جواهر
أين جمعيات حماية المرأة؟

مجنونات حوامل يجبن الشوارع وهنا على وهن!

نادية شريف
  • 11020
  • 15
ح.م
حتى المختلات عقليا لم يسلمن من الاغتصاب

عندما تطغى شريعة الغاب، وينحدر الوازع الأخلاقي إلى أدنى مستوياته، فلا عجب أن نرى مختلات عقليا في حالة حمل، لأنهن وإن كنّ بعيدات عن الواقع، إلا أنهن لم يسلمن من الاعتداء الجنسي الممارس عليهن في ظل غياب أبسط إجراءات للحماية.

هذه الظاهرة المسكوت عنها، والتي لا يمكن قياس مدى فداحتها بالأرقام تفضحها صور واقعية لمجنونات يجبن شوارع الجزائر وهنا على وهن، ولا أحد يحرك ساكنا لإيقاف الجرم المرتكب في حقهن، وعن الموضوع تقول شهيرة: “مكان إقامتي هو العاصمة، ويوميا كانت تعترض طريقي امرأة مجنونة تطلب أن أعطيها الحلوى، وقد تفاجأت لاختفائها فترة من الزمن، ولما عادت كان بطنها بارزا وحالتها يرثى لها، ففهمت أنها تعرضت للاغتصاب”، لتضيف سعاد: “أكيد اصطحبها أحدهم إلى منزله ليشبع نزواته الحيوانية كونها تتمتع بالجمال والجاذبية الجسدية، ولما ظهرت عليها أعراض الحمل تخلص منها كي لا يتحمل تبعات فعلته الشنيعة”.

في ذات السياق يرى محمد الأمين وهو طالب جامعي قام بدراسة الظاهرة من جميع جوانبها أن أكثر المجنونات يحملن من متشردين، ونادرا ما يكون الفاعل شابا قاصرا دفعه الفضول لتجربة الجنس، فلم يجد أسهل من مجنونة لا تفهم شيئا مما يدور حولها ليقوم بإخضاعها، وهذا ما تؤيده خيرة التي تقول: “صادفت العديد من المجنونات الحوامل خلال السنوات القليلة الماضية وحتى هذه السنة، وفي كل مرة أرى إحداهن تمشي بصعوبة وثيابها رثة والألم يعصرها، أشعر بالاستياء الشديد ولا أكلف نفسي عناء التساؤل عن الحيوان الذي فعل بها ذلك، لأنه أكيد إما متشرد أو متجرد من العواطف الإنسانية.”

إن مجرد تخيل مثل هذه الصور يبعث على الرغبة في البكاء كما تقول سهيلة، لكن إن علمنا أن الشارع يزدحم بقصص أسوأ بكثير، فإن السخط كل السخط يوجه نحو الجمعيات التي تدعي حماية المرأة ولا تقوم بدورها كما يجب، بل تقتصر على النحيب من أجل المساواة مع الرجل، وفتح أبواب أوسع للتحرر، وهنا لا يسعنا إلا أن نقول: أين أنتم أيها الباحثون عن كرامة المرأة؟ أين أنتم أيها المدافعون عن حرية وحقوق الإنسان؟ أين أنتم من كل ما يحصل لتلك النسوة اللواتي لا حول لهن ولا قوة، أم أن المجانين مرفوع عنهم النظر كما هو مرفوع عنهن القلم؟

مقالات ذات صلة