مريضات يرفضن التعري في أقسام التصوير بالأشعة..!

ترفض غالبية الجزائريّات اجراء تصوير بالأشعّة على مستوى أجزاء حسّاسة من الجسد على يد رجال، مُستغربات غياب العنصر النسوي في أقسام الأشعة بالجزائر. والظاهرة واقع مُعاش، فإذا قصدت عيادة خاصة أو مستشفى عمومي لإجراء تصوير لأورام الثدي أو الرحم والمناطق الحساسة، سيستقبلك رجال. والسّلوك جعل كثيرا من المريضات وأزواجهنّ في حيرة من أمرهم، خاصة بعد شكاوى مريضات من التحرش بهنّ.

وفي هذا الإطار، اعترف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة في اتصال مع الشروق، بوجود نقص في عدد المُختصّات في مجال التصوير بالأشعة مقارنة بعدد الرجال، وحسب مُحدّثنا: “من المفروض احترام خصوصية المريض، فالمريضات يتحرّجن من نزع ثيابهن والوقوف عاريات أمام رجال لتصويرهنّ بالأشعّة، وعلى العيادات والمستشفيات الخضوع لطلبات المرضى”، وهي الظاهرة التي جعلت خياطي يطالب وزارة الصحة بالانتباه لخصوصيّة المجتمع الجزائري، وفتح مجال تكوين وتوظيف النساء في هذا الاختصاص التابع لقطاع شبه الطبي وتحفيزهن على العمل، مُطالبا المريضات المُتحرًّش بهن بإيداع شكاوى. 

وعلى الخلاف، اعتبر بركاني بقاط، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين أن الطب لا يخضع لنوعية الجنس، مؤكدا بأن المريض مُلزم بالخضوع لكشف طبي سواء كان على يد امرأة أو رجل، “لا نقدر بين ليلة وضحاها المناداة بتأنيث قطاع الصحة، رغم أن 60 بالمائة من أطباء الجزائر نساء… والطبيب شخص محلف، ليس له أن يوظف مشاعره، أو يذهب بخياله بعيدا عن الأمور الطبية”، وحسبه الموضوع طُرح حتى في الدول الأوروبية. وبرر محدثنا نقص النساء في اختصاص التصوير بالأشعة، أن الأخيرات هن من يرفضن التوجه نحو هذا الاختصاص لتخوفهن من تأثير الأشعة على أجسادهن، خاصة أثناء الحمل. 

وأجمعت تصريحات النساء اللواتي تحدثنا معهن في الموضوع على معاناتهن من هذه الظاهرة، منهن (نوال.ب) عزباء، خضعت لعملية جراحية لانتزاع حصاة المرارة بإحدى مستشفيات العاصمة، طُلب منها قبل العملية التوجه إلى غرفة الأشعة لإجراء تصوير على القفص الصدري، تقول “وجدت نفسي وحيدة بالغرفة مع رجل مٌلتح، طلب نزع جميع ملابسي العلوية… تخيلوا اقترب مني فجأة وحاول مساعدتي لنزع ملابسي الداخلية، طالبا مني عدم التحرّج، ونظراته لم تُفارق جسدي أبدا…!”.