الجزائر
يطال الجزء العلوي من الأغصان ويمتد إلى الجذور

مرض مجهول يبيد الأشجار النادرة بجبال الأوراس

طارق مامن
  • 1134
  • 6
أرشيف

طالب العشرات من سكان المناطق الجبلية، والغابية ببلديات ولايتي خنشلة وباتنة، الاثنين، السلطات المحلية للولايتين، الكل من موقع اختصاصه، التدخل العاجل والعمل، على فتح تحقيق وبائي، بخصوص موت مفاجئ لأشجار الصنوبر، وبينها أشجار نادرة، نتيجة مرض مجهول وغريب عن المنطقة، يمس الأشجار عند الجزء العلوي للأغصان، ثم ما يلبث أن يقضي على جذورها، في ظروف وأسباب مجهولة، حتى عند أهل الاختصاص، الذين سارعوا بدورهم في البحث عن علاج لهذا الداء، في محاولة لإنقاذ هذه الثروة، التي تتربص بها عوامل أخرى، كالقطع العشوائي والحرق والرعي الجائر، ما جعلهم يتهمون إدارة الغابات بكل من خنشلة وباتنة، بالتقصير واكتفائها بمكافحة التهريب الذي يمس أشجار الأرز الأطلسي.
وقال مواطنون من الولايتين، في اتصالات مع “الشروق” أن أشجار الصنوبر الحلبي، هي الأكثر تضررا، في عدة مناطق من الولايتين، كبلديات طامزة، الحامة، شلية، لمصارة، بوحمامة، يابوس بخنشلة وأريس، تازولت، مروانة، إشمول، الشمرة، تيمقاد، بباتنة، أين وجد المواطنون أشجارا ميتة، وهي لا تزال خضراء، مما يدل على أن مرضا غريبا، قضى على جذورها، مستدلين بمادة صوفية بيضاء، تعلو أغصانها، مشيرين إلى أن هذه الحالات طالت مساحات شاسعة، من الصنوبر، ما بات ينخر الثروة الغابية بالأوراس، التي لم تشهد منذ سنوات أية عملية علاج، رغم العدد الكبير من الأشجار التي ماتت، ولا تزال جذوعها واقفة، دون تعويضها، خاصة في الوسط الغابي، داخل التضاريس الجبلية الوعرة، بالإضافة إلى الحرائق التي لم تسلم منها خلال السنوات الأخيرة، أين تم تسجيل إتلاف الآلاف من الأشجار الغابية المتنوعة في كل بلديات الولايتين باتنة وخنشلة.
هذا وأشار مصدر من محافظة الغابات، “أن المسؤولين لم يعلموا بعد، بوجود أي مرض، أصاب الأشجار الغابية، لكون الفرق منتشرة عبر كل الإقليم الغابي للولايتين، ولم يشر في التقارير اليومية، إلى وجود مرض غريب”، مؤكدا “أن مصالح الغابات وبأمر من وزارة الفلاحة، ستباشر عملية الاستكشاف، وإن وجد أي مرض فستتخذ الإجراءات اللازمة، مضيفا أن الصوف الأبيض الذي يعلو شجرة الصنوبر الحلبي، قد يكون عبارة عن تكاثر للدودة الجرارة، التي تنمو حين يكون هناك جفاف، وبخصوص برنامج غراسة الأشجار الغابية لتعويض الميتة، المحروقة أو المقطوعة، فهو معد ويتم سنويا تعويض ما أتلف بشكل روتيني”، حسب تصريح المصدر ذاته.. غير أن الميدان يظهر عكس ذلك!

مقالات ذات صلة