رياضة

محرز.. الله يحفظو من العين

ياسين معلومي
  • 4160
  • 0

لا يمر أسبوع إلا ويبرهن “الظاهرة” رياض محرز أنه أحسن لاعب جزائري لهذه السنة، وأن حصوله على الكرة الذهبية الجزائرية مستحق، مقارنة بلاعبين آخرين، على غرار سليماني براهيمي، وحتى مدافع نابولي فوزي غولام، وتمكن في ظرف أسبوع واحد من قهر المان سيتي ونجمه يايا توري، وليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب، ويسير بخطى ثابتة نحو الفوز بالدوري الإنجليزي، رغم أن المنافسة ستكون شرسة بين الأندية الإنجليزية، لأن الإثارة والمتعة مضمونان إلى آخر جولة، عكس بطولتنا المنحرفة التي يكثر فيها البيع والشراء، ولا يستطيع أي اختصاصي في العالم أن يتنبأ بأي سيناريو فيها، لأن الكواليس والمتطفلين يملكون مفاتيح شفرة بطولتنا، التي عجز العالم أن يفهم حقيقة ما حدث فيها في الموسم الماضي.

الحديث عما يقوم به محرز في البطولة الإنجليزية، واختياره أحسن لاعب فيها لحد الآن، وحتى أحسن ممرر في بعض المقابلات، ومطالبة ناديه بتمديد عقده، والعروض التي يتلقاها من أحسن الأندية في العالم، ومضاعفة راتبه الأسبوعي، وأمور أخرى، تجعلنا نجزم أن ابن مدينة تلمسان يعيش حلما كرويا قد لا يصدقه حتى اللاعب نفسه، لأنه كان لاعبا عاديا في نادي لوهافر الفرنسي، لكن عمله الدؤوب، واختياره الصائب، جعلاه -في موسمين- ينافس أحسن اللاعبين في العالم، ويظهر للجميع أن الجزائري صاحب الإرادة – سواء تكون في فرنسا أو الجزائر – بإمكانه صنع المعجزات، وكم هم كثيرون لو تتاح لهم نفس الفرصة التي منحت لمحرز وسليماني وبراهيمي والآخرين ..

فعلى كل اللاعبين الجزائريين الاقتداء بهم، وعليهم أن يعلموا أن الوسيلة الوحيدة التي تجعل أي لاعب ينجح في مشواره الكروي هي العمل، هذه الوصفة تغيب عن أنديتنا التي لا يهمها سوى ترتيب المقابلات، وشراء ذمم الحكام، أمام صمت رهيب لمسؤولينا، الذين لا يهمهم سوى البقاء في مناصبهم، على حساب النزاهة التي أصبحت شعارا ولا أثر له في ملاعبنا وفرقنا.

أعلم أن انضمام محرز إلى “الخضر” كان رغم أنف المدرب الوطني السابق، وحيد خاليلوزيتش، الذي لم يعط اللاعب حقه، وخاصة في المونديال البرازيلي، حيث لم يعتمد عليه إلا في مباراة واحدة أمام المنتخب البلجيكي، رغم أن الجميع، وخاصة لاعبي “الخضر”، كانوا متأكدين أنه يملك نفس إمكانات براهيمي وفيغولي وسليماني، إلى درجة أنه في أقل من سنتين، سلب منهم النجومية، وأصبح محل أطماع كل الأندية العالمية، ولا زال يتطور بطريقة سريعة، تجعلنا نقول أجمعين: الله يحفظ محرز من “العين“.

مقزز وممل سماع بعض المحللين، الذين ينتقدون اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية، رغم أن معظمهم لا يحق له الحكم على لاعبين من طراز محرز وسليماني وفيغولي وبراهيمي، ففي الوقت التي تضرب فيه كل الأندية الأوروبية ألف حساب لهؤلاء، وتريد كل الأندية الكبيرة الاستفادة من خدماتهم، وأحسن المدربين يضعونهم في أجندتهم للاتصال بهم وضمهم إلى تشكيلتهم، يطل علينا أشباه المحللين لانتقاد من يصنعون الأفراح الجزائرية في الملاعب الأوروبية، وليس في ملاعب ترابية مثلما كان يلعب هؤلاء الحاسدون..

نقول لهؤلاء.. دعوا نقد محترفينا للمحترفين.. وإذا لم تستحوا فافعلوا ما شئتم.

مقالات ذات صلة