جواهر
أئمة يعتبرون الأمر شركا بالله ويحذّرون..

محتالون ومشعوذون يبيعون الوهم للعاقرات عبر “الفايسبوك”

حكيمة حاج علي
  • 7587
  • 7
ح.م

تبحث بعض النساء العاقرات عن وصفات سحرية تستعجل بها رؤية مولود لها تقر به عينها، ووجدت بعضهن ضالتها في مواقع التواصل الاجتماعي لتزويدها بوصفات بعد أن طرقت أبواب الأطباء ولم تجد الدواء الشافي، وهو ما أدخلهن في متاهات، خاصة أن بعض الوصفات ترتبط بأمور السحر، ليقعن فريسة لمشعوذين ومحتالين همهم الوحيد جني الأموال.

ونشرت هؤلاء النسوة مشكلاتهن في المجموعات النسوية التي ينتمين إليها عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير “الفايسبوك” ، بعد مرور أكثر من خمس سنوات دون حمل، لتبدأ تعليقات النساء ونصائحهن، فيما تذهب بعضهن إلى أبعد من ذلك حين تمنحهن بعض الوصفات التي تظهر على أنها وصفات متكونة من مجموعة من الأعشاب المجربة للحمل حسبهن، إلا أن أغلبية تلك الوصفات تحمل بعض الطرق التي يجب أن تتبعها المرأة على غرار تناول منقوع الزنجبيل وحبة البركة والنوم على الجانب الأيسر مدة ساعة ثم التقلب على الجانب الأيمن مدة ساعة أخرى وتكمل نومها على ظهرها، فيما تمنحهن أخريات أرقام هواتف وعناوين لنسوة عرفن في المناطق التي يسكنها بأنهن ساعدن الكثيرات على الحمل، وأنه بعد زيارتين أو أكثر تم الحمل، وهن على الأغلب نساء يستعين بالعالم الآخر، ليجنين أموالا طائلة. 

ويستغل الكثير من بائعي الأعشاب أو بعض المحتالين الحاجة الملحة لهؤلاء النساء وضعفهن لعرض خدماتهم من خلال نشر بعض الوصفات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مرفوقة بعناوينهم، كما يعرضون بعض الحالات التي شفيت على أيديهم على حد مزاعمهم لنساء تجاوزت مدة تأخر حملهن 16 سنة وهن يملكن طفلين أو أكثر بعد تجريبهن لوصفاتهم، وهن أيضا متواطئات معهم بعد أن يأخذن نصيبهن من الأرباح، حسبما حدّثتنا إحدى الناشطات التي وقعت صديقتها فريسة لأحدهم. 

وتنطلي هذه الحيل على الكثير من النسوة اللواتي يبحثن عن الإنجاب بأي طريقة، “الشروق” تحدثت إلى إحدى الحالات عبر الفايسبوك، فأخبرتنا أنها كانت تبحث عن حل لمشكلة تأخر الحمل بأي طريقة بعد مرور عشر سنوات وأصابها اليأس فوجدت الصفحة الشخصية لأحد المختصين في الأعشاب وبالخصوص مشاكل الحمل فبعثت له رسالة على الخاص، فأخبرها أنها يجب أن تدفع مبلغ 5000 دج للاستشارة ثم تبدأ جلسات العلاج، وأنه سيبعث لها الوصفة المجربة والناجحة بنسبة مائة بالمائة على حد قوله مع إحدى مساعداته، إلا أنه اشترط أن تمنح مبلغ 20000 دج للمساعدة قبل أن تتسلم الوصفة منها، تقول أنها التقتها في إحدى الحدائق ومنحتها الوصفة التي كانت مجموعة من الأعشاب مكتوبة عليها الطريقة بالتفصيل وسلمتها 20000دج قائلة لها أنها خلال هذا الشهر ستحبل، وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر لم يحدث حمل فحاولت الاتصال بهم دون جدوى لأن المختص المزعوم قام بحظرها على صفحته، مضيفة أنها خافت من الفضائح فلم تبلغ عنه وحتى لا يسمع زوجها بالحادث فضلت التكتم عن الأمر. 

وحول الموضوع نهى الإمام بشير الإبراهيمي إمام مسجد النور ببرج الكيفان النسوة عن اللجوء إلى مثل هذه الوصفات، لأن أغلبها يعد من السحر وهو شرك بالله ومن أكبر الكبائر، مشيرا إلى أن الإنسان يجب أن يأخذ بالأسباب فعلا، لكن في إطار الشرع، وأن لا يتجاوز الحدود حتى لا يقع في الحرام، لأن الاعتقاد بأن الحمل ليس من الله وأنه بفعل فاعل هو الآخر شرك بالواحد الأحد، يجب تجنبه قدر المستطاع والإكثار من الطاعات والأدعية. 

مقالات ذات صلة