الجزائر
تجّار "المرض" يتقاضون عمولات مالية من الأطباء والمرضى على حد سواء

مرضى جزائريون ضحايا “سماسرة” يوجّهونهم نحو عيادات طبية تونسية

الشروق أونلاين
  • 3969
  • 1
ح. م

تحولت رحلات العلاج بالعيادات الطبية بتونس، التي يقوم بها مرضى جزائريون، إلى مصدر مالي مهم لدى عدد من السماسرة، الذين وجدوا في معاناة المرضى فرصة لا تعوض لكسب المال، أو تجارة غير مكلفة يجنون منها أموالا باهظة.

كان أحد المرضى من تلمسان، ينوي الذهاب هذا الصيف إلى العلاج بإحدى العيادات الخاصة بتونس، قبل أن يصطدم بحقيقة مؤلمة، جعلته يتراجع عن فكرة العلاج بإحدى المدن التونسية، بعدما اكتشف أن الشخص الذي كان من المنتظر أن يساعده من خلال التكفل بملفه الطبي، وتقديمه إلى الطبيب المعالج، ما هو في الأصل إلا سمسار جزائري، يشتغل على توجيه المرضى ممن يفتقدون إلى أي دراية أو معلومات حول طريقة العلاج بالعيادات الطبية التونسية، خاصة من الذين يملكون مستوى دراسيا محدودا يقف عائقا أمام توجيه أنفسهم نحو الجهة الطبية المختصة، إذ وحسب المعلومات التي استقيناها من مصدرنا، فإن عملية توجيه المريض تبدأ بطلب الملف الطبي، أين يتم معرفة طبيعة المرض، وبعد ذلك يتم إبلاغ المريض بالمبلغ المالي الذي يجب أن يدفعه لهذا السمسار، الذي يعمل بعد ذلك على التكفل بالملف الطبي والمريض، وهو ما كشف عنه محدثنا، حيث طلب منه تقديم مبلغ بالعملة الصعبة يقدر بـ1500 أورو، وهي القيمة المالية المخصصة فقط لتحديد موعد مع الطبيب المعالج، والفحص الطبي الأولي لا أكثر ولا أقل.

هذه المعطيات التي تؤكد على وجود شبكة تعمل على توجيه المرضى، تتكون من جزائريين وتونسيين، يعملون على سلب أموال المرضى الجزائريين بطرق احتيالية، مستغلين بذلك الظروف الاجتماعية والتعليمية للمريض، قصد جني مبالغ مالية خيالية من عمليات توجيه المرضى إلى العيادات الطبية الخاصة، هذا وقد أفادت تقارير أمنية تونسية تداولتها وسائل إعلام تونسية، بوجود سماسرة تونسيين يعملون على توجيه المرضى مقابل عمولات مالية يتقاضونها من المرضى والأطباء على حد سواء، حيث تمكنت أجهزة الأمن التونسية من توقيف 9 سماسرة بمدينة صفاقص قاموا بتوجيه مرضى ليبيين مقابل عمولات مالية، ويبدو من خلال هذه المعطيات أن تجارالمرضسواء من جزائريين أو تونسيين، وجدوا في المرضى الجزائريين وغيرهم من المرضى الآخرين ضالتهم، ممن يبحثون عن علاج، بعدما تصلهم معلومات عن أن فرص العلاج تكاد تكون مضمونة وناجحة، وهي المعلومات والأخبار التي غالبا ما يلتقطونها عبر الومضات الإشهارية من خلال ما تبثه القنوات الفضائية، لتبدأ بعد ذلك عملية البحث عمن يساعدهم، ليجدوا أنفسهم ضحايا أشخاص عديمي الضمير ممن لا يهمهم سوى كسب المال بأي طريقة كانت، ولو كانت على حساب آلام وأوجاع المرضى.

مقالات ذات صلة