقيق محاضر الفرز للرّئاسيات المنصرمة، بسبب عدم تلقيه طعونا من طرف المترشحين الأربعة “الخاسرين” في سباق الانتخابات.

واعتبر كثير من الملاحظين، أن ظاهرة غياب طعون في الاستحقاقات “ظاهرة جديدة وغير مسبوقة بالجزائر”، رغم أن أعضاء الحملات الانتخابية للمترشحين الأربعة، سارعوا لإعلان نتائج الرئاسيات، قبل صدورها من السلطة الوطنية، وكل يؤكد فوز مرشحه.

 لكنهم التزموا الصمت بمجرد ظهور النتائج الرسمية، وباركوا للرئيس الجديد فوزه، والظاهرة تؤكد اقتناع “المنهزمين” بنتيجة الرئاسيات، وهي ظاهرة اعتبرها محللون سياسيون “إيجابية وتُمهد لحياة سياسية أكثر نزاهة وشفافية مستقبلا”.

كما أنه بمجرد انتهاء الرئاسيات، تفاجأ الرأي العام بانسحاب عبد القادر بن قرينة من رئاسة حركة البناء “اعترافا منه بالهزيمة”، رغم احتلاله المرتبة الثانية في رئاسيات وُصفت بـ”الشرسة”، تاركا لمؤسسات حركة البناء، الحرية في اتخاذ القرار المناسب بشأن تنحيه.

وفي هذا الصّدد، أكد الناطق الرّسمي باسم حملة بلقرينة سابقا كمال قرابة لـ”الشروق”، بأن النظر في استقالة بن قرينة مطروح على مؤسسات الحركة، وخاصة مجلس الشورى، معتبرا أن بن قرينة وجه بسلوكه رسالة للسياسيين، مفادها أن منصب رئيس الحزب أو أي منصب آخر “ليس مقدسا”، وأضاف، بأن مترشح حركة البناء أرسى تقاليد جديدة في الممارسة السياسية”، حيث كان متواضعا في حملته الانتخابية، ومُنصتا لجميع فئات الشعب حتى لمعارضيه”.

وبعدها بساعات قلائل يعلن رئيس حركة طلائع الحريات علي بن فليس وبدوره، انسحابه من الحياة السياسية، حيث نظم حفل وداع لأعضاء الحزب، معلنا مغادرة طلائع الحريات، مذكرا بأن بن فليس تحصل على نسبة 10.55بالمائة ما يعادل 896.934 صوتا، في الرئاسيات الأخيرة.

ولم يتعود الجزائريون، على ظاهرة استقالة السياسيين من مناصبهم أو أحزابهم، بسبب الخسارة أو الفشل، مثلما يحصل في الديمقراطيات الغربية، وهو ما يبشر حسب كثيرين بأن “القادم أفضل بكثير للجزائر الجديدة”، وبأن “الجزائر أرست تقاليد جديدة في الحياة السياسية العربية”.

كما وضع الأمين العام للأرندي بالنيابة، عز الدين ميهوبي، وضع “مصيره” بين أيدي قيادة الحزب خلال الأيام القادمة، بعدما تحصل على المرتبة الرابعة في الرئاسيات بنسبة 7 بالمئة رغم دعمه من أمين عام الأفلان علي صديقي.

مقالات ذات صلة