جواهر
منهم مجانين وبطالون ومدمنو مخدرات

محتالون يستغلون إعلانات الزواج لابتزاز العوانس

نادية شريف
  • 13080
  • 27

تلقى إعلانات الزواج المنتشرة في اليوميات الوطنية، ومواقع “الفايسبوك” والأنترنت إقبالا كبيرا من طرف الشبان والشابات الراغبين في بناء علاقة زوجية حقيقية، وإن اختلفت الطريقة من تقليدية عن طريق الخاطبة أو الأقارب لتتخذ حاليا شكلا أكثر عصرنة، من خلال افتتاح عشرات المواقع على الأنترنت خصيصا لطلبات الزواج والجمع بين العرسان في الحلال، إلا أن بعض مرتادي هذه المواقع راحوا ضحايا إعلانات زواج وهمية وأشخاص اتخذوا من الزواج ذريعة للنصب على الفتيات.

“زواج الجزائر” و”زفافنا المجاني” و”رومانسيات الجزائر” و”ابن الحلال” وعشرات الصفحات، المواقع والمنتديات الجزائرية المجانية التي تنشر إعلانات لشبان يدّعون البحث عن نصفهم الآخر، والسعي إلى العثور عليه والرغبة في تكوين علاقة جدية تكون اللبنة الأولى لتأسيس أسرة أساسها المودة والتفاهم، حيث يضع صاحب أو صاحبة الإعلان بياناته الشخصية ومعلوماته الخاصة مثل اسمه، والذي يكون في أغلبية الأحيان مستعارا والولاية التي ينحدر منها وعمره، بالإضافة إلى بعض المواصفات الخاصة به، وبعض الصفات التي يشترطها في شريك حياته كالطيبة والتواضع وحسن السلوك مع الرقم الخاص بكل واحد منهم، حتى أن بعض الإعلانات ترافقها صور أصحابها من أجل تسهيل عملية التعارف، وبالرغم من المزايا والخدمات التي توفرها هذه المواقع والتي تجنب الجنسين عناء البحث عن شريك العمر بالطرق التقليدية، إلا أن بعض الفتيات اللواتي قررن خوض التجربة والدخول إلى القفص الذهبي عبر مواقع الزواج، أكدن على أن هذه الطريقة أصبحت مصيدة للإيقاع بهن والتلاعب بمشاعرهن، خاصة وأن أغلبية ناشرات الإعلان قد فاتهن قطار الزواج، ولم تتبق أمامهن سوى فرصة أخيرة للفوز بعريس الغفلة أو الترصد له خلف المواقع الإلكترونية لخوض المغامرة.

بمجرد إلقاء نظرة سريعة على هذه المواقع يلاحظ إلى جانب الصبغة الدينية التي تكتسيها بعض المواقع كمقاطع فيديو لبعض الدعاة المشرقيين حول مواصفات الزوجة التي يتمناها كل رجل، أدعية للزواج وقصص ناجحة، التواجد الكبير للعنصر الأنثوي وبالأخص الفتيات البالغات من العمر 40 سنة فما فوق، فجميعهن بغض النظر عن مستوياتهن التعليمية ووظائفهن يطمحن من خلال هذه الإعلانات إلى الظفر بعريس، فمنهن الحنونة المتفهمة المستعدة للعيش في مختلف الظروف ومشاركته مصاعب الحياة إلى الخلوقة، الجميلة، المثقفة والتي تود الارتباط على سنة الله ورسوله وغيرها من الصفات الحسية والخارجية، وإن اختلفت العبارات والصفات وتباينت اللغات والمستويات إلا أنهن جميعهن يطمحن إلى تشكيل أسرة، وهو ما جعل بعض الطامعين والنصابين لا يُفوّتون فرصة التردد على هذه المواقع واختيار ضحية جديدة في كل مرة. 

وفي هذا الصدد، أوضحت لنا “ف. أمينة” 28 سنة، أن إحدى قريباتها تجاوزت الثلاثين عاما، تعمل في سلك التعليم، جميلة لكن لم تتح لها فرصة الارتباط بفارس أحلامها، فقررت بعد نفاد صبرها وخوفها من شبح العنوسة الذي بات قريبا منها الزواج من خلال إعلان في أحد المواقع، فأخذت رقمه وأرسلت إليه رسالة قصيرة تشرح له فيها اطلاعها على إعلانه ورغبتها في مشاركته حياته، ولما طلبت منه مقابلته للتعرف رفض بحجة أنه تقي، وهي لا تحل له، وهو ما زاد من إعجابها وتمسكها به، لتتم الخطبة والزواج سريعا في ظرف شهرين، وتستيقظ العروس بعدها على حقيقة أن زوجها مصاب باضطرابات عصبية ويتناول المهدئات، وتصيبه نوبات يصبح فيها عنيفا ويعتدي على من حوله حتى والديه لم يسلما منه، والأدهى من هذا أنه يصادر مرتبها الشهري ويطالبها في كل مرة بالمال لتقرر مباشرة إجراءات الطلاق بعد 7 أشهر فقط من الزواج. 

أما حكاية “ع. هـ” تبلغ من العمر 45 سنة، تعمل في قطاع حساس جدا مع إعلانات الزواج مختلفة تماما، فقد وضعت إعلانا على أحد المواقع وبمرور فترة وجيزة تلقت اتصالا هاتفيا من شاب ادعى أنه يعمل في مجال البناء والمقاولات ويرغب في الزواج منها وبناء عائلة لأنها تحمل مواصفات فتاة أحلامه، إلا أنه كان يقوم بتصرفات غريبة فيتصل بها لثوان ثم يدّعي انتهاء رصيده وتواجده في منطقة معزولة فيطلب منها إعادة شحنه، وخلال خروجهما لتناول وجبة الفطور معا يتظاهر بالخروج للحديث في الهاتف ويتركها تسدّد الفاتورة، لكنها لم تشك فيه يوما، حتى استغل فرصة حصولها على المخلفات المالية ليطلب منها مبلغ 70 مليون سنتيم كدين لشراء بعض السلع، وسيعيده خلال أسبوع، إلا أنه اختفى ولم يعد يرد على اتصالاتها، وقد سألت عنه في الحي الذي يقيم فيه فأخبروها أنه غادر إلى إسبانيا، وفكرت في إيداع شكوى ضده لكنها تراجعت لأن منصبها حساس، وهي تخشى الفضائح والمحاكم حتى عائلتها لن يتسامحوا معها. 

مقالات ذات صلة