الجزائر
في خرجة غريبة لوزير خارجية فرنسا جون إيف لودريان

محاربة التطرف بإنهاء تدريس الثقافة واللغة العربيتين لأبناء المهاجرين الجزائريين!

حسان حويشة
  • 7624
  • 23
أرشيف
جون إيف لودريان

أطل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، بتصريحات غريبة في مجلس الشيوخ “السينا”، ذكر من خلالها أن من مبادرات الحكومة لمحاربة ما وصفه “التطرف الراديكالي الإسلامي”، هو إنهاء العمل ببرامج تدريس الثقافة واللغة الأصلية لأبناء المهاجرين في فرنسا، التي يستفيد منها الجزائريون والمغاربة والتونسيون والأتراك.

وجاء في جلسة استماع لوزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان بلجنة الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي “السينا”، في 21 أكتوبر الماضي، اطلعت عليه “الشروق”، أن الحكومة الفرنسية أطلقت 3 مبادرات لمكافحة ما وصفه “الإسلام الراديكالي”، تماشيا مع تصريحات رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون.

وأشار لودريان إلى أن المبادرة الأولى تتمثل في التنسيق والتشاور مع وزارة التربية الوطنية، وسيتم إنهاء العمل ببرنامج تعليم اللغات والثقافات الأصلية المعروف اختصارا بـ”ELCO”، والذي سيتم حسبه تعويضه ببرنامج التعليم الدولي للغات الأجنبية المعروف بـ”EILE”، الذي سيكون أكثر تفتحا ويتيح تحكما أفضل في محتواه.

وكشف وزير أوربا و للشؤون الخارجية الفرنسي أن بلاده بصدد التوقيع على اتفاقيات جديدة فيما يتعلق بتعليم الثقافة واللغة الأصلية لأبناء المهاجرين، لإدماج هذا التعليم في برنامج التربية الوطنية الفرنسي، موضحا أن الاتفاق تم التوقيع عليه مع المغرب وتونس وتركيا.

وأضاف “نتمنى أن نتوصل لاتفاق مماثل مع الجزائر بنهاية العام الجاري”، ما يعني أن مفاوضات ما زالت جارية مع الطرف الجزائري بشأن تعليم الثقافة واللغة الأصلية لأبناء المهاجرين الجزائريين بفرنسا، الذين يمثلون أكبر جالية أجنبية على تراب هذا البلد الأوربي.

أما المبادرة الثانية التي أعلنت عنها باريس لمحاربة ما تصفه “التطرف الإسلامي” هو برامج تكوين الأئمة الممارسين في فرنسا، وحسبه، فإن “الرئيس الفرنسي أعلن إنهاء تدريجيا لبرنامج الأئمة المنتدبين بفرنسا والقادمين من الجزائر والمغرب وتركيا، وتعويضهم بآخرين يتم تكوينهم على الأراضي الفرنسية، يدافعون عن إسلام يتوافق وقيم الجمهورية” على حد تعبيره.

وفيما يخص الأئمة المنتدبين، فإن تصريحات لودريان تتضمن إيحاءات واتهامات للجزائر وللأئمة الجزائريين المنتدبين بفرنسا بأن هناك منهم من ينشر التطرف، رغم أن انتدابهم تم تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية بل وبطلب من السلطات الفرنسية نفسها، التي صرحت في أكثر من مناسبة بأن للجزائر خبرة كبيرة في مجال تكوين وضبط عمل الأئمة.

مقالات ذات صلة