الجزائر
ضمن مبادرة إفريقية على خلفية لقاح كورونا

محامون جزائريون يقاضون قناة فرنسية بتهمة العنصرية

إلهام بوثلجي
  • 8663
  • 37
الشروق أونلاين

قرر محامون من تسع دول إفريقية ومنها الجزائر رفع دعوى قضائية ضد القناة الفرنسية “LCI” بعد التصريحات العنصرية التي أدلى بها طبيبان فرنسيان بخصوص تجريب لقاح كورونا في قارة إفريقيا مثل ما فعلت من قبل فرنسا مع لقاح “الإيدز” بطريقة مستفزة وكلام عنصري أعاد للأذهان فرنسا الاستعمارية العنصرية والتجارب النووية السابقة التي كانت تقوم بها في مستعمراتها.

وجاء في بيان لمجموعة من المحامين –تلقت الشروق نسخة منه – “أنه تبعا لتصريحات البروفيسور “جون بول ميرا” على القناة الفرنسية LCI، أين اقترح تجربة لقاح “تحت الدراسة” ضد “كورونا” في البلدان الإفريقية مع مقارنة هذه التجربة مع التجارب التي تمت في إفريقيا بمناسبة تجارب ضد فيروس “الايدز”، وعليه “قررنا مع مجموعة من المحامين من تسع دول إفريقية الغابون، البنين، الكونغو، السينيغال، موريتانيا، تونس، الكاميرون، الجزائر، ساحل العاج، المغرب، رفع تظلم رسمي أمام المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي للتنديد بهذه التصريحات ذات الصبغة الاستعمارية الحديثة”.

ووصف المعنيون تلك التصريحات بـ”المدججة بقالب العنصرية وفلسفة المستعمر الجديد” الذي يعتبر الشعوب الإفريقية حقلا للتجارب لفائدة الدول الأوروبية، ولذلك تم تكليف محام من نقابة باريس لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد البروفيسور “جون بول ميرا” وقناة “LCI” إذا لم تقدم اعتذارات رسمية.

وفي السياق، قال المحامي مصطفي تركي من نقابة العاصمة أن هذه التصريحات المستفزة أبانت عن نزعة فرنسا الاستعمارية القديمة وكشفت حقيقة من يتغنون بحقوق الإنسان في الدول الأوروبية والذين يتعاملون بمكيالين في حال تعلق الأمر بالشعوب الإفريقية، مؤكدا انهم لن يسكتوا عن هذه الإهانة والتجاوزات غير الأخلاقية في حق كل الأفارقة ولن يرضوا إلا برد الاعتبار كاملا.

وفي نفس السياق، استهجن المحامي والحقوقي سيدهم أمين عبر صفحته على “فيسبوك” ما ورد من استفزازات في قناة فرنسية بخصوص تجريب لقاح “كورونا” في إفريقيا، قائلا أن النزعة الاستعمارية عادت من جديد لتظهر لدى الفرنسيين من خلال هذه التصريحات التي لا يمكن إلا وصفها بـ”التصريحات العنصرية” في بلد لطالما تغنى بحقوق الإنسان، ليؤكد على التصدي لهذه التصريحات برفع دعوى ضد المعني والقناة التي استضافته.

من جهته، أصدر تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة بيان استنكار ضد تصريحات رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى “كوشين” بباريس “جون بول ميرا” جاء فيه “يبدو أن الخسائر المتتالية التي تتكبدها فرنسا الاستعمارية منذ مدة، سياسية داخلية اقتصادية اجتماعية وأيضا على الساحة الإفريقية، أفقد نخبها الصواب ببث العنصرية والاحتقار وخطاب الكراهية وباتت استوديوهات قنواتها الرسمية منبرا متخصصا لبث الحقد وتبرير الفشل وإلصاقه بإفريقيا وشعوبها”.

وأضاف البيان “ولم تخرج الدعوة العنصرية لجون بول ميرا من حقيقة فرنسا الاستعمارية والدولة العدوانية التي لا تحترم الشعوب ولا كرامتهم ولا إنسانيتهم”.

وقال تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة إن اعتبار شعوب إفريقيا حقل تحارب إنما هو سلوك متطرف ينزع إلى العنف والكراهية ويفرق ويميز بين شعوب الأرض ما يتناقض مع المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ومن أجل ذلك طالب المعنيون الاتحاد الإفريقي للقيام بالإجراءات القانونية لمتابعة فرنسا واعتبار ما تبثه قنواتها الرسمية يغذي خطاب الكراهية والعنصرية، وقام ذات التحالف بإبلاغ المكاتب الإقليمية لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بإفريقيا عن قلقه من التصريحات الصحفية العدائية لمسؤولين سياسيين وموظفين سامين ونخب فكرية فرنسية والتي تمجد الاستعمار ومنافية لقيم احترام حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة