-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رواج كتب الطبخ وتفسير الأحلام في أمة تأكل وتنام

محلات “الفاست فود” تمسح مكتبات عريقة من الوجود

صالح سعودي
  • 6715
  • 0
محلات “الفاست فود” تمسح مكتبات عريقة من الوجود
ح.م

أكد الجزائريون وفاءهم للمحلات والمطاعم التي تضمن أغذية البطون، على حساب المكتبات التي تضمن وجبات لتغذية العقل، وهو ما وقفت عليه “الشروق” ميدانيا، بدليل الانتشار الواسع للمطاعم ومحلات “الفاست فود”، وتواجد نادر للمكتبات النوعية في الأحياء والشوارع الكبيرة.

يعكس طغيان ثقافة أطعمة البطون على حساب غذاء العقول، الانتشار الكبير لمحلات البيتزا والشواء والأكلات السريعة أمام واجهات الجامعات الجزائرية، في الوقت الذي لا يتم العثور على مكتبات مختصة في بيع الكتب وآخر الإصدارات إلا نادرا، حيث يقتصر الأمر على محلات صغيرة لبيع الأدوات المدرسية وكتابة المذكرات وتصوير المحاضرات، وهو العمل الذي يطغى عليه الطابع التجاري أكثر من الفكري. ومن الجوانب التي تؤكد ندرة المكتبات الكبيرة والعريقة هو أن كل ولاية أو مدينة جزائرية باتت تعرف بمكتبة واحدة أو اثنتين، على غرار مكتبة الثورة في عنابة، ومكتبة قرفي في باتنة، وغيرها من المكتبات التي أصبحت أشبه بمقر سفارة فكرية ومعرفية في عاصمة كل ولاية، والأكثر من هذا، فإن الكثير من المكتبات العريقة أرغمت على الغلق بسبب قلة الإقبال من طرف أهل الكتاب، وتم تحويل مقراتها إلى مطاعم ومقاه بحجة أنه الخيار الأكثر ربحية، مادام أن الكتاب حسب قولهم “مايوكلش الخبز”.

وفسر بعض من تحدثت معه “الشروق” بخصوص ظاهرة ندرة المكتبات قياسا بالمطاعم، بعوامل تجارية بحتة، في ظل الارتفاع الكبير لتكاليف الكراء خاصة في المدن والأحياء الكبرى، ناهيك عن إلزامية التسديد المسبق للكراء، ما يجعل الاعتماد على تجارة الكتب حسبهم عملا فاشلا، واستدل آخرون بالفروق الجوهرية التي تميز إقبال الزوار على معارض السيارات والملابس والأواني والأجهزة المنزلية، قياسا بالحضور المحتشم نسبيا خلال معارض الكتاب، فيما ذهبت “فاطمة. س” إلى القول بأن الإجابة موجودة أمام الجامعات، حيث أن الأولوية للبطن، فيما دعا “حسان. ت” إلى البحث عن الأسباب التي جعلت المقروئية تتراجع في المجتمع الجزائري بشكل رهيب، وهذا بغية البحث عن الحلول المناسبة بدل الاكتفاء بلعن الواقع، أما آخر فقال “كي تشبع الكرش تقول للرأس غني” مضيفا بأن أحد الأساتذة لاحظ في معرض الكتاب بأن الكتب الأكثر مبيعا هي كتب الطبخ وتفسير الأحلام فأدرك بأننا أمة تأكل وتنام.

وبعيدا عن المنطق التشاؤمي والواقع السائد، فقد استحسن البعض مبادرة قام بها شبان بباتنة، حين أقدموا على وضع مكتبة صغيرة أمام ممرات الشهيد مصطفى بن بولعيد، يتم فيها مقايضة الكتب، تحت شعار “أترك كتابا وخذ آخر”، فيما تحرص مكتبة الإحسان لمالكها محمد فراح على تكريس تقاليد استثنائية، من خلال تنظيم جلسات أسبوعية للبيع بالتوقيع في أجواء نقاشية يحضرها المؤلفون والقراء وأهل الكتاب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!