الجزائر
محلات تجارية خاوية وطرقات خالية

مدن وشوارع بالجزائر تتحوّل إلى مدن أشباح

كريمة خلاص
  • 17441
  • 11
أرشيف

تحوّلت مدن وشوارع بالجزائر والعاصمة إلى مدن أشباح لا يكاد يرى للمواطنين فيها أثر، وهو ما يؤكد أن نسبة الوعي بمخاطر فيروس كورونا قد بدأت ترتفع فعلا، بعد التهوين والتساهل اللذين كانا مسجلين خلال الأيام الأولى من انتشاره.

ويبدو أنّ النداءات والتحذيرات المتكررة للمختصين والمسؤولين قد لقيت صداها في أوساط المواطنين الذين لزموا بيوتهم، وباتوا لا يخرجون إلا للضرورة القصوى، خاصة المسنين والأطفال، الذين يعتبرون أكثر الفئات تعرضا للخطر، بسبب مناعتهم الضعيفة والهشة.

وخلال جولة قادت “الشروق” إلى عدد من شوارع العاصمة، وقفنا على حركية شبه منعدمة في كل من بلدية القبة وباش جراح والجرائر الوسطى وديدوش مراد وباب الزوار والدرارية، والحال تشبه بعضها في مختلف ولايات الوطن، خاصة المتضررة منها، على غرار البليدة وبوفاريك، اللتين يمارس فيهما المواطنون عزلة اختيارية، تجنبا لأي اختلاط قد يكون مصدر انتقال العدوى إليهم.

ولم يخرج إلى الشوارع سوى بعض الأشخاص لقضاء حاجاتهم الضرورية أو شباب كانوا يتهكمون من فيروس كورونا، على أنه لا يخيفهم.

وعلقت إحدى السيدات على الأمر بالقول: “اللي خاف سلم”، مؤكدة أنه من غير المعقول تعريض حياة الناس للخطر في ظل التزايد السريع للحالات يوميا. وحتى أفواج المصلين التي كانت ترتاد المساجد لم يعد يرى لها أثر كبير، بعد تعليق الصلاة في المساجد، وغلقها، إثر فتوى اللجنة الوزارية للشؤون الدينية.

وعبر أصحاب المحلات التجارية الخاصة بالألبسة والأحذية وبعض الخدمات عن هجرة جماعية للزبائن، حيث تراجعت الحركية التجارية، حسبهم الثلاثاء، بأكثر من 75 بالمائة، وما زاد الطين بلة، غلق المساحات التجارية والمراكز التجارية الكبرى، على غرار مركز باب الزوار وأرديس، وغيرها من المراكز بكبرى المدن الوطنية، حيث أعلنت مؤسسة المراكز التجارية الجزائرية في بيان لها عن غلق المركز التجاري لباب الزوار بالعاصمة، ابتداء من مساء الاثنين إلى غاية إشعار آخر، وكذا المركز التجاري السانية التابع لها بولاية وهران.

وحتى متعاملو الهاتف النقّال في الجزائر، سجلوا حسب ما وقفنا عليه تراجعا رهيبا في عدد الزبائن القاصدين لهم، وهو ما اعتبروه مخاوف مشروعة يتفهمونها، مؤكدين أنهم اتخذوا كافة التدابير الوقائية لحماية موظفيهم وزبائنهم.

ولم يسلم من هذا الركود التجاري سوى محلات ومساحات بيع المواد الغذائية، التي زاد الإقبال عليها لتجنب الخروج في كل مرة والتعامل مع التجار والاحتكاك بالمواطنين.

وبدت حركة المرور على غير العادة سهلة جدا، خاصة في أوقات الذروة، حين كانت الطرقات خالية من زحمة السّيارات، أمر لم يكن معتادا خلال العطل المدرسية، حيث عجت السيارات في مواقف الأحياء في ساعات مبكرة من النهار، وأصبحت المسافات التي كانت تقطع في ساعات تستغرق الآن بضع دقائق، ما جعل بعضهم يطلق تعليقاته مثل: “رب ضارة نافعة”، أو “مصائب قوم عند قوم فوائد”.

مقالات ذات صلة