متى تنظم الجزائر كأس العالم؟
للمجتهد أجر إذا خاب مسعاه، وأجران إذا حقق مبتغاه،.. هذه القاعدة الإسلامية نحفظها جميعا، وقد يكون للمغرب أجر الاجتهاد بعد محاولاته العديدة لأجل احتضان كأس العالم وقد يكون لقطر أجرا الاجتهاد والنجاح معا، ولن يكون لمن لم يحاول أي أجر، لأنه لم يجتهد ولم ينجح.. ولكننا أحيانا نعتبر الاجتهاد في بعض المجالات باللهجة الجزائرية ”صحّانة وجوه” فنبقى بعيدين عن الأحداث، مستندين على قاعدة أخرى تقول ”رحم الله امرؤا عرف قدر نفسه”..
-
متى تحتضن الجزائر كأس العالم لكرة القدم؟ بل متى تترشح لاحتضان كأس العالم لكرة القدم؟ وهل هي أقل من الأورغواي ومن الشيلي ومن جنوب إفريقيا ومن قطر؟ أسئلة طرحها الملايين من الجزائريين وسافروا عبرها في رحلات ذات شجون في بلد غني جدا ولكنه افتقر في السنوات الأخيرة للأفكار والشجاعة لأجل أن يخوض في المغامرات الكبرى التي جعلت فوز قطر على الأمريكان والاستراليين وقوى القارة الصفراء بقدر ما أثلج صدور الجزائريين، بقدر ما أرجعهم إلى واقعهم بين مقتنع ومتفائل بأن الجزائر قادرة على أن تكون عاصمة عالمية في أي مجال حيوي في العالم، وبين متشائم يعتبر مجرد السؤال مهزلة ونكتة مُبكية أكثر منها ضاحكة.. الذين لا يحفظون التاريخ الرياضي ربما لا يعلمون أن الجزائر احتضنت ألعاب البحر المتوسط ونجحت فيها عام 1975 بعد اثنتي عشرة سنة فقط من الاستقلال، وربما لا يعلمون أن الجزائر احتضنت الألعاب الإفريقية عام 1978 بعد ست عشرة سنة فقط من الاستقلال ونجحت فيها، إلى درجة أن الاتحاد السوفياتي قبل الألعاب الأولمبية في موسكو أرسل وفودا إلى الجزائر لأخذ خبرة التنظيم الراقي وساهمت الجزائر في إنجاح دورة موسكو الأولمبية عام 1980، وكان من المفروض أن تترشح لاحتضان كأس العالم بعد هذه التظاهرات الكبرى قبل كل الدول الإفريقية أو على الأقل معها، والذين لا يُتقنون الحساب ربما لا يعلمون أن عمر الجزائر المستقلة خلال دورة كأس العالم في قطر عام 2022 سيكون قد بلغ ستين عاما كاملة.
-
البرنامج الخماسي القادم يزدحم بمشاريع لمركبات رياضية عملاقة وفنادق فخمة وخطوط مواصلات توحي أنه سيكون لنا في كل مدينة مطار وقطارات كهربائية وعربات هوائية ضخت لأجلها الدولة مئات الملايير من الدولارات وهو ما يبعث على التفاؤل بأن تتحول كل مدينة جزائرية إلى عاصمة عالمية قادرة على استضافة الأحداث الكبرى، لكن المتشائمين يذكروننا دائما بالمشاريع الكبرى التي ينهشها التأخر والغش وحتى بعد أن تظهر للوجود ينهشها الإهمال، كما هو حاصل في ملاعب الكرة عندنا، إلى درجة أن المنتخب الوطني يجف ريقه بحثا عن أرضية واحدة معشوشبة طبيعيا أو فندقا مريحا واحدا فما بالك استقبال عشرات المنتخبات ومئات الآلاف من مناصريهم.. واقعنا المؤلم يجعلنا نبدأ بالسؤال التالي: متى تحتضن الجزائر كأس أمم إفريقيا مرة أخرى.. بل دعونا نسأل: متى تنجح الجزائر في احتضان كأس الجزائر المحلية؟