الشروق العربي
الرقص بكل أنواعه

مدارس لتعليم رقص البنات بمدربين رجال!

صالح عزوز
  • 4647
  • 15
ح.م

قيل قديما، إن كل امرأة تحمل بداخلها جارية، وهذا ما يفسر إتقان أغلب النساء الرقص بكل أنواعه، غير أننا اليوم، نشهد ظواهر غير عادية في مجتمعنا، حين وجدنا أنه ليست النساء فحسب، من تولد بداخلهن جارية، فمن الرجال كذلك من سكنته هذه الراقصة، بل ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، أي ليست مجرد هواية أو حب للرقص، فقد تحول الكثير من الرجال إلى معلمين لفن تحريك الخصر والأرداف، بل وتجد أغلب الطلاب نساء، من كل الفئات العمرية…..

مبدعون في الرقص بكل أنواعه

المتتبع للكثير من الفيديوهات، التي تنزل عبر اليوتوب أو شبكات التواصل الاجتماعي، يلاحظ أن الكثير من الرجال أتقنوا فن الرقص، على إيقاعات مختلفة، وتحكموا في حركات الجسد، أكثر من غالبية النساء، خاصة على موسيقى الشرقي أو القبائلي.. لذا، استنجدت بهم الكثير من قاعات الرقص، من أجل تدعيم دروس الرقص، للنساء خاصة.

بدأت حكاية رقص النساء بين الرجال.. في أماكن مختلطة من رقص “الزامبا” و”الصالصا”.. رقصتان، تتطلبان الخفة والتركيز، واختيار الرفيق الأنسب فوق بساط الرقص، من كلا الجنسين، بعدما كانت “الزامبا”، في ظاهرها، مجرد رياضة لتخفيف الوزن والرشاقة، تمارس في قاعات رياضية كبيرة، في المناسبات أو في الأيام العادية، تقصدها النساء، خاصة العاملات، من أجل الاستمتاع والاسترخاء من تعب العمل طول الأسبوع، يكون القائد فيها بنات يساعدن الراقصات على حفظ الحركات المختلفة والمفيدة، التي تساعد على شد عضلات الجسم، دون الوقوع في حركات سيئة وخاطئة، أي العمل بحركات مدروسة وليست عشوائية، قد تؤدي إلى توعكات صحية، لكنها تحولت اليوم إلى ميدان آخر، وهو الرقص والتمايل على إيقاعات موسيقية.. وهذا، ما نقف عنده في الكثير من هذه القاعات. لكن، مع مرور الوقت، أظهر الكثير من الرجال مهارة كبيرة في الرقص، بكل أنواعه، ولم يبق الرقص حكرا على النساء. لذا، تحولوا إلى معلمين ماهرين في هذا المجال، يستعان بهم في الكثير من القاعات الرياضية، أو الرقص من أجل تلقين دروس في هذا الميدان. وأصبحوا اليوم، ينافسون الأنثى في فن تحريك الجسد، على وقع مختلف الإيقاعات الموسيقية.

من الموسيقى الكلاسيكية إلى الموسيقى الحديثة العصرية

اقتصر تعليم الرقص من طرف الرجال في ما مضى، على الموسيقى الكلاسيكية والباليه، اللتين تتطلبان الكثير من التركيز، غير أن مثل هذه الرقصات، لا تعني شيئا للكثير منا، وهي تخص جماعات معينة، كالطلاب والجمعيات من أجل المشاركة في مسابقات محلية أو دولية خاصة بالرقص الكلاسيكي والباليه.. لكن، في الآونة الأخيرة، ظهرت إلى الوجود الكثير من الرقصات العصرية، التي تستوجب دروسا من أجل تعليمها، يقصدها خاصة الشباب من كلا الجنسين، غير أنها لم تقتصر على الرقصات العالمية المعروفة فحسب، بل حتى المحلية منها، على غرار الرقص القبائلي والشاوي والراي وغيرها.

ينافس اليوم الكثير من الرجال المرأة في الرقص، بل وكسب الكثير منهم الرهان أمام الأنثى، وتعدى الأمر، بأن يصبح الرجل هو المعلم، والمرأة هي الطالبة في فن الرقص.

مقالات ذات صلة