جواهر
جس نبض الثقة بين الخطيبين:

محاولات للإيقاع بالحبيب وعلاقات تتفكك قبل حصول النصيب!

نادية شريف
  • 8540
  • 23
ح/م
العلاقات تبنى بالحب والثقة

تبنى العديد من العلاقات ما قبل الزواج في مرحلة الخطوبة على المد والجزر بين الطرفين تدفع بالكثير من الأفراد إلى إتباع مبدأ قطع الشك باليقين، غير أنها تصرفات توحي في مجملها بعلاقة متصدعة الأسس مند البداية، تجعلها لا تعمر طويلا، حيث تبدأ ملامح الانفصال تظهر للعيان مع مرور الوقت، خاصة إذا عرف أحد الطرفين أن شريكه في تتبع دائم لحركاته، فكيف بعلاقة قدسية مبنية على أسس شرعية تحمل في رحمها طفلا عاقا ومشوها اسمه “الشك”، فيتخذ الكثير من الرجال الهاتف النقال وبعض اصدقاء السوء في جس نبض الثقة مع شريك حياته تنتهي في الغالب بانفصال الطرفين.

ما بني على الشك فهو زائل

علاقات بنيت في الأساس على القناعة والرضى من كلا الطرفين في البدايات الأولى من التعارف والعقد الشرعي، غير أن الكثير منهم من يعييه الشك في الطرف الأخر فيتخذ من هذه الوسائل والطرق مطية لقطع هذه العلاقة بأسباب في ظاهرها مقنعة، لكن في باطنها مفبركة، حالات عديدة لمسناها في المجتمع وإن كانت لا تظهر للعيان، غير المحاكم العلنية للفصل فيها تعطي نسبا كبيرة لم تكن في الحسبان وصلت إلى حد الطلاق جراء هذه السلوكيات الشيطانية التي اتخذت من قدسية العلاقة بين طرفين لعبة يمارسها ذوي القلوب المريضة من دون يقظة ضمير ولا أحاسيس انسانية، رجال اتخذوا من أصدقائهم منبرا للخوض في شرف نسائهن قبل الدخول عليهن، كن يحلمن بالعيش السعيد ألى جانب ازواجهن المستقبلية فوقعن ضحية للعبة تكون المرأة هي الخاسر منذ الحركة الأولى حتى وإن كانت مجرد ابتسامة في الهاتف النقال أو خضوع بالقول مع هذا المجهول الذي حق عليه الوصف انه تيس ملعون، حرم ما أحل الله فيحول هذه العلاقة من علاقة نكاح على أسس شرعية إلى قضية كتب فيها مطلقة من غير دخول، فمن المسؤول يا ترى عن هذا، وهل صحيح أن الشك يقطع باليقين حتى وإن كان الوصول اليه بالطرق المحرمة والصحبة النكرة.

من أجل عذر الانفصال؟

لعل أكبر شك بين الأفراد هو ذلك الذي يقع بين الزوجين ومن بعده بين الخطيبين، فلم يبق على مرحلة الزواج إلا الدخول، وهي المرحلة الحساسة بينهما، خاصة وإن لم يعجلا الارتباط وطالت مدة الخطوبة، وعندما يكون الإحساس بينهما في مد وجزر يتخذ الشيطان سبلا عديدة للوساوس، تصل إلى حد وضع شريكة العمر التي اختارها عن حب مجنون وتضحيات كثيرة سبقت في موضع ممتحن ويكون الصديق الأقرب استاذ الامتحان وهو من يقيم درجة الثقة التي تربط الفتاة هذه بخطيبها، لكن للأسف حتى وإن نجحت الفتاة في اجتياز التجريب الأول، إلا أن هذا لا يشفع لها فتتعدد التجارب فيتحول القصد إلى إفساد العلاقة بين الطرفين حتى ولو فشل التجريب وتعدت الفتاة هذا كله، وإن كان القليل يرضون بنقطة الأولى التي منحها هذا الصديق، غير أن الكثير منهم لا يشفي غليله إلا والفتاة تستسلم ربما في نقطة ضعف، ومن هنا يتخذ هذا عذرا في فك هذه العلاقة بطريقة أقرب إلى التصديق عندما يقصها على أصدقائه وتنعت الفتاة بالخائنة التي تريد الارتباط بعديد الرجال، وهو العذر الظاهري، لكن ما خفي أعظم في طرق ووسائل تغذت من مكر وساوس الشيطان وطهيت من طرف ذوي مرضى القلوب، والنتيجة حتمية وهي تقديمها إلى المحاكم في أطباق باردة ترمى إلى القمامة في زواج كتب عليه الموت في المهد بطعنة رفاق السوء بأمر من خطيب يبقى اسمه ماعدا على الأوراق “متزوج من فلانة”

 وماذا لو خضع الرجل إلى اختبار الثقة؟

الغريب ان هذه التجربة لا تنطبق على الرجل اذا خضع لها من طرف المرأة وان صدق شكها في زوجها المستقبلي وتبقى حجتها داحضة حتى ولو أقامتها على هذا الخطيب فيقع الكثير من الرجال في هذه المواقف عندما تسعى الفتاة إلى جس نبضه مع اقرب صديقة لديها، غير أن الأمر ليس سواء بينهما فيستطيع الرجل أن يحول القصة إلى مجرد صدفة، بل أكثر من هذا فإنه يحمل خطيبته مضار هذا الفعل وتصبح هي الملامة فيه، بل يطلب منها اعتذارا على ما بدر منها في حقه، وينقلب حاله من رجل خائن انساق وراء فتاة أخرى في هاتفه النقال إلى مظلوم يرجو إنصافه، وهذا هو حال تفضيل الرجل على المرأة في مجتمعنا فلا حجة لها في حضرة من يحمل جنس الذكورة.

فتيحة ضحية المحاولات العديدة للإيقاع بها

إن عرض مثل هذه القصص التي تتداولها بعض المحاكم هي للذكر لا للحصر، لأنها كثيرة وإن كانت لا تظهر للعيان، وهي في مجملها علاقات شرعية بين طرفين هدمت بطرق شيطانية كان الرجل أو الخطيب المدبر لها وأقرب صديق له كان المنفذ، من بين ما ورد إلينا قصة “فتيحة” ذات السابعة والعشرين ربيعا كتب لها القدر أن تغلق ملف الزواج قبل الخوض فيه، وهي من بين اللواتي وقعن في مصيدة اختبار جس نبض الثقة مع “كمال” الذي كما أوردت أنه تقدم إلى خطبتها بعد علاقة حب دامت لأكثر من سنتين وعن اقتناع تام بها، غير أن علاقتهما عرفت مرحلة من الفتور، خاصة بعد فقدانها لأمها، وهي المرحلة التي كانت بمثابة نقطة الانكسار بينهما حين أحس “كمال” أن “فتيحة” تنسج في غيابه قصة أخرى مع شاب مجهول، لكن للأسف كانت مجرد وساوس الشيطان أضاف إليها شياطين الانس توابل الفتنة فانفجرت وانتهت علاقة حب ومرحلة خطوبة بين الطرفين دامت لأكثر من سنتين، أي علاقة أربع سنوات تهشمت بين أرجل لعبة خبيثة كان المنفذ فيها “سفيان”، الصديق الأقرب لـ”كمال”، كانت بداية اللعبة عندما كان يرن هاتف “فتيحة” دون انقطاع من رقم مجهول كانت لا تبالي في البداية فربما مجرد طلب خاطئ مثلما يحدث في الكثير من المرات، غير أن المجهول أصر على الطلب، بل في كل الأوقات ليلا ونهارا ربما يحن قلب “فتيحة” للرد على نباح هذا الكلب الذي اتخذ من هذه التجربة تحد، الى أن أتى اليوم الذي ردت عليه ومن هنا كانت بداية النهاية، خاصة وأنها كانت تحدثه في بعض الأحيان مع طلب العذر عدم تكرار الطلب، لأنها فتاة في عصمة رجل آخر، وكانت المفاجأة يوما في ساعة متقدمة من الليل عندما رن هاتفها، وما أن فتحت الكلام معه بابتسامة من استغرابها لطلبه المتكرر وفي كل الأوقات حتى ناداها “كمال” من وراء هذا الرقم المجهول ففهمت “فتيحة” حينها القصة وأن أول شيء تبادر إليها يومها الجديد هو تحضير أوراق الطلاق، وكان هذا هو الفصل الأخير في اختبار جس نبض الثقة بينها وبين “كمال”، كان المنفذ فيها قرين السوء في وسيلة كانت نعمة وتحولت إلى نقمة في حضرة ذوي القلوب المريضة وهو الهاتف النقال.  

مقالات ذات صلة