-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مجرد ملاحظات

الشروق أونلاين
  • 2322
  • 0
مجرد ملاحظات

قبل أيام طلب الرئيس الإيراني من الغرب مساعدة بلاده في التمكن من التكنولوجيا النووية، مقابل مساعدة إيران لهذا الغرب، ممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، في التخلص من المأزق العراقي. وقال أحمدي نجاد بالحرف الواحد “ساعدونا في النووي نساعدكم في العراق”، فما معنى هذا الكلام؟ مساعدة الغرب لإيران في التمكن من التكنولوجيا النووية معروفة وواضحة المعالم والحدود والأبعاد، خاصة وأن إيران لا تحتاج من هذا الغرب تكنولوجيا نووية، لأن تعاونها في هذا المجال يكاد يكون بالكامل مع روسيا، وبالتالي، فإن المساعدة المطلوبة هي الصمت وغض النظر عن المشروع النووي الإيراني، وعدم تكسيره بأي صيغة من الصيغ عسكرية كانت أم حصارا إقتصاديا… إذا كان هذا الجانب من المعادلة واضحا، فما معنى مساعدة الجمهورية الإسلامية لأمريكا في العراق؟… إن المساعدة المعروضة من نجاد وفي أضعف الاحتمالات لن تقل عن تمكين المشروع الأمريكي من العراق وفي العراق، حتى وإن لم يرق هذا التمكين إلى درجة إبقاء قوات الاحتلال في بلاد الرافدين بشكل دائم، لأنه لا يضر أمريكا في شيء انسحاب جيوشها مقابل التمكين لمن مكنتهم من حكم العراق، وهم في النهاية أتباعا لإيران، ولا يغيب عن أذهاننا هنا، أن الملفات التي ستحتفظ بها الإدارة الأمريكية عن العراقيين الذين أتوا مع الغزاة وهم الذين يحكمون العراق اليوم، أثقل وأعقد من أن يتمكن هؤلاء من التخلص منها ومن تبعاتها، وبالتالي، فسيبقى هؤلاء ومن يخلفهم أسرى هذه الملفات وأسرى ولي نعمتهم الذي منحهم حكم بلد بحجم العراق وفي أهميته.نقطة أخرىزيارة أحمدي نجاد للعراق المحتل، وجلوسه على طاولة واحدة مع رئس وزرائه نوري المالكي، بالمحمية الأمريكية المسماة “المنطقة الخضراء”، اعتراف إيراني صريح وكامل وعلني بالاحتلال الجاثم على صدر العراقيين، فهل هذه رسالة أخرى للأمريكيين وللغرب من أحمدي نجاد؟هي بالفعل رسالة اعتراف بهذا الاحتلال، ولا داعي للعودة إلى الوراء والحديث عن الدور الإيراني في تمكين الغزاة الأمريكيين من دخول العراق عام ألفين وثلاثة.

المهم من كل هذا أن القيادة الإيرانية واعية بالمصالح الإستراتيجية لبلاد فارس، وفي هذه النقطة لا يمكن إلا أن نحترمهم، لأننا لا نريد منهم أن يكونوا مثل الحكام العرب في خنوعهم وهوانهم على حكام بقية أمم الأرض… لكن ما نطلبه منهم هو وضع الحديث عن الإسلام والمسلمين جانبا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!