الجزائر
فتنة بين المصلين والأئمة بسبب النوم والأكل ولعب الأطفال

مساجد تتحول إلى مطاعم وفنادق ومقاه في رمضان

زهيرة مجراب
  • 2445
  • 11
ح.م

لم تفلح الدعوات والنداءات التي أطلقها الأئمة عبر المساجد والدروس أياما قبل حلول شهر رمضان، في ضبط الأمور وإعادة الهدوء والسكينة داخل بيوت الله التي اجتاحتها موجة من العادات السلبية بدءا من النوم في المساجد وحمل الأكل والشراب وتناوله داخله، مخلفين فوضى عارمة وصولا إلى لعلب الأطفال خلال صلاة التراويح وتحويلهم بيوت الله إلى ساحة للعب والركض، متعمدين إزعاج المصلين، أمام مرأى ومسامع أهاليهم ومرافقيهم الذين يمتنعون عن توجيه ملاحظات إليهم.
في كل مرة وقبيل حلول شهر رمضان يطلق أئمة المساجد نداءات متكررة ينهون فيها المصلين عن بعض العادات والمظاهر السلبية التي تتكرر في كل مرة داخل بيوت الله وهي تسيء إلى مكانة المسجد، حيث لا يتوانى بعض المصلين في اتخاذ بيوت الله مكانا لنومهم، ويفضل غالبيتهم الصعود إلى السدة بعد صلاة العصر، أو اتخاذ مكان جانبي بعيد عن الحركة ليستمتعوا بقسط من الراحة تحت التكييف حتى يحين موعد أذان المغرب فينزلون ليجددوا وضوءهم ثم يفطروا ويغادروا المساجد باتجاه بيوتهم، وقد حاول الأئمة التصدي للظاهرة وحتى “الفايسبوكيون”، بالتحذير منها، لكنهم لم يفلحوا في ذلك بل تعود في كل شهر رمضان.

حلويات وشاربات و”زلابية” في صلاة التراويح

ومن العادات السلبية المثيرة للإزعاج وقد استنفد الأئمة جهودهم لمنعها، حمل الطعام والشراب إلى المسجد.. فبعض المصلين يحملون قارورات الماء، اللبن، الشاربات وبعض الخبز “المطلوع”، المقبلات والمملحات والتمر كي يفطروا عليها لكن غالبيتهم يخلفون القارورات البلاستيكية وبقايا الطعام داخل المسجد ولا يكلفون أنفسهم عناء رفعها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل يحملون في سهرة رمضان أباريق من الشاي وقارورات “الشاربات” وصواني من الحلويات “الزلابية”، “قلب اللوز” ليستمتعوا بتناولها بعد صلاة التراويح.

أطفال يلعبون “الغميضة” وملابس العيد حاضرة في مصليات النساء

وفي المصليات النسوية يصل الإزعاج مداه حيث أصبح وجود الأطفال فيها مسألة تثير قلق المصليات وتثير غضبهن لما يحدثوه من فوضى عارمة وصخب وجلب بصراخهم وهتافاتهم، الأمر الذي يخرجهن من الأجواء الروحانية ويقلل من تركيزهن وخشوعهن أثناء الصلاة وقراءة القرآن. ومن بين الأمور المزعجة التي تضايق المصليات في كل مرة صراخ الأطفال وركضهم بين الصفوف ذهابا وجيئة ويلعبوا ألعابا مختلفة كلعبة الاختفاء “الغميضة”، وعند التكبير للصلاة يقومون بدفع المصليات وعند السجود يقفن بجوارهن ويرقصون محدثين صخبا وجلبة كبيرين.
وإن كانت هذه حال الأطفال فحال والداتهن ليست بأفضل، فمنهن من تقوم بتغيير حفاظة رضيعها فوق السجادة والاحتفاظ بها بجوارها، ونساء أخريات يحتللن الصفوف الأخيرة من المسجد ليبدأن في الحديث عن ملابس العيد والأكلات التي طبخنها ومشاكلهن مع أزواجهن وحمواتهن، ليصلن إلى المسلسلات التي يتابعنها يوميا غير مهتمات بالصلاة ولا القرآن الذي يتلى، وأما عن وضعية مائضات المساجد فحدث ولا حرج فالأطفال يعبثون بالحنفيات والمياه ما يتسبب في تبليل الأرضية بالكامل، والأدهى من هذا هو رفض أمهات الأطفال واستنكارهم أي ملاحظة توجه إليهم فيتدخلن بقوة وبعبارات السب والشتم للدفاع عن أبنائهن منتهكات بذلك حرمة المسجد.
من جهته، أوضح إمام مسجد الكاليتوس الشيخ كمال بعزيز، أن الظواهر والعادات السيئة في شهر رمضان تختلف من مسجد إلى آخر بسبب تدفق المصلين وقد عملوا على تنبيه المصلين وتحفيزهم على الصلاة والإنصات للقرآن الكريم، فالمسألة ترتبط بالعقل والقلب، وهم يذكرونهم بخطورة هذه الظواهر باستمرار وضرورة التصدي لها مستعينين بالجمعيات الخيرية وجمعيات الحي، وشدد الإمام على أن إدخال الإفطار إلى المساجد من أكثر العادات خطورة على نظافة بيوت الله، ولذا لابد من إيجاد عادات جيدة لتحل محل السيئة كتشجيع المواطنين على الإفطار وفقا للسنة النبوية على حبات من الرطب أو التمر أو شربة ماء و إقامة حلقات للذكر وحفظ القرآن الكريم بعد صلاة العصر حتى لا ينام المصلون في المساجد.

مقالات ذات صلة