رياضة

مجزرة كروية

ياسين معلومي
  • 4427
  • 0

انطلقت منذ أيام برواندا بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم في طبعتها الرابعة، بمشاركة 16 منتخبا وطنيا، في غياب المنتخب الجزائري المقصى من المشاركة في الحدث القاري بسبب انسحاب “الخضر” من تصفيات النسخة السابقة، وعدم مواجهة المنتخب الليبي يومها “ربما لأسباب سياسية”، وبالتالي ضيع الاتحاد الجزائري لكرة القدم فرصة على اللاعبين المحليين للتألق، خاصة أولئك الذين عادوا بامتياز من السنغال بتأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو، بعد غياب دام أكثر من 35 سنة.

 هذا الغياب يؤثر أيضا على بعض لاعبي بطولتنا المحترفة، الذين يبرزون من جولة إلى أخرى، ويريدون هم أيضا الظهور إفريقيا وكسب ثقة المختصين والمتتبعين ربما للظفر بعقود احترافية تعود عليهم وعلى الكرة الجزائرية بفائدة كبيرة، خاصة ونحن نبحث عن لاعبين ينشطون في مختلف البطولات الاحترافية الكبيرة ليكونوا خير خلف لرفقاء سليماني وفغولي ومحرز وبراهيمي وغيرهم.

الذين اتخذوا قرار الانسحاب من المشاركة في كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي تلعب مرة كل سنتين، لم يفكروا ولو لحظة واحدة في مستقبل اللاعبين المحليين المتألقين، لأن المشاركة في منافسة إقليمية أو قارية أو دولية، تكسب اللاعب تجربة إضافية هو في أمس الحاجة إليها.. عندما تسأل اللاعبين القدامى، خاصة جيل الثمانينيات، يؤكدون أنهم كانوا يلعبون كثيرا في أدغال إفريقيا وبالتالي اكتسبوا تجربة كبيرة ساعدتهم في مشوارهم الكروي، وهو ما لم يجده اللاعب الجزائري الحالي الذي حرم من منافسة قارية يشارك أحسن اللاعبين المحليين إفريقيا، وبحضور مناجرة كثيرين همهم الوحيد هو اصطياد عصافير نادرة لخوض تجربة احترافية.

فرحتنا بتأهل المنتخب الجزائري لأولمبياد ريو دي جانيرو، واكتشاف عدد كبير من اللاعبين المميزين على غرار شيتة وبن خماسة وفرحاني وكنيش وعبد اللاوي وغيرهم، ربما يجعلنا لا نعير أي اهتمام لمنافسة مثل كأس إفريقيا للاعبين المحليين، لكن الحقيقة غير ذلك وبلد مثل الجزائر، الذي تأهل مرتين متتاليتين لكأس العالم، ويشارك تقريبا بانتظام في كأس إفريقيا للأمم لفئة الأكابر، لا يحق لمسؤوليه حرمان اللاعبين المحليين الذين دخلوا عالم الاحتراف منذ خمس سنوات، من المشاركة في تظاهرات بحجم كأس إفريقية للاعب المحلي.

لا أظن أن منتخبات نيجيريا وكوت ديفوار وتونس والمغرب والكاميرون ومالي ومنتخبات أخرى أخطأوا في المشاركة إفريقيا والسماح للاعبيهم المحلين بالبروز، في حين يترك لاعبونا في الجزائر، يشاركون في بطولة سئمنا الحديث عنها وعن المشاكل التي تتخبط فيها، فعندما تعجز الاتحادية والرابطة عن اختيار ملعب لاحتضان مباراة ما بين فريقين وأندية أخرى يخرج مناصروها في مسيرات احتجاج لتسوية أمور أنديتهم، وتسمع أن مباريات تباع وتشترى في وضح النهار، ومشاكل لا تعد ولا تحصى، فلنقرأ السلام على أنديتنا وكرتنا المريضة، وننتظر من “يصدر” لنا لاعبين تكونوا في المدارس الأوروبية، في حين لا يهم أنديتنا إنشاء أكاديميات أو مدارس كروية، ويفضلون شراء لاعبين بمبالغ كبيرة تصرف من خزينة الدولة دون حسيب ولا رقيب.

هل يحق لنا أن نسمي ما يحدث في بطولتنا بـ”المجزرة الكروية”..؟ طبعا نعم، ولا أظن أن هناك من له رأي مخالف لأن الذين يؤهلون منتخب المحاربين للمحافل الدولية يلعبون خارج الوطن.. وكم هم كثير؟

مقالات ذات صلة