العالم
سلفيون نسفوا مشروع زيارة للمهندس شحرور إلى قسنطينة

مذهب “القرآنيين” يتسلل إلى الجزائر

الشروق أونلاين
  • 17528
  • 2

من دون أن يعلم رواد المساجد ما الذي يحدث من حولهم، باشر العشرات من الأئمة المحسوبين على التيار السلفي في شرق البلاد، خاصة في مدن قسنطينة وميلة وباتنة وسطيف، في خطبهم ودروسهم، في التحذير مما صار يسمى بمذهب القرآنيين، الذين استغلوا ظهور تنظيم القاعدة، خاصة أفكار تنظيم الدولة، لأجل طرح أفكارهم، خاصة كتب المهندس السوري المقيم حاليا في الإمارات العربية محمد شحرور، التي تشكك في الأحاديث الشريفة وتدعو إلى الاعتماد على القرآن الكريم فقط.

 وتبقى أسباب هذا المد القوي بين الشباب والشابات ضمن ظاهرة فكرية وربما فقهية مازال مسكوتا عنها، أو ربما لا تحتاج إلى الرد القوي، هو تمكن عرّابي هذا المذهب الجديد، بالرغم من ربط آخرين تعاليمهم بفكر الخوارج، من المواقع الإلكترونية، وكون غالبيتهم دكاترة وجامعيين، إذ إن أي كتاب يصدره المفكر محمد شحرور، البالغ من العمر 77 سنة، يظهر في موقعه الخاص، فضلا عن أفكار السعودي حسن فرحان المالكي والمصري أحمد صبحي منصور التي تصب في نفس الاتجاه.

وفي ولاية ميلة يدور الحديث عن تشبع شابة في الثلاثين من العمر بهذه الأفكار، وصارت تطلقها حتى على هامش صلوات الجمعة، خاصة أن محمد شحرور لا يرى بأن الحجاب فرض وله شرح خاص لآيات القرآن الكريم، أما بالنسبة إلى الأحاديث الشريفة فيتم التشكيك في كل روايات أبي هريرة وفي صحيح البخاري على وجه الخصوص، حيث لا يوجد، حسبهم، ما يجبر الرجل على إطلاق اللحية، أو يمنع عنه لبس الذهب وغيرها من الممنوعات التي صارت مباحة، بينما يرون ضرورة الالتزام بما جاء في القرآن الكريم وجعله تشريعا إجباريا على الناس والدولة سواء.

وكان مشروع هادئ خلال الربيع الماضي من بعض الدكاترة في الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة يجهز لدعوة الدكتور محمد شحرور لتقديم محاضرات في أول زيارة له إلى الجزائر، ولكن بعض الطلبة السلفيين رموا المفكر السوري بالكفر ونسفوا المشروع في مهده، لأن هدف القرآنيين الأول هو إزاحة السلفيين من المشهد الديني المعاصر من كامل بلاد الإسلام، ويعتبرونهم سببا أول في الإرهاب، بحجة أن بداية بن لادن والظواهري والبغدادي كانت من هذا المنهج. 

مقالات ذات صلة